هل لمحاسبة النفس فوائد .. وهل يمكن ان يصلح الانسان من نفسه اذا قام
بمحاسبة نفسه واكتشاف الثغرات التي تعثر بها وحاول تفاديها والانتقال لمحطه
ثانية في حياته .. نعم محاسبة النفس اصعب شئ علي الانسان لان النفس تتمرد
علي صاحبها وتحاول اقناعه دائما انك صح والعالم كله خطأ يجب ان نحاسب
انفسنا جميعا وبخاصه واننا نخطو الخطوات الاولي في العام الجديد نعم انها
إقبال مرحله من مراحل الحياه وإدبار اخرى ومع بداية العام الجديد الاعداد
الجيد وتحديد الاهداف والتخطيط للمستقبل ويجب ان نسأل انفسنا جميعا ما الذي
سنضيفه لحياتنا في هذا العام الجديد . إن تحديد الاهداف ووضع الخطط
المستقبليه من أهم أسباب النجاح في الحياه بشكل عام ومحاسبة النفس على
تقصيرها وتراخيها من ألاسباب المهمه لتلافي ألاخطاء في المستقبل . إن وضوح
الاهداف وضوحا تاما لا لبس فيه يزيد النشاط والتفاؤل ويوقظ العقل ويحرك
الدوافع .واكبر دليل علي كلامي دراسة كنت قد قرأت عنها واجريت في الخمسينات
وتناولت عدد كبير من الطلاب الذين لديهم اهداف واضحه وهل هي مدونه وموضوع
لها خطط لانجازها ؟ وقد اشارت الدراسه إلى أن 3 % فقط من الطلاب قد فعلوا
ذالك. وبعد ذلك بعشرين سنه توبعت الدراسه بأولئك الطلاب الذين حددوا
أهدافهم للنظر في وضعهم المادي وألاجتماعي فتبين أن هؤلاء الثلاثه بالمئه
الذين حددوا أهدافهم يحصلون على مايعادل دخل الــ 97 % الاخرين . إن فرص
النجاح متاحه لكل واحد منا إذا عرف ذاته وفهم قدراته. إذا ماذا تحتاج
لتحديد اهدافك لهذه السنه ومراجعة اخطائك في السنه الماضيه. حسنا كل
ماتحتاجه هو ورقه وقلم وساعه من الخلوه مع النفس. ابدأ بمراجعة سنتك
الماضيه فإن كنت قد حققت كل ماتريد فهنيئا لك لأنك انسان ناجح . وأن كانت
الاخرى فلا تغتم فلم يفتك شئ طالما قلبك ينبض بالحياه. حدد هدفك كلمة لمن
اراد النجاح في الدنيا والاخره , هناك دائما طريق للرجعه وتعديل ألاخطاء.
كل ماعليك فعله هو, حدد أهدافك وتسلح بالعزيمه وألامل وتوكل على الله.
أقوال في محاسبة النفس - كتب عمر بن الخطاب رضي
الله عنه إلى بعض عماله: (حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة، فإن من حاسب
نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة، عاد أمره إلى الرضا والغبطة، ومن ألهته
حياته، وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والخسارة. - وقال الحسن: لا تلقي المؤمن
إلا بحساب نفسه: ماذا أردت تعملين؟ وماذا أردت تأكلين؟ وماذا أردت تشربين؟
والفاجر يمضي قدماً لا يحاسب نفسه. - وقال قتادة في قوله تعالى: { هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا } ﴿الكهف: ٢٨﴾ أضاع نفسه وغبن، مع ذلك تراه حافظاً لماله، مضيعاً لدينه.- وقال الحسن: إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه، وكانت المحاسبة همته. - وقال ميمون بن مهران: لا يكون
العبد تقياً حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه، ولهذا قيل: النفس
كالشريك الخوان إن لم تحاسبه ذهب بمالك. - وذكر الإمام أحمد عن وهب قال:
حق على العاقل أل يغفل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب
فيها نفسه وساعة يخلوا فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن
نفسه، وساعة يخلي فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجعل فإن في هذه
الساعة عوناً على تلك الساعات وإجماماً للقلوب. - وكان الأحنف بن قيس يجئ إلى المصباح فيضع إصبعه فيه ثم يقول: حس يا حنيف، ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟ ما حملك على ما صنعت يوم كذا؟ - وقال الحسن: المؤمن قوام على نفسه يحاسب نفسه لله، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنياوإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة. - وقال مالك بن دينار: رحمه الله عبداً قال لنفسه: ألست صاحبة كذا؟ ألست صاحبة كذا؟ ثم ألزمها، ثم خطمها، ثم ألزمها كتاب الله عز وجل، فكان لها قائداً. إن المؤمنين قوم أوقفهم القرآن، وحال بينهم وبين هلكتهم.إن المؤمن أسير في الدنيا يسعى
في فكاك رقبته، لا يأمن شيئاً حتى يلقى الله، يعلم أنه مأخوذ عليه في سمعه
وفي بصره، وفي لسانه وفي جوارحه، مأخوذ عليه في ذلك كله.