مملكة الشيكولاتة



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
السيسي» لـ«المصري اليوم»:  Get42008do7acomn70dezvc
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى لمنتدى مملكة الشيكولاتة ، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا ملكة الشيكولاتة
السيسي» لـ«المصري اليوم»:  Get42008do7acomn70dezvc
مملكة الشيكولاتة



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
السيسي» لـ«المصري اليوم»:  Get42008do7acomn70dezvc
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى لمنتدى مملكة الشيكولاتة ، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا ملكة الشيكولاتة
السيسي» لـ«المصري اليوم»:  Get42008do7acomn70dezvc
مملكة الشيكولاتة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مملكة الشيكولاتة

منتدي تثقيفي وترفيهي
 
الرئيسيةالبوابةالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 السيسي» لـ«المصري اليوم»:

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ملكة الشيكولاتة
ملكة المنتدى
ملكة المنتدى
ملكة الشيكولاتة


أوسمه : تاج الادارة 1
الاعلام : مصر
عدد المساهمات : 19584
تاريخ التسجيل : 24/05/2010
الموقع : https://mamlaktelchocolate.yoo7.com

السيسي» لـ«المصري اليوم»:  Empty
مُساهمةموضوع: السيسي» لـ«المصري اليوم»:    السيسي» لـ«المصري اليوم»:  Icon_minitimeالأحد 13 أكتوبر 2013, 11:27 pm

