10 همسات للطُلاَّب ، قبل الامتحانات عن
ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" لا تزولُ قدمُ
ابنِ آدم يوم القيامة من عندِ ربه ، حتى يُسألَ عن خمس : عن عُمُرِه فيمَ أفناه ،
وعن شبابه فيم أبلاه ، وعن ماله من أينَ اكتسبه وفيم أنفقه ، وماذا عمِل فيما علِم
"
أخي لن تنالَ العلمَ إلا بستةٍ *** سأُنبيكَ عن تفصيلها ببيان
ِ
ذكاءٌ وحرصٌ واجتهادٌ وبُلْغةٌ *** وإرشادُ أستاذٍ وطول زمان
ِالهمسةُ الأولى
:أيُّها الطالبُ العزيزُ الكريم .. أُولى
هذهِ الكلِمات ، وفي مُقدِّمة هذهِ الهمسات لا أجدُ أفضل من أوصي بهِ نفسي وإياكَ
بـتقوى الله تعالى :
{ومن يتَّقِ الله يجعلَّ لهُ مخرجاً} ،
{ومن يتَّقِ
الله يجعلَّ لهُ من أمرهِ يُسراً} ،
{ولقد وصَّينا الذين أوتوا الكتابَ من
قبلِكم وإياكم أنِ اِتَّقوا الله} ،فبالتقوى تسهُل الأمورُ وتتيسَّر ،
وتنفرجُ الضوائقُ ولا تتعسَّر .
الهمسةُ
الثانية:اِعلم - رعاكَ الله – أن العِلمَ
بالتعلُّم ، والتفوُّقَ بالجِدَّ والاِجتهاد ، والنجاحَ بالمُذاكرةِ والمثابرة ،
والوصولَ إلى المعالي بالحِرصِ والتعب .. والاِستعدادَ الجيِّدَ قبل الامتحان من
أهمِ ما يُساعِدُكَ على بُلوغِ ذلك ، فمن زرَعَ البذلَ والعطاء حصَدَ النجاحَ
والتفوُّق – بإذنِ الله –
الهمسةُ
الثالثة:اِبدأ المُذاكرةً والاِستعداد
للاِمتحان مستعيناً بالله وحده ، ودع عنكَ كلِمةَ "
سوف
" فإنها سبَبٌ لِفشلِ الناجحينَ إن تمكَّنت منهم ، واحرِص على فتراتٍ من
الراحة ، وتجنَّبَ السهرَ وكثرةَ الإرهاقِ فإنهم يُؤذيانِك ..
الهمسةُ الرابعة
:اِعلم أن التوفيقَ من عندِ الله ،
والنجاحِ بيدِهِ سبحانهُ وحده ، فأكثر من طلبِهِ ذلك .. وتعرَّف إليهِ في الرخاءِ
واليُسر يعرِفُكَ سبحانهُ عندَ الشِّدة والضيق ..
{وَإِذَا سَأَلَكَ
عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ
فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}الهمسةُ
الخامسة:تجنَّبِ القلَقَ والانزعاجَ وكثرةَ
الوساوِس ، وعليكَ بالإكثارِ من ذكرِ الله فإنها تطرُدُ كلَّ ذلك .
{الذينَ
آمنوا وتطمئنُّ قلوبهم بذكرِ الله ، ألا بذكرِ اللهِ تطمئنُّ القلوب }
..الهمسةُ
السادسة:قبلَ أن تُجاوبَ على الأسئلة ..
تأنَّ في قراءتها ، فالتأنِّي من الله ، وابدأ بالأسهلِ منها ، {
واذكر ربَّكَ
إذا نسيت} ، وإذا استصعبَ عليكَ سُؤالٌ فاستغفِرِ الله كثيراً ، وردِّد :
(
اللهم لا سهلَ إلا ما جعلته سهلاً ، وأنت تجعلُ الحزنَ إن شئت سهلاً ) ،
وقد كان شيخُ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - إذا استغلق عليه فهْمُ شيءٍ يقول :
"
يا معلّم إبراهيم علِّمني ويا مُفهِّم سليمانَ فهِّمني".
الهمسةُ
السابعة:الغشُّ ظاهرةٌ سلبيّة ، وفعلٌ
سيِّء ، ومن أسبابهِ : ضعفُ الإيمانِ وغيابُ التربية ، وعلاجُهُ : تذكُّر الوعيدِ
الذي ورَدَ في ذلك : (
من غشَّ فليس منَّا ) ، وآثارُهُ : تبوُّؤ أناسِ
ليسوا أهلاً ؛ لمناصبَ ووظائفَ خطيرة ، فينتُجُ عندَ ذلكَ جيلُ هشٌ ضائع ، ولسنا
بحاجة إلى أجسادٍ فارغةٍ من العقول والله المستعان .. كما أنهُ يجبُ على من رأى من
يغشُّ أمامه أن يُنكِر ذلكَ عليه :
"من رأى منكم مُنكراً فلْيُغيِّرهُ بيَدِه ،
فإن لم يستطِع فبِلِسانه ، فإن لم يستطع فبِقَلْبِه ... " .
الهمسةُ
الثامنة:أحذِّرُ الشبابَ والفتيات من لصوصِ
الامتحانات " رفقاءِ السوء الكُسالى " الذينَ يُفسدونَ في هذهِ الأيام ما يُصلِحهُ
المُربُّونَ في شهرٍ أو أكثر ، فإنهم يصطادونَ في مثلِ هذهِ الظروف ، سواءً كانوا
من أربابِ المخدرات أو من أربابِ الشهواتِ والفساد .
لا تصحبِ الكسلانَ في حالاته *** كم صالح بفسادِ آخر يفسُدُ
عدوى البليد
إلى الجليد سريعةٌ *** كالجمرِ يُوضعُ في الرماد فيجمُدُالهمسةُ
التاسعة:قال تعالى : [
وَابْتَغِ فِيمَا
آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ] ،
فنجاحُ الدنيا مرتبِطٌ بنجاحِ الآخرة ، بل من سعا إلى طاعةِ ربِّهِ وفلاحِ آخرته
أتتهُ الدنيا وهيَ راغمة .
الهمسةُ
العاشرة:أخيراً .. (...
وَإِنْ
أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ
قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ
) ، فارضَ بما يُقدِّرُهُ اللهُ ويكتُبُه ، والعاقلُ اللبيبُ هوَ الذي يستفيدُ
من تجارُبِه .
أسألُ الله عز وجل لك الفوزَ
والفلاح في دنياكَ وآخِرتِك ..
كما أسألُهُ أن يجعلَ هذهِ الامتحانات برداً
وسلاماً عليك .. وفَّقني اللهُ وإياك .