يشمل فيروس الورم الحليمي البشري Human Papilloma Virus 30 نوعاً تصيب الأعضاء التناسلية، يؤدّي بعضها إلى تكوّن خلايا غير طبيعية في بطانة عنق الرحم، قد تتحوّل في ما بعد إلى خلايا سرطانية تسبّب ما يسمّى بسرطان عنق الرحم.
ما هو فيروس الورم الحليمي البشري HPV)) Human Papilloma Virus المسؤول عن الإصابة بسرطان عنق الرحم؟
ثمّة ما يزيد عن المائة نوع من فيروس الورم الحليمي البشري HPV الذي يصيب النساء والرجال على السواء، إلا أن غالبية أنواعه غير خطرة وتزول تلقائياً، بدون أن تسبّب أية عوارض. وهو يشمل 30 نوعاً تصيب الأعضاء التناسلية، بعضها يسبّب ظهور ثآليل تناسلية وأورام حميدة (غير سرطانية) في عنق الرحم، فيما بعضها الآخر يؤدّي إلى تكوّن خلايا غير طبيعية في بطانة عنق الرحم قد تتحوّل في ما بعد إلى خلايا سرطانية تسبّب ما يسمّى بسرطان عنق الرحم. ويرتبط هذا الفيروس أيضاً بسرطانيّ المهبل والفرج.
ما مدى فعاليّة اللقاح المضاد لسرطان عنق الرحم؟
يعتبر هذا اللقاح الأوّل في تاريخ الطب لأحد أنواع السرطانات التي تصيب الإناث. وهو فعّال ومضمون، يقي من الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري عن طريق تقوية جهاز المناعة في الجسم ضد غالبية مسببّات سرطان عنق الرحم، إذ يغطّي حوالي 85% من أكثر الفيروسات المسبّبة للمرض.
ويؤمّن اللقاح كذلك ذاكرة مناعية؛ أيّ يذكّر جهاز المناعة في الجسم بضرورة مواجهة الفيروس لدى توجّهه إلى عنق الرحم في أية مرحلة عمرية، ما يعني أن اللقاح يمكن أن يكون فعّالاً لمدى الحياة، حتى ولو أُخذ في سنّ الثانية عشرة.
ابتداءً من 12 سنة
في أي سنّ يمكن للأنثى تلقّي اللقاح؟ وكم تدوم فعاليته؟
إن الإناث اللواتي تتراوح أعمارهنّ ما بين 12 سنة و26 سنة مرشّحات لتلقي اللقاح، بغضّ النظر عن إجراء أيّ فحص.أمّا الإناث اللواتي تجاوزن سنّ الـ 26، فتظهر الدراسات أن اللقاح يمكن أن يكون فعّالاً وذا فائدة كبيرة. ويمتدّ هذا الأمر حتى لو تمّ أخذه بين 45 و55 سنة، ولكن يفضّل دائماً استشارة الطبيب.
ويتمّ تناول هذا اللقاح على جرعات ثلاث، وذلك على شكل حقن في العضل. وتكرّر هذه العمليّة بعد شهرين، فأشهر أربعة.
من هنّ النساء الأكثر عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم؟
إن جميع الفئات العمرية معرّضة، لكن احتمالية الإصابة تصبح أكبر من سنّ 50 سنة فما فوق، وعند وجود حالات عائلية سابقة، وفي حالات عدم المقدرة المادية على الكشف المبكر وتلقّي اللقاح، ووجود معدّلات مرتفعة من الهرمونات في الجسم، أو تناولها لفترة طويلة، والتعرّض لعلاقة في سنّ مبكرة مع عدد من الشركاء والحمل قبل سنّ 17 سنة وعدم المباعدة بين حمل وآخر، بالإضافة إلى عوامل ترتبط بنظام الحياة كالإسراف في التدخين والامتناع عن تناول الفاكهة والخضر.
ما هي أفضل الطرق للكشف المبكر عن وجود سرطان عنق الرحم؟
هناك امرأة تقضي كل دقيقتين في العالم نتيجةً للإصابة بسرطان عنق الرحم!
لذا، يعتبر فحص "باب" أو "الزجاجة" Papanicolaou Smear كما هو متعارف عليه شعبياً هاماً للغاية، لمراقبة تغيّرات خلايا عنق الرحم لدى المرأة. وفي حال ظهور خلايا تنذر باحتمالية الإصابة بسرطان عنق الرحم في مرحلة لاحقة، تخضع المرأة لدراسة دقيقة لعنق الرحم، لمعرفة أسباب تغيّر الخلايا واتّباع العلاجات اللازمة.
كم من الوقت تحتاج الخلايا غير الطبيعية لتتحوّل إلى خلايا سرطانية؟
يعتبر تطوّر سرطان عنق الرحم بطيئاً، ما يعني أنّ المدّة اللازمة للانتقال من فترة التغيّر في الخلايا إلى الإصابة بسرطان عنق الرحم قد تحتاج إلى فترة تتراوح بين 5 و15 سنة.
ما هي عوارض الإصابة بالخلايا ما قبل السرطانية؟
عادةً، تغيب العوارض التي تنذر بمرحلة ما قبل السرطان أو السرطان المبكر، وهي تقتصر على المراحل المتقدّمة أيّ عند نموّ السرطان وغزو النسيج المجاور للخلايا. ومن بين هذه العوارض: حصول نزيف من المهبل خارج أياّم الحيض وهو العارض الأكثر شيوعاً، والألم في الحوض وأثناء ممارسة العلاقة الزوجية، بالإضافة إلى وجود إفرازات ذات رائحة كريهة وبعض الدم. وهنا، تبدو استشارة الطبيب المتخصّص عند ظهور أيّ عارض من هذه العوارض ملحّة، وذلك لتحديد أسبابها الحقيقية التي يمكن ألا تكون ناتجة عن الإصابة بالسرطان.
وأشدّد على أهمية زيارة الطبيب النسائي مرّة سنوياً، لإجراء فحص "الزجاجة" السنوي، رغم تلقّي اللقاح.
ما هي العلاجات المتوافرة، في هذا المجال؟
عندما تظهر نتائج فحص "الزجاجة" وجود خلايا غير طبيعية، فإن هذه الأخيرة قد تكون غير سرطانية أو ما قبل سرطانية أو سرطانية. ووفقاً لهذا التشخيص، تستهلّ خطوات العلاج، ابتداءً من الفحص المجهري لعنق الرحم Colposcopy وأخذ خزعات لتأكيد التشخيص، أو تقشير السطح الخارجي لعنق الرحم Leep. وفي حال كانت التغيّرات السرطانية في مراحلها الأولى، يتمّ استئصال الرحم من خلال عملية جراحية.
أمّا في حال الثآليل، فتكثر العلاجات التي تتراوح بين الكيّ أو الاستئصال الجراحي أو عملية التجليد Freezing التي تساهم في تذويبها، أو استخدام كريمات موضعية تساعد على إذابتها.
وفي الحالات المتطوّرة لسرطان عنق الرحم، يمكن اللجوء إلى الجراحة أو الأشعة أو العلاج الكيميائي.