ألم تعلمي يا علو أني معذب | بحبكم والحين للمرء يجلب |
وقد كنت أبكيكم وأنتم بيثرب | وكانت مني نفسي من الأرض يثرب |
أؤملكم حتى إذا ما رجعتم | أتاني صدود منكم وتجنب |
فأصبحت مما كان بيني وبينكم | أحدث عنكم من لقيت فيعجب |
فإن ساءكم ما بي من الضر فارحموا | وإن سركم هذا العذاب فعذبوا |
وقد قال لي ناس: تحمل دلالها | فكل صديق سوف يرضى ويغضب |
وإني لأقلى بذل غيرك فاعملي | وبخلك في صدري ألذ وأطيب |
وإني أرى من أهل بيتك نسوة | شببن لنا في الناس ناراً تلهب |
عرفن الهوى منا فأصبحن حسداً | يحدثن عنا من يجيء ويذهب |
وإني ابتلاني الله منكم بخادم | تبلغني عنك الحديث وتكذب |
ولو أصبحت تسعى قصيرة بيننا | سعدت وأدركت الذي كنت أطلب |
وقد ظهرت أشياء منكم كثيرة | وما كنت منكم مثلها أرترقب |
ومن قبل ما جربت أبناء جمة | ولا يعرف الأنباء إلا المجرب |
ولي يوم شيعت الجنازة قصة | غداة بد البدر الذي كان يحجب |
إذا ما رأيت الهاشمية أقبلت | تهادى حواليها من العين ربرب |
أشرت إليها بالبنان فأعرضت | تبسم طوراً ثم تزوي وتقطب |
فلم أر يوماً كان أحسن منظراً | ونحن وقوف وهي تدنو وتقرب |
فلو علمت علو بما كان بيننا | لقد كان منها بعض ما كنت أرهب |
ألا جعل الله الفدا كل حرة | لعلو المنى إني بها لمعذب |
فما دونها للقلب في الناس مطلب | ولا خلفها للقلب في الناس مهرب |
فإن تك علة بعدنا قد تغيرت | وأصبح باقي حبلها يتقضب |
وحالت عن العهد الذي كان بيننا | وصارت إلى غير الذي كنت أحسب |
وهان عليها ما ألاقي فربما | تكون البلايا والقلوب تقلب |
لأمتسكن بالود ما ذر شارق | وما ناح قمري وما لاح كوكب |
وأبكي على علو بعين سخينة | وإن وهدت فينا فإنا سترغب |
ولو أن لي من مطلع الشمس بكرة | إلى حيث تنأى بالعشي فتغرب |
أحيط به ملكاً لما كان عدلها | لعمرك إني بالفتاة لمعجب |