السيسي» لـ«المصري اليوم»:  Hsm_dyb-1
هذا الحوار تأخر سنة كاملة!
قبل بدء احتفالات أكتوبر من العام الماضى، طلبت لقاء الفريق أول عبدالفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، لإجراء حوار معه لـ«المصرى اليوم»، وكان قد مضى عليه قرابة شهرين فى منصبه رفيع الشأن.
يومها رحَّب الفريق أول السيسى، وترك تحديد الموعد لما بعد انتهاء أيام الاحتفالات، بمراسمها وأنشطتها، ثم جرت الأحداث فى منحى غير منشود، وانتهت الاحتفالات بمشهد أصاب المصريين بغُصَّة فى النفوس، وأثار انزعاج رجال الجيش المصرى، وهم يبحثون فى منصة احتفال نصر أكتوبر عن أبطال الحرب فلا يجدون، بينما يرون قتلة الرئيس الراحل أنور السادات فى صدارة الحاضرين.
وبدا أن إجراء الحوار وسط هذه الأجواء قد يحمّل الكلام بأكثر مما يحتمل معناه، وبأبعد مما ترمى مقاصده، وقد يصب زيتاً على نار، لا يريد لها أحد فى ذلك الحين أن تشتعل وتتصاعد ألسنتها.
ومن ثَمَّ تعذر الحوار على صفحات الصحف، وإن لم تنقطع اللقاءات فى مناسبات شتى!
عام كامل انقضى منذ ذلك الحين..
جرت تحت جسور وادى النيل ودلتاه مياه غزيرة، فاضت على ضفتيها وجرفت معها وجوهاً ومعالم، ونظاماً حاكماً كان يحلم بأن يبقى فى الحكم قروناً، ولكنه اختصر عمره بيديه فلم يزد على شهور.
منذ أيام جدَّدت الطلب، وأبلغنى اللواء عباس كامل، مدير مكتب وزير الدفاع، وأحد أقرب معاونيه، بأن موعد اللقاء تحدد قبل ظهر السبت 5 أكتوبر.
فى تمام الحادية عشرة صباحاً، كنت فى مكتب الفريق أول السيسى، بمقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع، لتوّه كان الوزير قد حضر اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى انعقد بمناسبة احتفالات أكتوبر، وشارك فيه لأول مرة الرئيس المؤقت عدلى منصور.
إلى صالون المكتب، دخل الفريق أول السيسى مُرحّباً، ومجاملاً كعادته، وهو يستفسر عن الصحة والأحوال والأسرة.
جلسنا وبدأ الحوار.
شىء ما فى هذا الرجل يجذبك وأنت تشاهده وتستمع إليه.
ليس مجرد هدوئه، واتزانه، وثقته البادية على ملامحه، وفى نبرات صوته، وإشارات يديه.
ليس فقط أفكاره المرتبة، وعباراته الواضحة، التى يعيدها أحياناً ليضمن أنها لم تشرد عن آذان مستمعيه، ولا حسمه القاطع الذى يغلّفه بابتسامة لا تفارقه، أو انضباطه الغريزى الذى يبدو فى هيئته وحركته وجلسته.
أكثر ما يجذب فى شخصية هذا الرجل «القائد»، هو إيمانه العميق الصريح بالجماهير، وتقديسه للشعب الذى يتحدث عنه بتوقير ولا يذكره إلا مقروناً بوصف «العظيم».
كان مقدراً لهذا الحوار أن يستغرق ساعتين، وهو زمن طويل من وقت وزير دفاع فى بلد كمصر، فى خضم الأوضاع التى تعيشها.
لكن الحوار طال إلى 4 ساعات كاملة حتى الثالثة عصراً.
لم يرفض الفريق أول السيسى الإجابة عن أى سؤال، لكن بعض التفاصيل التى باح بها، رأى - ولعل معه حقاً - أن هذا ليس أوان الكشف عنها على صفحات الصحف.
شدَّ انتباهى تأكيده على أن ثورة 30 يونيو، وما تلاها من بيان 3 يوليو، أنقذا البلاد من حرب أهلية كانت قادمة لا محالة فى غضون شهرين، كما قدّر هو وأجهزته المعاونة، ولفت نظرى حرصه - مع ذلك - على عدم توجيه أى إساءة لفظية للرئيس السابق محمد مرسى، والتماس العذر له بعدم إدراك متطلبات إدارة الدولة، ولعل وراء هذا الحرص أخلاقيات يتمسك بها، وتديناً معروفاً عنه ينهاه عن اللدد فى الخصومة، أو كما يقول «لست ممن إذا خاصم فجر».
من أين نبدأ الحوار؟..
اخترت أن تكون البداية مبكرة جداً، أعرف أن المعلومات الخاصة بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة خلال فترة إدارته شؤون البلاد، من يوم 11 فبراير 2011 إلى 30 يونيو 2012، غير مسموح لأحد من أعضاء المجلس بأن يتناولها بمقتضى القانون، ومع ذلك حاولت أن أقترب من تلك الفترة، وسألت:
■ حينما كنت مديراً للمخابرات الحربية، قدمت للمشير طنطاوى تقدير موقف فى إبريل عام 2010، توقعت فيه حدوث انتفاضة شعبية، وخروج الجماهير إلى الشارع فى ربيع 2011، وبالتحديد فى شهر مايو.. كيف توصلت إلى هذا التقدير؟
- الفريق أول عبدالفتاح السيسى: إذا كنت سأتحدث عن هذا الموضوع فإننى سأتحدث بشكل عام. القوات المسلحة مؤسسة علمية، ولابد أن يكون الجيش معتمداً فى تصرفه وتخطيطه على العلم وتقدمه، ونحن لدينا أجهزة تقديرات واستطلاع رأى داخل الجيش ترصد الكثير مما يحدث داخل الجيش وبعض ما يتم خارجه، فى إطار دورها الوطنى.
كل التقديرات كانت تشير إلى أن هناك حدثاً جللاً، المصريون مقبلون عليه، وأريد أن أقول لك إنه ليس كل ما يُعرف عن المرحلة الانتقالية الأولى يقال، لا الآن ولا فى السنوات المقبلة، لذلك لا يليق أن نرفض الحديث من جانب البعض عن بعض الأمور، ونحذر من خطورة تناولها طبقاً للقانون، ونقع نحن فى هذا الخطأ، ولكن ما يهمنا هو التأكيد على أن المؤسسة العسكرية تعتمد فى تقديراتها على الرؤى ذات البعد الاستراتيجى والعلمى، وهناك كلام كثير جداً ينبغى ألا يقال فى أى وقت، لكن أُكرر أن الفترة من 25 يناير حتى الآن أخذت الكثير من وقتنا وإشكاليات المستقبل، وكيف نتجاوزها، وكيف نضع أفضل الحلول لها.
ومؤسساتنا العسكرية العظيمة لديها ما يمكّنها من رصد الأمور، والتعامل مع المعطيات، والتنبؤ، وأقول للجميع: انتبهوا، وكفانا حديثاً عن الماضى، تعالوا نتحدث عن المستقبل، ونتابع تنفيذ الحلول.
 
