النيابة تصرف رئيس جامعة الأزهر وحبس 6 من
أعضاء اللجنة الغذائية فى واقعة تسمم طلاب الأزهر.. والعبد حمل اللجنة
المسئولية.. ومدير المدينة ينفى ويؤكد: الطلبة تركوا الوجبات لتفسد بحجة
أنهم صائمون قرر المستشار محمد سعد، مدير نيابة الأموال العامة بشرق القاهرة،
برئاسة محمد البشلاوى وأشراف المستشار مصطفى خاطر المحامى العام الأول
للنيابات حبس 6 متهمين من أعضاء اللجنة المنوط بها تسلم وفحص الأطعمة
والأغذية المخصصة للمدينة الجامعية، التابعة لجامعة الأزهر 4 أيام على ذمة
التحقيقات وذلك بعد تحقيقات استمرت قرابة الـ6 ساعات متواصلة.
كما قررت النيابة صرف الدكتور أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر، فى تحقيقات
واقعة التسمم الغذائى الجماعى للمئات من طلاب المدينة الجامعية الأزهرية
مؤخرا، كما أمرت النيابة باستعجال تقرير لجنة الخبراء المكلفة من النيابة
بفحص الأطعمة واستعجال تحريات مباحث التموين حول الواقعة.
فى البداية حضر الدكتور أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر المقال، بعد واقعة
التسمم، امتثالا لقرار النيابة الصادر الخميس الماضى لسماع أقواله، حيث حضر
فى العاشرة صباحا واستمر التحقيق معه قرابة الـ4 ساعات أكد فيها أن
المسئول عن واقعة التسمم هو مدير عام المدينة الجامعية محمد رضا مصطفى
خليل، واللجنة المكلفة باستلام الأغذية والأطعمة بالمدينة الجامعية، فى
وقوع حالات التسمم الغذائى للطلاب، مشيراً إلى أن هذا الأمر هو مسئولية
مباشرة لهم، باعتبار أنهم مسئولون عن الأطعمة بالمدينة الجامعية بشكل كامل.
وأشار فى التحقيقات إلى أن تلك الواقعة لم تتكرر أبدا فى المدينة الجامعية
أو فى جامعة الأزهر ككل، بل هى حالة شاذة وأن كل الشكاوى السابقة كانت بسبب
سوء الخدمة لتقرر النيابة بعدها صرفه من سراى النيابة دون توجيه أى اتهام
له.
وانتقلت النيابة، المكونة من فريق كامل يضم كلا من محمد سعد، مدير نيابة
الأموال العامة وكلا من جاسر المغربى وإبراهيم أبو عقل ومحمد جمال وإيهاب
محسن مديرى نيابة الحوادث، برئاسة محمد البشلاوى، رئيس النيابة الكلية،
بعدها إلى سماع أقوال أعضاء لجنة التغذية والصادر قرار بضبطهم وإحضارهم يوم
الخميس الماضى وهم فوزى السيد يوسف وعاطف عبد المحسن وسيد صديق سعد الدين
ومحمد كمال سليمان وأحمد عبد العزيز، أخصائى التغذية وطه عبد العال محمود،
طبيب بيطرى، حيث وجهت لهم النيابة تهم تداول مواد غذائية مغشوشة، والتسبب
فى الإصابة الخطأ لطلاب المدينة الجامعية عن طريق تناولهم للأطعمة الفاسدة.
فأنكر المتهمون الستة أمام فريق محققى النيابة، برئاسة محمد سعد، مدير
نيابة شرق القاهرة، الاتهامات المنسوبة إليهم.. وقالوا إنهم تسلموا الأغذية
والأطعمة بحالة جيدة وسليمة، وأنهم قاموا بفحصها فحصا ظاهريا وتحققوا من
سلامتها، مشيرين إلى أن الفحص الظاهرى لتلك الأطعمة تبين منه سلامتها
وصلاحياتها، وأنهم لا يعلمون ما إذا كانت مكونات الأطعمة تحوى مواد قد
تتسبب فى التسمم الغذائى من عدمه.
من جانب آخر قررت غرفة المشورة بمحكمة شمال القاهرة، برئاسة المستشار أحمد
مصلحى، قاضى المعارضات، ورئيس محكمة جنح مستأنف الأميرية، إخلاء سبيل محمد
رضا، مدير المدن الجامعية بجامعة الأزهر، قسم "ا" بكفالة 5 آلاف جنيه،
وذلك أثناء نظر جلسة تجديد حبسه بعد أن أمرت النيابة الخميس الماضى بحبسه
لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات لاتهامه بتداول أغذية مغشوشة والإهمال الذى
تسبب فى إصابة نحو 600 طالب بالتسمم الغذائى عقب تناولهم وجبة.
وأمام المحكمة نفى المتهم ما نسب إليه أمام المستشار محمد سعد، مدير نيابة
الأموال العامة بشرق القاهرة، وأقر أنه ليس مسئولا عن دخول الأغذية
المغشوشة وإنما هى مسئولية أعضاء اللجنة المشكلة من الجامعة، برئاسة طبيب
بيطرى و5 اخصائيين مهمتهم الإشراف على استلام الأطعمة من المؤسسة الدولية
لتوريد المواد الغذائية، وهى الشركة المتعهدة لتوريد الأطعمة للجامعة.
وقال أشرف عبد الحميد، محاميه، إن المسئولية تقع على عاتق مدير اللجنة
الفنية المشرفة على دخول الأطعمة إلى مطابخ الجامعة، وهو الدكتور طه عبد
العزيز الطبيب البيطرى و5 آخرين من أعضاء اللجنة، موضحا أن محمد رضا مدير
المدن الجامعية تقع عليه المسئولية الإدارية فقط، وليست المسئولية الفنية
الخاصة بفحص الأطعمة وبيان مدى صلاحيتها من عدمه.
وأضاف أن الطلاب المصابين قاموا باستلام الأطعمة فى الساعة الحادية عشرة
صباحا ثم وضعوها فى الدواليب الخاصة بالغرف، التى يقيمون بها لمدة 6 ساعات
ثم تناولوها عقب أذان المغرب بحجة أنهم كانوا صائمين بعد أن تعرضت للتلف.
وأشار أشرف المحامى إلى أن الدكتور توفيق نور الدين، نائب رئيس الجامعة،
تناول الطعام مع الطلاب فى وجبة الغداء الساعة الرابعة عصرا ولم يتعرض لأى
إصابات هو والمئات من الطلاب، الأمر الذى يوضح أن الطلاب الذين أصيبوا
استلموا الوجبات الخاصة بهم وتركوها حتى تعرضت للتلف.
واتهم المحامى خلال دفوعه أن طلاب الإخوان المسلمين، قاموا برفع لافتات
مدون عليها "يسقط شيخ الأزهر" و"يسقط رئيس الجامعة"، كما أنهم قاموا بقطع
الطريق أمام الجامعة قبل ظهور نتائج لعينات التحاليل، التى أخذت من الطلاب،
الأمر الذى يوضح أن هناك نية مبيتة من الإخوان المسلمين للإطاحة برئيس
الجامعة.