كرستيلا عضو مهم
الاعلام : عدد المساهمات : 962 تاريخ التسجيل : 08/11/2012
| موضوع: انا لاابكي هل يعني اني قاسية القلب السبت 27 أبريل 2013, 12:41 am | |
|
الدموع والبكاء وسائل لا غايات، فإذا تحقَّقت الغاية بأيِّة وسيلةٍ فلتذهب الوسائل الأخرى أدراج الرياح. البكاء من خشية الله تعالى قد يكون علامةً من علامات رقَّة القلب، ولكن عدمه ليس علامةً من علامات قسوة القلب. العلاقة بين الدموع ورقة القلب علاقة طرديَّة وليست عكسيَّة، بمعنى أنَّه من بكى من خشية الله تعالى فهو رقيق القلب، لكن من لم يبكِ ليس بالضرورة قاسي القلب. إنَّ ما عليك البحث عنهايها القاريء هو النظر في قلبك، وفي تأثرك بكلام الله تعالى أو بالعبادة، وإحساسك بهذا بعيدًا عن النظر في عينيك. اذاشعرت بالحزن داخلك وبقشعريرة لكن لاتبكي"، فهذا يكفي إنَّ دموع المسلم مرتبطة بالظروف الاجتماعية، وحسب ما يتربى الإنسان اجتماعيّا تتكوَّن علاقته بدموعه، حيث يوجد مركزٌ في المخ اسمه "مركز العواطف"، والتربية الاجتماعية هي التي تحدِّد درجة تأثُّر هذا المركز ومتى يرسِل تنبيهاته إلى العين كي تدمع، فمن نشأ في بيئةٍ تعوَّدت على البكاء عند الملمَّات تكون درجة تنبيهات مركزه العاطفي أكبر ممن نشأ في بيئةٍ تعاملها العاطفي مع الملمَّات أقل حدَّة، مع تسليمنا كذلك بطبائع البشر واختلافاتهم الداخلية، والتي عبرها يكون تأثُّر إنسانٍ بأمرٍ ما أكثر من تأثُّر آخر نشأ في نفس البيئة. فالبكاء يتحكَّم فيه أمران: البيئة الاجتماعية والطبيعة البشرية، ولا عيب في أحد أينما نشأ أو كيفما هو داخليّا، وليس معنى إظهار أحدٍ لمشاعره بطريقةٍ أقوى من الآخر أنه أكثر رقَّةً في القلب إنَّ الله تعالى لم يُرِد منَّا أن تدمع عيوننا، ولكن أراد منَّا أن تخشع قلوبنا، ولننظر في القرآن الكريم في حال المؤمنين وحال الكافرين، لنتأكَّد أن الحديث موجَّهٌ ومعتمدٌ على القلوب لا على الدموع: أ- حال المؤمنين: * (ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحقِّ ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبلُ فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثيرٌ منهم فاسقون). * (هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانًا مع إيمانهم). * (إنما المؤمنون الذين إذا ذُكِر الله وجِلَت قلوبُهم). * (الذين آمنوا وتطمئنُّ قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئنُّ القلوب). * (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعَلِم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحًا قرِيبًا). * (إنَّ الذين يغُضُّون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرةٌ وأجرٌ عظيم). * (لا تجد قومًا يؤمنون بالله واليوم الآخر يُوَادُّون من حادَّ الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيَّدهم بروحٍ منه ويُدْخلهم جنَّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدِين فيها رضي الله عنهم ورَضوا عنه أولئك حزب الله ألا إنَّ حزب الله هم المفلحون). اماعن الكفار فقد قال تعالى * (أفلا يتدبَّرون القرآن أم على قلوب أقفالها).
(وإذا ذُكِر الله وحده اشمأزَّت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة). * (أولئك الذين طبع الله على قلوبهم). * (ذلك بأنَّهم آمنوا ثمَّ كفروا فطُبِع على قلوبهم فهم لا يفقهون). * (كلاَّ بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون). * (فلمَّا زاغوا أزاغ الله قلوبهم). هذه بعض الآيات وهناك غيرها، فالحديث كلُّه حديث قلوبٍ لا عيون، فإذا صلح القلب لم يعد للعين دور، فما هي إلا وسيلة، مجرَّد وسيلة.
| |
|
abuahmad عضو مهم
الاعلام : عدد المساهمات : 944 تاريخ التسجيل : 23/03/2012
| |