قلت: ننتقل إذن إلى فترة حكم الرئيس السابق مرسى.
أذكر أننى سألت سيادتك بعد إعلان فوز محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة وقبل تسلمه منصبه: هل يقدر مرسى على أن يتخلص من سطوة الجماعة، ويصبح رئيساً لكل المصريين؟ وأذكر أنك قلت: ليست المسألة هل يقدر؟.. وإنما هل يريد أصلاً؟!
■ إذن كنت تتوقع أنه لا يريد أن يُغلّب مصلحة البلاد على مصلحة الجماعة.. كيف توصلت إلى هذه القناعة؟
- دعنى أتحدث إليك مخلصاً.. فلم يكن أملى أن يصدق هذا التوقع. كنت أرغب فى أن أرى عهداً جديداً يأخذ البلاد بعيداً عما يحيط بها من تهديدات، ويوفر مناخاً من الأمن والاستقرار والتنمية يحقق طموحات الشعب، أما عن قناعتى بعدم تغليب الرئيس السابق مصلحة البلاد على مصلحة الجماعة فإنها تعود إلى الدراسة العميقة للعديد من العوامل التى تبدأ من السمات العامة لشخصية الرئيس وعلاقته بالجماعة ونظامها وأهدافها الحقيقية.
والإشكالية فى هذا الأمر ــ ودون الإساءة إلى أى أحد ــ نابعة من البناء الفكرى والعقائدى لهذه المجموعة. وبالمناسبة هذا لا يقدح فيهم، لكنه يؤثر على جهودهم فى إدارة أى دولة. إن هناك فارقاً كبيراً جداً بين النسق العقائدى والنسق الفكرى لأى جماعة، وبين النسق الفكرى والعقائدى للدولة، ولابد أن يتناغم الاثنان مع بعضهما، وحين يحدث التصادم بينهما هنا تكمن المشكلة، وحتى يتناغم الاثنان مع بعضهما (نسق العقيدة ونسق الدولة) يجب أن يصعد أحدهما للآخر، إما أن تصعد الدولة إلى الجماعة، وهذا أمر مستحيل، وإما أن تصعد الجماعة إلى الدولة، من خلال التخلى عن النسق العقائدى والدينى، وهذا أمر أعتقد أنهم لم يستطيعوا فعله، لأن ذلك يتعارض مع البناء الفكرى للمجموعة، وسيبقى هذا الفارق بين النسقين مؤدياً إلى وضع متقاطع يقود إلى وجود مشاكل وفوارق، تجعل الناس تشعر بهذا الوضع وتخرج للتظاهر.
ومثلما هناك بناء فكرى وعقائدى لجماعة، هناك أيضاً نسق وبناء فكرى وعقائدى لفرد، لكن البناء العقائدى للفرد قد ينسجم مع الدولة، لأنه فى هذه الحالة قد يختار الصعود إلى نسق الدولة للتناغم معها، لكن ذلك يصعب حدوثه فى حالة المجموعة لأن لها عقيدة واحدة، وتتصور أنها لو فرَّطت فى فرد منها، فإنها تفرّط فى الفكرة نفسها.
وأنا أريد أن أقول إن مسألة «هل كان الرئيس السابق يريد ذلك أم لا؟» لم تكن مجرد رأى، لكن كانت وراءها قراءة جيدة للواقع والمشهد منذ وقت طويل، لأننى كنت أعرف الواقع وإشكالياته، وحين وصلت الجماعة للحكم كان لابد من طرح عدة أسئلة، لأن الإشكالية لم تكن فى: هل سيكون رئيساً لكل المصريين أم لا؟ لكن فى: هل هو يريد أن يكون رئيساً لكل المصريين أم لا؟، وهل يستطيع أن يكون رئيساً لكل المصريين أم لا؟، وهذا بالمناسبة لا أقوله على سبيل انتقاد أحد، فهذه الإشكالية ستواجه أى تيار لا يدرك ذلك، لأن إسلام الفرد غير إسلام الجماعة، وغير إسلام الدولة، فهناك أشياء الفرد قد يقبلها ويتعايش معها، فى ظل معتقداته، ولا أحد يستطيع أن يجادله فيها، لكن فى إسلام الجماعة نحن أمام مجموعة التقت على أفكار، هم أحرار فيها، لكن لا تستطيع أن تسحب إجماعها على أمر ما وتجبر الناس عليه، وهذه هى الإشكالية الموجودة فى إسلام الجماعة، لأن إسلام الجماعة لا يمتد إلى إسلام الدولة، فإسلام الدولة أكثر اتساعاً ومرونة، لأن حجم الاجتهاد ضخم، والاجتهاد فى جميع الأحوال لن يضر، لأننا لو أصبنا فى هذا الاجتهاد فسنحصل على أجرين.
والسؤال: هل هناك أحد يستطيع أن يجادل أن هؤلاء الإسلاميين حريصون على الإسلام؟! لاشك فى ذلك، لكن المشكلة أنهم لا يستطيعون التفرقة بين ممارسات الفرد فيهم كإنسان وفرد فى الجماعة، وبين ممارساته فى إطار نسق الدولة، وحين حدث خلط وعدم تناغم بين نسق الفرد والجماعة والدولة حدث ما نراه حالياً، فقد جعلوا الناس ترى أن الإسلام عبارة عن تخريب وتدمير، وأريد أن أقول لك إن صورة الإسلام حالياً فى العالم أساء إليها مَنْ يطلقون على أنفسهم «إسلاميين»، من خلال ممارساتهم، فبدا أن هؤلاء الحريصين على الدين أساءوا إلى الإسلام بصورة غير مسبوقة، وأصبح الإسلام مرادفاً للقتل والدم والتدمير والتخريب، ولابد علينا أن نقيّم الأمور بشكل فى منتهى التجرد ونرى كيف يرى العالم الإسلام، خاصة فى بلادنا، ويجب أن نرى كيف ترى الدول الأخرى الإسلام، والمشكلة فى التطبيق لا محالة، وليست فى المنهج أبداً، التطبيق هو الذى أخرج هذا الشكل الذى أساء إلى الإسلام، فى جميع دول العالم، من خلال سلوكيات وأفعال لا علاقة لها بالمنهج.
وحول سؤالك فيما يخص الرئيس السابق، أقول لك إن كل الشواهد والقرائن، وما لدينا من أجهزة ومعلومات، كانت تؤكد ما سبق أن ذكرته، وقلت لهم من قبل أكثر من مرة إننى حريص على نجاحهم، وقلت ذلك لكل التيار الدينى.
 
