يوكابيد أم نبى الله وكليمه الذى أرسله الله إلى اليهود وقد عاشت فى مصر مع اليهود الذين نزحوا إليها إبان حكم يوسف ووقوفه على خزائن مصر أمينا عليها.
كانت يوكابيد متزوجة من عمران ، أنجبت منه مريم ثم أنجبت هارون ولما حملت فى موسى كان كهنة مصر قد أفتوا للفرعون بأن طفلاً تحمله أمه الآن سيولد ليقوض حكم الفرعون ، لذا أصدر الفرعون أوامره بالتعرف على الأمهات الحوامل وقتل ما يلدن من أطفال ذكور حتى لايشب هذا الطفل ويزيل حكمه وحكومته ولم يكن حمل يوكابيد ظاهرا عليها وأكملت الأم يوكابيد حملها ووضعت طفلها وتوجهت إلى السماء أن يحفظ لها الله وليدها وأستجاب الله لدعوات الأم فأوحى لها أن تصنع صندوقا وتضعه فيه وتلقيه فى البحر وسيعود إليها سالما.
وفعلت ما أوحى إليها به وكلفت أبنتها مريم أن تترقب مصير الصندوق العائم بوليدها وسارت مريم ابنة عمران ترقب الصندوق يعوم بأخيها لكن الله كان يريده أحد رسله فلما وصل إلى الشاطئ الذى يطل عليه قصر الفرعون شاهدت زوجة فرعون آسيا الصندوق فأطلت على الصندوق فإذا به طفل جميل فسارعت إلى حرصها تأمرهم بإحضار الصندوق وعدم المساس بالطفل بداخله ، وكان قد ركن تحت شجرة مائلة على الشاطئ.
وظلت يوكابيد فى دارها تنتظر عودة وليدها فى ذات الوقت تعلق قلب آسيا زوجة الفرعون بهذا الرضيع ومحبة الطفل فى قلبها فطلبت من زوجها أن يجعل لها هذا الولد ربما ينفعهما أو يتخذه ولدا لهما، وكانت آسيا هى الأم الثانية لهذا الرضيع الذى أطلقت عليه اسم موسى وقد جندت لإرضاعه كل الأمهات المرضعات لكنه أبدا ما استكان على صدر أى مرضعة ، وهنا تتدخل أخته مريم التى كانت أيضا ملتاعة على أخيها وأعوان الفرعون يبحثون لزوجته على مرضعة له ، فقالت لهم أعرف أمرأة يمكن أن يجد الطفل فيها المرضعة
ولأن الله لا يخلف وعده أحضروا يوكابيد لترضع موسى ، فإذا به يلثم صدرها ويتمسك به ويستكين الطفل على صدر أمه فتسعد أمه الثانية آسيا وتطلب من يوكابيد البقاء معها بالقصر لترعى موسى وترضعه لكن يوكابيد اعتذرت لأن أسرتها فى حاجة إليها ، وقالت لو أردت أن أرضعه فلأخذه معى وسمحت آسيا لأم موسى أن ترضعه وهى لا تدرى أن يوكابيد أمه ، وحملت أم موسى وليدها على صدرها إلى دارها وأنفقت آسيا عليها من خيرات القصر (وما الخير إلا من عند الله ) فكان موسى بمثابة الكنز أمه ولأسرته صغيرا ليذهب بعد ذلك إلى آسيا لتربيه إلى أن يصير شابا يافعا قويا.
[center][b]