السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كفيفات يتلون القرآن بجوار سرير أمهن 11 عاما
على الرغم من فقدانهن نعمة البصر، إلا أنهن تمسكن بأمل إفاقة والدتهن "قمرة" منذ دخولها في غيبوبة استمرت 11 عاما، بل إنهن برهن على حبهن لأمهن وبرّهن بها من خلال زيارتهن لها يوميا وقراءة القرآن في غرفتها، بواسطة طريقة "برايل". بطلات القصة هن 3 فتيات كفيفات من جدة أردن فقط أن تعود والدتهن للوقوف على قدميها مرة أخرى.
"الوطن" زارت الأم التي ترقد في مركز النقاهة، والتقت إحدى بناتها "عائشة" التي أكدت أن فقدان البصر سببه مرض وراثي في عائلتها، فهناك 5 من أفراد العائلة فاقدون لهذه النعمة، إلا أن ذلك لم يثنِ أيا منهم عن عيادة الأم بشكل يومي وقراءة القرآن بالقرب منها والحرص على تلبية أي احتياجات للأم المريضة والمحظوظة في الوقت ذاته بأن حولها من أبنائها من يكنون لها حبا كبيرا.
مدير مركز دار النقاهة بجدة الدكتور محمود الحاج، تفاعل مع الموقف الذي تسجله الكفيفات يوميا، وأكد على أن بنات المريضة سجلن قصة إنسانية تحاك خيوطها من الذهب بسبب حبهن لأمهن وحضورهن إليها يوميا والدعاء لها، قائلا إن بعض المرضى فقدوا التواصل مع أقاربهم، بل إن بعض أبناء هؤلاء المرضى يغيرون مساكنهم وأرقام الاتصال بهم دون أن يخطروا المركز.
بين الخوف والرجاء قضت "بنات قمرة" أكثر من أحد عشر عاماً خلف كتاب الله يرددن آياته "بطريقة برايل"، ويطلبن الشفاء لوالدتهن.. قصة لثلاث فتيات كفيفات سجلن في صبرهن وبرّهن بوالدتهن إنجازاً عجيباً قلما يتحقق في هذه الأيام، حيث تصر هؤلاء الفتيات على زيارة الأم التي ترقد في غيبوبة بشكل يومي في مركز النقاهة بجدة.
تقول عائشة – ابنة السيدة - لـ" الوطن" إن شقيقاتها الثلاث رغم فقدانهن البصر لم يفقدن الأمل في عودة الحياة لوالدتهن "قمرة"، فكن يذهبن إليها كل يوم بعد المغرب لقراءة القرآن بطريقة "برايل"، ولم تتخلف الشقيقات عن زيارة والدتهن حتى بعد زواج اثنتين منهن. وعن كيفيه أصابتهن بالعمى أوضحت أن اثنتين من شقيقاتها فقدن البصر بعد سن العاشرة وتضيف أن اثنين أيضا من الأشقاء فقدوا البصر أيضاً بسبب مرض وراثي، إضافة إلى شقيقتهن الصغيرة التي ولدت وهي فاقدة البصر، ليصبح 5 من عائلتها مصابين بالعمى.
وتسرد عائشة فصول حكايتهم مشيرة إلى أن والدتها أدخلت قبل أحد عشر عاما لإجراء عملية إزالة ورم دماغي، خرجت منها بلا حراك وبلا وعي، مشيرة إلى طوال الفترة التي ظلت فيها والدتهن في غيبوبة تخرج هي وشقيقاتها وأشقاؤها العشرة وتزوج أغلبهم دون أن تحضر الأم فرحتهم.
ويتمسك أبو منار الابن الأكبر للمواطنة التي ترقد "بمركز النقاهة"، بأمل مرهون بمشيئة الله تعالى في عودة والدتهم للحياة، ويستطرد ذاكراً التفاصيل الأولى لغيابها القسري مشيراً إلى إن والدته شكت قبل غيبوبتها من صداع مزمن تم على أثره عمل أشعة ليكتشف أنها تعاني من ورم سرطاني وتحتاج الي عملية سريعة وأضطر معها والده لإدخالها المستشفى لأجراء العملية خوفا من تدهور حالتها إلا أن حالتها تأزمت وباتت طريحة الفراش مما اضطرهم لنقلها لعده مستشفيات لتخضع بعدها لعده عمليات خرجت بعدها لتنوّم بدار النقاهة بجدة.
أما فاطمة الابنة الكبرى فأشارت إلى أن ما يقدمنه لوالدتهن شيء من القليل الذي قدمته لهن، وتضيف فاطمة أن العائلة تأقلمت مع الواقع، وتتمسك بقدر الله وحكمته وتؤكد أنها تعلمت وشقيقاتها قراءة القرآن بطريقة" برايل" في مدارس جدة، ويجيد جميع أشقائها تجويد القرآن وترتيله بمختلف القراءات، مشيرة إلى أنها تعمل في إحدى مدارس وزارة التربية والتعليم المعنية بتعليم الكفيفات على طريقة القراءة باللمس "برايل".
وبين بصيص أمل يروض فتيات الأم المغيبة" قمره" تتحلى بناتها بالصبر على أمل رؤية إفاقتها من غيبوبتها، ويفسر استشاري جراحات العيون الدكتور عبد الله العويضي حالات الكفيفات بأنها أحد الأمراض الوراثية لتي قد يولد بها الطفل نتيجة زواج الأقارب وهو لا يعتبر مرضا نادرا ومرض الجلوكوما الخلقي يمكن أن يلاحظه الأبوان بكبر حجم سواد العين وفقدان القرنية شفافيتها، وكي لا تتضرر العين يجب الإسراع بمتابعه طبيب عيون ومواصله العلاج لتجنب كسل العين وفقدان البصر، ويبقى نور الأمل يراود أبناء "قمره" وبناتها بالإفاقة والتوصل لعلاج أبنائها الخمسة.
المدير العام لمركز دار النقاهة بجدة الدكتور محمود الحاج أكد أن هؤلاء الفتيات سجلن قصة تحاك خيوطها من الذهب موضحا أن بعض المرضى فقدوا التواصل مع أقاربهم، مشيراً إلى اختفاء بعض الأبناء وتغيير مساكنهم وأرقام جوالاتهم.
وأشار إلى أن قمرة أدخلت للدار قبل 11 عاما وكانت تعاني من غيبوبة وتم إجراء عدد من العمليات الجراحية لها داخل وخارج المملكة وباءت جميعها بالفشل ويؤكد أنها تحرك رأسها فقط وكأي مريض فقد الوعي لا تعي لمن حولها