لا أحد سيأتي لنجدتك في حزنك و كآبتك و إحباطك ووحدتك و خيباتك العاطفية …..إلا الشوكولا
!
تلك اللعنة الشهية السوداء تذوب معك في فمك تعيد برمجة مزاجك نحو الأجمل
تملؤك نشوة و تترك مذاقاً متأخراً للذّتها كما لو كانت تلغي ما سبقها..
الشوكولا صديقة المرأة هي تعويض لها عن كل خسائرها و مواساة لها في كل
خيباتها حتى إن المرأة جاهزة لتتنازل عن متع أساسية من أجل التمتع بقطعة
شوكولا..”
على لسان الكاتبة الجزائرية احلام مستغانمي التي ايقنت بان الشوكولا
أفضل صديق لمن يعاني من هموم الحياة, فهي تدخله الى عالم لا يعرف الا
المتعة والتذوق والرومانسية.. بعيدا تماما عن التوتر والقلق..
العشرينية ميساء تعتبر بأن قطعة من الشوكولا تعوضها عن وحدتها اثناء
حزنها, وتجعلها تخرج من الكابة بمجرد ذوبان تلك القطعة السوداء في فمها..
فيما ترى ليلى( 26 عاما) بأن أفضل هدية تصلها من خطيبها هي لوح من
الشوكولا, وتقول:” الشوكولا هي الرومانسيه بالنسبة لي.. فمن يستطعم
بالشوكولا هو انسان يملك من العاطفة ما يمكنه من العيش في سلام وحب.”
حكاية تاريخ الشوكولاتة..قبل 2000 عام, اكتشفت تلك الشجرة السحرية في امريكا الشمالية والوسطى,
حيث كانت شعوب المنطقة تقوم بعصر بذور الكاكاو وطحنها لانتاج شراب الكاكاو,
ومن الجدير بالذكر أن الرسومات التاريخية في حضارة المايا بأمريكا توضح
تعلق أهلها بشجرة الكاكاو وهي إحدى الدلائل على أنهم أول من اكتشف هذه
الشجرة.
مع
الغزو الأسباني لمكسيكو عام 1520, وجد الأسبان ما لم يكن في الحسبان
(الشوكليت) وكانت البداية لقصة انتشار الشوكليت في باقي دول العالم.
حيث بقيت فكرة صنع الكاكاو سرا لا يملكه في أوروبا إلا الأسبان لمدة 100
عام منذ قدوم الكاكاو من امريكا. وأصبح تقديم شراب الكاكاو في الطبقات
الراقية والنبيلة من الأمور الأساسية وأيضا انتشر شراب الكاكاو في الكنائس
الأسبانية وساعد هذا على انتشارها في باقي دول اوروبا بسرعة كبيرة ولم تفلح
محاولات الأسبان للاحتفاظ بخلطة الكاكاو لأنفسهم مدة أطول.
نظرا لصعوبة عملية صنع شراب الكاكاو, قام الأوربيين بنقل حبوب الكاكاو
وزرعها في مستعمراتهم وذلك لكثرة العمالة وقلة الأجر في تلك المناطق التي
تساعد على تنمية صناعة الكاكاو وتقوم بتلبية حاجة الشعوب الاوروبية للكاكاو
التي كانت في تزايد مستمر في ذلك الوقت.
فقد قام الهولنديون بنقل الكاكاو إلى سوماترا وجاوا في اندونيسيا وقام
البريطانيون بنقلها إلى سريلانكا أما الفرنسيين قاموا بنقلها إلى الهند.
هكذا كانت حكاية انتشار الشوكولا تدريجيا من امريكا الى باقي دول العالم..
تقول قصة, ان الكنيسة في أحد عصورها حاربت الشوكولاته باعتبارها ملذة
دنيوية تقود للإدمان.. ولكن بعد أن تذوقها محرموها عادوا ليصدروا فتوى
بحلها لأنها أحد أسباب السعادة التي لا يمكن تعريفها.. هذه الرواية جاءت
بشكل أو بآخر من خلال الفيلم الشهير “تشوكليت”.
الشوكولاتة والصحة..تعتبر
الشوكولا مصدرا مهما للبروتينات التي تزود الجسم بالطاقة وغالبا ما ترى
كبار السن في أوروبا معهم قطع شوكولاتة في الرحلات الجبلية والتي تتطلب
جهدا كبيرا وحركة..
