القدرة على الاختيار سلاح ذو حدين، فهي نعمة ونقمة على صاحبها في الوقت ذاته لأنها قد تحمله إلى الطريق الصحيح، وقد تُضله أيضا إلى سكك لا تأتي عليه سوى بالندم. الحياة مليئة بالاختبارات ودائما ما يتعرض المرء منا لأحداث وتجارب تستوجب عليه اتخاذ قرارات مصيرية قد تغير حياته، ما يعني أن اختياراتنا وقراراتنا سبيلنا الوحيد لتحقيق النجاح وملاقاة التوفيق خلال عملية تصريف أمورنا الشخصية.
قد لا تدركي قيمة قرارك وما قد يعود عليك من جرائه عند اتخاذه، فهو قد يبدو القرار الأنسب في وقته، إلا أن التجربة قد تُظهر لك خلاف ذلك. اعلمي تماما أن اخياراتك وقراراتك ما هي إلا خطوات أشبه ما تكون بخطوات الطفل الصغير الذي لا يزال يتعلم المشي، فقدماه الرقيقتان قد تتعثران دون قصد، ما يعني أن متابعة المحيطين ممن هم أكبر سنا وأكثر وعيا لا غنى عنها مهما كانت قوة عزيمته وإصراره على المضي دون مساعدة.
قد تقعين في حيرة عند اختيارك دراستك الجامعية، وعند التحاقك بالعمل، وعند المفاضلة بين زملاء الدراسة أو العمل لاتخاذ أحدهم صديقا مقربا، وعند الذهاب في نزهة في صحبة رفيق لكِ ارتبطتِ به عاطفيا، ولا سبيل للخلاص من تلك الحيرة سوى استشارة من هم أكثر دراية وخبرة منكِ. قد تُصيبك أحيانا حالة من الخجل، وهنا عليك أولا أن تستشيري عقلك، فربما يكون ما تقدمين عليه خطأ، وقد يكون سبب خجلك في مفاتحة المحيطين يقينك من رفضهم مجرد الفكرة، وربما يكون صوابا وقد يكون من الخطأ الإحجام عنه.
تقع بعض الفتيات في خطأ فادح عند التعرض لمحنة شخصية تستدعي اتخاذ قرار حاسم لحلها، وهو اتخاذ القرار الأسهل دون تأمل لعواقبه، والخطأ الأكبر هو اتخاذه بعد فترة طويلة من التفكير والإدراك الكامل لعواقبه فقط لمجرد الاستراحة من حالة القلق المسيطر عليك حياله أو لصعوبة اتخاذ القرار الأنسب. فمثلا، قد يعرض عليك بعض الأصدقاء الذهاب معهم في نزهة ساحلية أثناء انشغالك بإعداد بحث دراسي أو بأداء واجب عائلي يستدعي تواجدك إلى جانب أفراد الأسرة، وهنا قد تقعين في حيرة بين إرضائك لمتطلباتك الدراسية والأسرية من ناحية وبين الحصول على قسط من الراحة والاستمتاع مع الأصدقاء من ناحية أخرى. بالطبع، الخيار الثاني قد يكون الأقرب إلى نفسك، لكن بتفضيله على الخيار الآخر قد توقعين نفسك في مشكلة ستعود عليك بضرر يؤثر على مستقبلك. وازني بين الخيارات المتاحة أمامك واختاري الأقل ضررا على مستقبلك، فالمتعة لساعات قد تعود عليك بمشكلات يمتد وقعها طويلا!
لا داعي للقلق والحيرة عند التعرض لخيارين متناقضين، فالمهم والأفضل دائما هو تحمل المسؤولية وعدم التنصل منها عند وقوع أي حدث لم يكن في الحسبان عند اتخاذ القرار. علينا دائما أن نقبل التحديات ونتحمل العواقب مهما كانت، وعلينا قبل ذلك التروي عند اتخاذ القرار لتفادي النتائج السلبية التي قد تؤثر على مستقبلنا، فمع وجوب التلقائية عند اتخاذ القرار، من الأفضل أن يصاحب ذلك قدر كبير من الحذر.
نصيحة أخيرة، لا داعي للتندم على سوء الفعل والتقدير في الماضي؛ فلا سبيل هناك لتغيير الماضي أو تقويم أخطائه، كل ما بوسعنا هو الحذر من تكرار الأخطاء نفسها عند التعرض لمواقف مشابهة في المستقبل. من واجبنا أيضا عدم التردد إذا ما لاحظنا على المقربين منا دخولهم في حيرة من أمر سبق وأن مررنا به في محاولة للتخفيف من محنتهم، ولكن الدرس الأفضل لنا أن نلقنهم إياه جيدا هو أن تحمل مسؤولية القرار والجدية في تنفيذه دائما الحل الأمثل للقضاء على الشعور بالحيرة.
ساظل احبك وان طال انتظاري فان لم تكن قدري فانت اختياري
انا تعبان من غيرك ...اسمعني وراضي ضميرك....سكت ليه هتعمل ايه يا مالك روحي وامري شفت حصلي عشانك ايه؟؟!!!