(1)
يااااا لها من رائحة رائعة..رائحة تلك الزهور كم هى تبعث الدفء والإطمئنان فى الروح..
قالتها وهى تلتف عيناها على كل رُكن فى هذا المكان الرائع...
تطير فرحاً تجرى وتذهب هُنا وهُناك.فهذا اليوم مميز بالنسبة لها فقد مرَ عامٍ كامل على تواجدهما معاً..وأكثر ما كان يسعدها بأنه قد أقترب اليوم الذى سيجتمعان فيه إلى الأبد فقد أنتظرته طويلاً..
لم تشعر بنفسها وكأنها لا تمشى على الأرض بل تشعر بأن قدماها
يطيران..وأن يداها قد طالت السحاب..
تشعر بالعصافير وتسمع زقزقتها وكأنها تطير معهم جنباً إلى جنب..
وتنظر إلى السماء وتدعو الله أن يديم عليها تلك السعادة التى لم تشعر بها من قبل فقد عاشت طوال عمرها تبحث عن نصف هذه السعادة التى تعيش فيها هى الأن..
تشُرد وتتذكر كيف كان أول لقاء..
تتذكره وكأنه كان بالامس..تستطيع أن تُعيده مرات ومرات..
وهل هذا اللقاء يُنسى؟؟
تستعيد عيناها كيف كانت النظرة الاولى له عندما رأته فقد تحدثت عيناها معه بغير أن تتفوه شفاها بحرف واحد..
كيف شعرت باول دقة فى قلبها فقد كانت ذو طابعٍ خاص..
وكأن قلبها أبىَ أن يدُق لغيره..
(2)
وإذا بها شاردة تجد من يضع يداه على عيناها حتى لا ترى من!!!
لم تنزعج بل تنهدت تنهيدةٌ عالية وأمسكت يداه وقالت هذا هو حبيبى♥♥
**وألتفتت إليه بنظرةً براقة هو فقط من يفهمها..
تنظر إلى عيناه وكأنها لأول مرة تراهم..وتبتسم بسمة جذابة وتتساءل كيف تشتاقه هكذا وهى معه كُل يوم؟؟
"أهذا هو الحب الذى طالما بحثت عنه طوال حياتها وأخيراً ها هو بين يداها؟؟
أدعو الله أن تظل معى إلى الابد..إلى أخر يوم بعمرى..
فقد بدأ عمرى من جديد معك لا أتذكر كيف كانت حياتى قبلك فقد مَحَى حُبك كل ذكرياتى..
ولم أشأ أن أُفكر فى المستقبل فهو بيد الله..ولكنى أفكر فى تلك اللحظة وفقط..
لحظة الحب والإشتياق والسعادة التى أخاف أن تنتهى..
لالالالالالا لن أُفكر فى إنتهاءها فما دُمت على قيد الحياة ستظل قلبى وقالبى..حتى وبعد أن أفنى حتماً سنلتقى فى جنة الله الأبدية♥♥"
*وإذا به يُحدثها وينتهى من حيثُ أنتهت حروفها.. فقد كان يفهم نظرات عيونها ويعرف بماذا تشعر وتتكلم فقد سمع كل هذا الحديث الذى بينها وبين نفسها فقال مُردداً..
"أنا أيضاً لا أتذكر ما كانت عليه حياتى قبلاً فقد وُلدتُ منذ أن رأت عيناى تلك الملامح الربانية التى أبدع الخالق فى تصويرها..
ولن أُفكر فى المستقبل فمستقبلى هو أنتٍ بل سأُفكر فى تلك اللحظة التى نحن بصددها الأن"
" لحظة وكأنها بعمرٍ كامل سأُفكر كيف أُحول تلك اللحظة إلى سعادةٍ تتمنيها..وعشقاً لن تملى أبداً منه..
فأعلمى إننى ما دمتُ حياً لن أُفكر فى شىء سوى إسعادك وفقط.."
(3)
وإذا به يجهش فى البكاء فقد تذكر كل كلمةٍ وكل حرف فى هذا اليوم الذى قلب حياته رأساً على عقِب..فقد ضاعت منه حبيبته ورفيقة دربه فى حادثٍ مُروع وهم عائدين..
وقد كان كلاً منهما يحلم باللحظة التى يجمعهما الله فى حلاله..
فقد كانوا فى ذلك اليوم يتفقوا على ميعاد ياتى فيه إلى والدها..
ولكنه فى اليوم التالى ذهب لأمرٍ أخر..
فقد ذهب إلى والدها كى يودع حبيبته إلى مثواها الأخير
ومنذ ذلك اليوم لم تبتسم ملامحه بل كان يدعو الله ان يُعجل بأجله ويذهب إليها فما عاد له مكان على هذه الأرض بدونها ولا مستقبل له مادامت ليست بحياته..
كم هذا مؤلم أن يضيع أملك فى الحياة من يرسم البسمة على شفاهاك ويبعث فى نفسك الإطمئنان..
(4)
وبات يجلس كل يوم فى شرفته وعيناه مُعلقة فى السماء عله يرى نور وجهها فى ضوء القمر..
وذات ليلة يجلس كالعادة فى شُرفته ينظر إلى القمر..
فوجد من يناديه فقام مذعوراً..
وأخذ يفرُك فى عيناه..هل هى حقيقة أم خيال؟؟
فأخيراً قد جاءت اللحظة التى ينتظرها فقد رأها مرةٍ أُخرى..
وإذا بها تقترب فقد شعر وأن قدماه تطير فرحاً إليها..
يا الله فها هو يقترب منها من جديد..يقترب ويقترب..
فتنظُر إلأيه هى بنظرتها المعهودة وإبتسامتها الرائعة وكأنها تقوم بتشجيعه كى يأتى مُهرولاً إليها..
وفجأة أصبحت خطاه تبتعد من جديد فقد شُلت حركته ولم يستطع أن يقترب فأخذ يصرخ ويبكى ويُلوح لها بيده..علها تأخذه إلى حيث هى..
وفجأة شعر بإرتطاماً بالأرض فظيييع وأصوات عالية وصراخ ودموع..فأفاق للحظةٍ فوجد نفسه ملقياً على الأرض غارقاً فى دماه
فتذكر بأنه عندما رأى طيفها فى السماء قرر فى لحظةٍ واحدة وبدون تفكير أن يذهب إليها..فلم تعُد للحياة طعمٍ بدونها..
فقد عاش بدونها عاماً ونصف العام ولكنه ما عاد يحتمل..
فلفظ أنفاسه الأخيرة مردداً الشهادة وأسمها :(((
وكانت نهايته..
ورحل فى سبيل الحب**