وهي ليست مجرد طعم لذيذ فقط.. إنما علاج سحري مازالت الدراسات تبحث في
أسراره ويذهلها الاكتشاف!.. فهي تعتبر من المواد المنشطة للدورة الدموية
وصديقة مخلصة للقلب ومكافحة لضغط الدم.. وبوجود مادة الفلافانولز يعمل
الكاكاو عمل الأسبرين في تعزيز تدفق الدم ومنع التصاق الصفائح الدموية
ببعضها!.
فيما أكد الطبيب العام الدكتور جمال السيد بأن الشوكولا تعتبر من المواد
المغذية, وقيمتها الغذائية عالية، فهي تتكون من المواد الكربوهيدراتية ومن
المواد الدهنية ومن المواد البروتينية, وهى المواد الثلاث الأساسية الثلاث
التي يتألف منها الغذاء الضروري للجسم, اضافةً الى احتوائها على الفوسفور
والكالسيوم والمغنيسيوم والحديد وفيتامينات ( أ ) و(ب ) و(سي).
تلعب الشوكولا دورا رئيسيا في منحها تلك القدرة على تحسين المزاج وزيادة
طاقة الجسم., وفق السيد, مضيفاً : ” الشوكولاته غنية جدا بالوحدات
الحرارية، فكل 100 غرام منها يعطى 500 وحدة حرارية، وتمثل مصدراً سريعاً
للطاقة، لذا تعتبر مثالية للعمال والرياضيين ورجال الفكر أيضا حيث تمنحهم
نشاطا وحيوية.”
ومن جهته أشار اخصائي التغذية الدكتور معن قطيشات الى أن المشكلة في
الشوكولاتة هو الادمان عليها وعدم موازنة أكلها مع باقي الوجبات اليومية
بحيث تكون مصدرا للدهون التي لا يتم حرقها وبالتالي تتحول إلى كيلوجرامات
زائدة بالجسم.. مضيفاً:” علينا أن لا ننسى أيضا بأن الشوكولاتة مصدر لمادة
الكافيين المنشطة, حيث تفتح الشهية لتناول العديد منها في أوقات متفرقة,
لذا يجب على عاشقي الشوكولاتة بأن يراقبوا أنفسهم اثناء تناولها حتى لا
يصابوا بالسمنة.”
الشوكولاتة عدو للتوتر النفسي..اختصاصي علم النفس الدكتور فؤاد العتوم أكد بأن التهام لوح من
الشوكولاته يثير أحاسيس إيجابية تمنح سرورا ونشوة أفضل من الاستماع
للموسيقى :” تلعب الشوكولا دورا مهما في الوقاية من الشعور بالاكتئاب
والهموم والمشاعر السلبية, وتمنح الإنسان الشعور بالسعادة والحيوية.”
وبين العتوم بأن الدراسات توصلت الى أن متوسط عمر محبي الشوكولاته أطول
من الذين لا يتناولونها إطلاقا, وتمنح الإحساس بالسعادة, اضافةً الى أنها
تقلل خطر ارتفاع ضغط الدم وتحمى القلب من التوتر وتسبب ارتخاء الأوعية
الدموية.
تقول اختصاصية الصحة النفسية الدكتورة شيرين بسيسو:” ضع الشوكولاتة في
فمك ، وأجلس بطريقة مريحة ، وأتركها تذوب بعبيرها الطيب ، فالشعور الذي
ينتاب من يتناولها ورائحتها سيعطيك الإحساس الرائع بالسعادة.”
وتفسر بأن السبب الذي يدعو الى عدم مضغها هو أنها لا تستمر طويلاً.. حيث
اعتبرت بسيسو بأن تأثير الشوكولاتة يشبه التأثير العاطفي الذي يحدث للعشاق
في حالات الحب الرومانسي.
في كتابه (تجرأ على استكشاف نفسك) يقول المعالج النفسي ميوري لانجام أن
نوع الشوكولا المفضلة عند كل شخص تكشف عن ملامح عامة من شخصيته فمحبو
الشوكولا السوداء غالباً متفائلون بالمستقبل ويميلون إلى مساعدة الآخرين في
حل مشاكلهم.. أما الذين يفضلون تلك المخلوطة بالحليب فيحملون صفات البراءة
ويحبون العيش في الماضي.. ومحبو الشوكولا البيضاء يسعون لتحقيق العدالة
ويعتقدون أن لديهم قوة كبيرة تمكنهم من تغيير العالم من حولهم!
ويضيف (لانجام) أن طريقة الناس في اختيار أشكال الشوكولا وحشواتها
وطريقة لفها أيضاً فيها دلالة نفسية.. فمثلاً من يحب الشكل البيضاوي هو في
الغالب شخص اجتماعي وحساس.. ومن يفضلون حشوة القهوة لا يملكون الصبر الكافي
ولا يتمتعون بالنضج!