■ توليت منصب القائد العام ووزير الدفاع يوم 12 أغسطس 2012.. القريبون من المؤسسة العسكرية كانوا يتوقعون أنك ستخلف المشير طنطاوى عند تقاعده.. أعرف أنك التقيت المشير يوم صدور القرار.. ماذا قلت له وبماذا أجابك؟
- أولاً هناك ثوابت يجب أن تحكمنا فى كل شىء، وأنا كثيراً أقول إن القوات المسلحة مؤسسة وطنية تتسم بالشرف والإخلاص، والسر فى ذلك أن المشهد أحياناً يظهر على خلاف حقيقته، وبالتالى حين تقرأ هذا المشهد قد يتسبب فى حالة لخبطة لك، وتتساءل: يا ترى إيه الحكاية؟ هل وراء ذلك تآمر أم خيانة أم تواطؤ؟.. وهل هناك إخلاص وشرف أم لا؟.. هذه هى الثوابت التى أؤكدها دوماً، وأؤكد أن المؤسسة العسكرية وطنية شريفة، لا تتآمر ولا تخون، الهدف من ذلك أن الناس يجب أن تفهم أن هذه القيم إنسانية، رفيعة جداً، والمؤسسة التى لا توجد بها هذه القيم يجب أن تراجع نفسها جيداً، فالمسألة ليست مزايدة على هذه القيم، ومن تكون لديه هذه الثوابت لا يتنازل عنها مهما حدث، ومهما كانت المغريات.
هذا ما يهم أن يعرفه الناس فى الفترة التى نتحدث عنها.
أما عن لقائى بالمشير طنطاوى فقد عدت بعد أدائى اليمين إلى مكتب وزير الدفاع وسلمت على المشير، واحتضننى وقبّلنى مهنئاً.
 
