الليدي غارد... مهنة مبتكرة لبنات مصر
لم تعد مهنة الحارس الشخصي في مصر حكراً على الرجال وحدهم، بعد أن اقتحمت المرأة هذه المهنة من خلال ما يعرف بـ "الليدي غارد" منافسةً بذلك "البودي غارد".
ومن الشروط الواجب توفرها في الحارسة الشخصية، تمتعها باللياقة البدنية العالية، وأن تكون سريعة الحركة، وذات استجابة سريعة للتعامل مع أصعب المواقف.
سحر الأمين، تمارس رياضة الآيكيدو بانتظام في إحدى نوادي العاصمة المصرية القاهرة، حيث تتعلم إلى جانب رفيقاتها الفنون القتالية، ليس للدفاع عن أنفسهنّ فحسب، وإنما لحماية سيدات أخريات، فعملهنّ هو حارسات شخصيات أو ليدي غارد.
تقدم سحر وزميلاتها خدمات الحماية الشخصية لنساء يتمتعنّ بالثراء الفاحش أو بالشهرة في عالم الأعمال أو الفن، ولكنهنّ اخترنّ الليدي غارد الأنثى نظراً للقيود الاجتماعية التي تفرضها طبيعة المجتمعات العربية المحافظة.
تتحدث سحر عن تجربتها قائلةً: "لا شيء يمنع المرأة المصرية من دخول مهنة الحراسة الشخصية، وأحب شخصياً فكرة حماية الشخصيات المهمة، والدفاع عن نفسي في أي مكان وبأي وقت".
ابتهال سعيد، لاعبة كاراتيه، وتعمل في مجال الحراسة الشخصية، تشير إلى صعوبة الوصول إلى مرتبة الليدي غارد، موضحةً ذلك بالقول: "قبل اختياري حارسةً شخصية، خضعت لاختبارات قاسية وصعبة تنوعت بين الطبية والحركية، هذا إلى جانب وضعي في مواقف خطيرة افتراضية كتعرّض العميل مثلاً لهجوم، والهدف من مثل هذه الاختبارات هو قياس وتقييم ردة فعلي وتصرفاتي".
وتمتد التدريبات لتشمل النواحي النفسية أيضاً، إذ يتم الاستعانة في مرحلة تأهيل الحارسات الشخصيات بأطباء نفسيين، بغرض تنمية السيطرة على النفس والمشاعر في نفوس هؤلاء الحارسات.
وغالباً ما يتم تفضيل الحارسة الشخصية التي تكون خريجة كلية متخصّصة في مجال الرياضة، هذا إلى جانب أولوية المتكلمات بلغة أجنبية أو أكثر.
ويشترط على العاملة في حقل الحراسة الشخصية أن تتحلى بالأمانة وكتمان أسرار العميل، كون ذلك من أساسيات هذه المهنة.
وعن نظرة المجتمع بالنسبة لمهنة الحارسة الشخصية، تحكي سحر أن هناك اعتقاداً خاطئاً يسود بين الشباب عندما يدور الحديث عن الليدي غارد، فالصورة السائدة هي أنهنّ بدون أنوثة، وصولاً إلى اتهامهنّ بأنهنّ لا يتزوجنّ وكونهنّ عانسات.
وتوافق ابتهال سحر الرأي بهذا الخصوص، وتؤكد بأنها مخطوبة، كما أن بعض صديقاتها متزجات ويعشنّ حياةً سعيدة مع أزواجهنّ الذين يشجعوهنّ على الاستمرار في هذا العمل لقدرتهنّ على حماية أنفسهنّ في أي موقف.
وعن أكثر الفئات الاجتماعية طلباً للحارسات الشخصيات، تقول سحر: "لا يمكن حصر عمل الليدي غارد بفئة واحدة، فنحن نعمل على حماية فنانات وشخصيات اجتماعية بارزة لا أستطيع الإفصاح عنها".
قرار المرأة المصرية باقتحام غمار هذه المهنة ينهي عصر العضلات المفتولة والأجساد الضخمة للحراس الشخصيين الرجال، فإذا صادفت فتاة جذابة فاحذر، فابتسامتها قد تخفي مهارات قتالية قد تقضي عليك.