■ وماذا قلت له؟
- قلت له: «يا فندم لو عاوزنى أمشى، هامشى فوراً».
لكنه قال لى: «لا.. إنت عارف قدرك عندى ومدى اعتزازى بك».
أقول إننا لابد أن نعرف أن المؤسسة العسكرية تتسم بالشرف والنزاهة والأمانة وعدم التآمر وعدم الانقلاب على القيادة، وهذه أخلاقيات موجودة بداخلنا.
 
نأتى لاحتفالات أكتوبر فى العام الماضى.. فوجئ الجميع بخلو المنصة الرئيسية من أبطال حرب أكتوبر، وتصدُّر قتلة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بطل الحرب، المشهد فى الاحتفال.
■ هناك من يرى أن هذه المناسبة كانت بداية توتر العلاقة بين المؤسسة العسكرية والرئيس السابق، وشعور القوات المسلحة أن الدكتور محمد مرسى لا يستحق أن يكون قائداً أعلى لها.... هل كان ذلك صحيحاً؟
- لا أؤيد الفكرة القائلة بأنه كان هناك رفض للرئيس السابق فى القوات المسلحة وتزايد مع الوقت، حتى وصل بنا الأمر إلى أننا غيَّرنا النظام بالقوة، لأن ذلك لم يكن صحيحاً، ولم يكن هو الواقع.
ما حدث يأتى فى سياق عدم وجود خلفية عن الدولة وأسلوب قيادتها، خاصة دولة بحجم وظروف مصر، فلو كانوا يدركون أن هذا الأمر سيعطى إشارة سلبية للمجتمع وللجيش ما كانوا فعلوا ذلك.
إننى أتحدث بمنتهى الإنصاف، وأريد عندما نتحدث عن موضوع ألا نغالى، فلا نريد أن نكون كالذى «إذا خاصم فجر»، ويحمّل الأمر بما ليس فيه.
وأدّعى أنه لم يكن عندهم فهم للدولة، ومعنى الاحتفال بمناسبة مثل تلك المناسبة، وبالتالى خرج الاحتفال الذى أعدوه فى يومٍ بالصورة التى ظهر عليها.
ما حدث هو سوء تنظيم وسوء تقدير، وهو كان يريد أن يرى نظرات الإعجاب والرضا فى نفوس من يرونه، فأحضر من ينطبق عليهم هذا الكلام.
والقراءة لتاريخ جماعة الإخوان، تكشف فجوة الخلاف العميقة بين الجماعة والقوات المسلحة ارتباطاً بالكثير من الاعتبارات التى يأتى فى مقدمتها الخلاف التاريخى بين الجماعة وثورة يوليو 1952، وبصفة خاصة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر، والخلاف العقائدى، ففى حين الانتماء والولاء بالقوات المسلحة للدولة والوطن بحدوده، فالولاء والانتماء بالإخوان للجماعة وأفكار الخلافة والأمة التى لا ترتبط بالوطن والحدود.
هذه القراءة يجسدها عدم الإدراك لدى الإخوان ومؤيديهم للبعد الوطنى للعلم والسلام الوطنى واليوم الوطنى والمناسبات القومية على غرار الاحتفال بذكرى حرب أكتوبر المجيدة وضرورة التفكر والتدبر وتذكير الأجيال بها وتكريم أبطالها وأسرهم.
والنتيجة أن الاحتفال بذكرى أكتوبر استبعد الأبطال وقرب القتلة المنتمين أو المرتبطين بالجماعة، الأمر الذى شكل صدمة لنا جميعاً فى القوات المسلحة، إلا أننا كمؤسسة منضبطة لم نبادر بإظهار الاستياء والرفض لهذه التصرفات غير المسؤولة التى لا تُسىء للقوات المسلحة وإنما للدولة والشعب والأمة العربية التى كانت شريكاً متكاملاً مع مصر فى هذا النصر.
أما عن إصرار قيادات الإخوان والمواقع الإلكترونية على الإساءة لقادة القوات المسلحة، فتم التعامل معه بالأسلوب المنضبط للقوات المسلحة، حين طلب عقد اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة وعرض تقرير متكامل على الرئيس السابق يظهر حالة الاستياء من هذه التصرفات التى لا تتناسب مع رغبة الجماعة فى تحقيق التقارب مع مؤسسات الدولة بقدر ما تسعى للصدام مع الجميع: الشرطة والقضاء والإعلام والمثقفين والقوات المسلحة والمعارضة السياسية.
 
■ وفى 11 ديسمبر الماضى.. دعوت إلى إجراء حوار مجتمعى فى اليوم التالى بالقرية الأوليمبية بالتجمع الخامس برعاية القوات المسلحة للخروج من الأزمة السياسية التى تمر بها البلاد، كان ذلك فى أعقاب الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس السابق مرسى وأثار غضباً عارماً، ثم الإعلان المعدّل الذى لم يفلح فى تهدئة خواطر الجماهير.. لكن اللقاء أُلغى قبل ساعات من انعقاده واعتذرت القوات المسلحة للضيوف... ما ملابسات الدعوة ثم الإلغاء؟
- نتفق جميعاً على أن الإعلان الدستورى والإعلان المعدل كشفا الوجه الحقيقى لمخطط الإخوان فى التمكين، وأطلقا مرحلة الأزمات بين الرئيس السابق وجماعته ومؤيديه، وبين مؤسسات الدولة والمعارضة.
وعلى خلفية التقييم والقراءة المستقبلية للقوات المسلحة لهذه المخاطر، والرغبة فى توفير مناخ لاستعادة الحوار والثقة بين مختلف الأطراف، وليس المشاركة والعودة للمعادلة السياسية جاءت فكرة الدعوة، والتى لاقت قبولاً من جميع الأطراف بما فيها مؤسسة الرئاسة.
ونحن كنا حريصين على نجاحهم فى الحكم، لأن فى هذا نجاحاً للدولة المصرية، وكان تقديرنا أن الدولة بظروفها الاقتصادية والتحديات التى تمر بها لا تتحمل استمرار حالة عدم الاستقرار، وبالتالى كنا نقول إن من يريد لبلاده أن تستقر وتنمو يساعد فى إنجاح النظام الذى انتخبه الناس، وأريد أن أقول إن هذا ما تم بمنتهى الإخلاص والأمانة والفهم، وقلنا له من أول يوم: لابد أن تحتوى الناس.
لا تعادِ مؤسسات الدولة، لا يمكن أن تعيد هيكلة المؤسسات مرة واحدة. إذا كانت هناك ضرورة فالإصلاح لابد أن يأخذ مداه الزمنى.
وعندما تسارعت عجلة الاختلاف السياسى بين مؤسسة الرئاسة وبين الدولة والقوى السياسية. شعرت أننا كقوات مسلحة سنتورط فى هذه الإشكالية، وأن الدولة ستدفع ثمنها، وأنا لا أريد للقوات المسلحة أن تتورط ولا للدولة أن تخسر.
لذا اتصلت بالدكتور مرسى، وردَّ علىَّ مدير مكتبه أحمد عبدالعاطى، وطلبت منه أن يعرض أمر دعوة القوات المسلحة للحوار على الرئيس، فاستحسن «عبدالعاطى» الفكرة، وقلت له: «اعرض على الرئيس وخليه يكلمنى».
وفعلاً اتصل بى الدكتور مرسى وقال: الفكرة رائعة.
قلت له: نتحرك لتنفيذها؟
قال: اتحركوا.
وفعلاً دعونا الناس، وعرفت أن هناك أناساً اتصلوا بالرئيس السابق وخوّفوه من الفكرة، ودفعوه لطلب إلغاء الدعوة لإضاعة فرصة متاحة للتقارب بين الجماعة والقوى الوطنية، وهو نمط ظل سائداً حتى ثورة 30 يونيو، وهؤلاء الناس هم أنفسهم الذين أشاروا بعد 3 يوليو باستمرار اعتصام رابعة، هؤلاء ليس عندهم تقدير سياسى ولا أمنى، ونصائحهم هى السبب فيما نحن فيه الآن.
 
■ هل هؤلاء من داخل مصر أم من خارجها؟
- «ناس مصريين».
 
■ هل ينتمون للجماعة؟
- ليست هذه هى القضية، إنما أريد أن أقول إن هذه كانت نصيحتهم: ألا ينعقد لقاء الحوار الذى دعت إليه القوات المسلحة.
القوات المسلحة كمؤسسة وطنية منضبطة لا ترغب سوى فى تقديم النصح ولا ترغب فى السلطة، استجابت لطلب الرئاسة بإلغاء الدعوة.. حفاظاً على مكانة الرئاسة ورغبة فى عدم زيادة تعقيدات الأزمة.
 
■ أعرف أنك قلت للرئيس السابق ذات مرة: «لقد فشلتم..ومشروعكم انتهى»، متى حدث ذلك؟ وكيف؟
- كان ذلك فى فبراير الماضى. إننى كنت ألتقى به كثيراً وكنا نتكلم كثيراً، ورغم أن الحديث فى السياسة بين أى رئيس والقوات المسلحة مسألة موضع تحفظ، فإننى كنت أستشعر أن علىَّ التزاماً أخلاقياً ووطنياً أن أتكلم بكل وضوح، حتى لو أدّى الأمر إلى تركى منصبى، وفى كل الأحوال لن أترك منصبى قبل الموعد الذى أذنه الله، وأذكر أننى قلت للرئيس السابق يومها: «مشروعكم انتهى، وحجم الصدّ تجاهكم فى نفوس المصريين لم يستطع أى نظام سابق أن يصل إليه، وأنتم وصلتم إليه فى 8 شهور».
 
■ فى يوم 12 إبريل الماضى، كان آخر اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة يحضره الدكتور مرسى، وكان هناك غليان ناتج عن شائعات تتردد تستهدف وزير الدفاع وأنه سوف تتم إقالته، بجانب قضايا حيوية تتعلق بالأمن القومى، كمشروع قناة السويس وقضية حلايب.
- فى هذا اليوم كان من الضرورى أن ننقل له تقدير موقف، نحن نتحمل الإساءة، ولكن ما لا نستطيع تحمله أن يكون الوطن معرّضاً للخطر، فى هذا الاجتماع قلنا إن الوطن معرض للخطر، ولابد من اتخاذ إجراءات عميقة للتجاوب مع مطالب الناس حتى تنفرج الأزمة.
وأتذكر أن الاجتماع الذى دعا الرئيس السابق لحضوره جاء على خلفية ما أثير فى هذا التوقيت من شائعات وإساءات للقيادة العسكرية.. والتقارير التى تناولت قضايا مشروع قناة السويس وسلبياته والموقف من حلايب بعد زيارته للسودان وما نشر على موقع حزب الحرية والعدالة من خريطة لمصر دون هذه المنطقة.
وكان الاجتماع فى جوهره للمصارحة والإعراب بشفافية كاملة عن عوامل قلق وتحسب المؤسسة العسكرية بحكم انضباطها والتزاماتها الوطنية ومصداقية وأمانة تعاملها مع الرئاسة.
وقد أسفر الاجتماع فى حينه عن العديد من القرارات والنتائج التى جاء فى مقدمتها التأكيد على العلاقة بين الرئاسة والمؤسسة العسكرية ورفض الإساءة إليها والالتزام برؤيتها فى اتجاه المشروعات القومية خاصة مشروع التنمية لمحور قناة السويس بما لا يضر بالتنمية والحفاظ على متطلبات الأمن القومى ونفى ما تردد عن حلايب، فضلاً عن ترقية قادة الأفرع الرئيسية التى كانت مؤجلة لفترة منذ توليهم مناصبهم.
هنا أود التأكيد على حقيقة مهمة: إن ما كان يشغلنا ما يثار حول الحدود المصرية خاصة منطقة حلايب، وما ارتبط بمشروع تنمية محور قناة السويس.. أكثر بكثير ما كان يتردد حول إقالة لقادة، فالأمن القومى هو الذى يحظى بأولوية الاهتمام.
 
■ نأتى إلى لقاء «دهشور» الشهير يوم 11 مايو مع رجال الفكر والثقافة والإعلام.. كثيرون صُدموا لتصريحك الذى قلت فيه إن نزول الجيش سيعيد البلاد 30 أو 40 عاماً إلى الوراء.. واعتبروه تخلياً من الجيش عن الشعب.. وفى نهاية اللقاء قلت «متستعجلوش».. ما الرسالة التى كنت تقصد توجيهها فى هذا اليوم؟
- هنا أود الإشارة إلى أهمية عدم اجتزاء الحديث فى عبارة واحدة أو الفصل بين الحديث والمشهد العام باعتباراته الداخلية والخارجية، فالقراءة المتكاملة دائماً للحدث تساهم فى القراءة السليمة واستشراف الرسائل لهذه التصريحات.
والتصريحات فى هذا اللقاء تضمنت أيضاً التأكيد على المهام الرئيسية للقوات المسلحة.. وحاجة البلاد للحوار والتعاون لتجاوز الأزمة، واستكمال العملية السياسية، وحث الشعب على اللجوء إلى صندوق الانتخابات والتواجد أمامه لفترات زمنية طويلة لإقامة الديمقراطية، أفضل لدينا من اللجوء للقوات المسلحة بما يعيد البلاد للخلف أو يدفعنا لتجارب دول لا نأمل فيها.
هذه التصريحات كانت فى بيئة داخلية، تصاعدت فيها الأزمة حتى بلغت مرحلة الانسداد السياسى، وتزايد الأصوات التى تدعو لتدخل القوات المسلحة قبل انفجار الأوضاع وموقف خارجى يطرح سيناريوهات لاحتمالات تدخل القوات المسلحة.
من هذا المنطلق وخلفية العقيدة الوطنية للقوات المسلحة، كانت التصريحات التى حملت رسائل لجميع الأطراف الداخلية التى تحث الجميع وبصفة خاصة النظام على التعاون والحوار لتجاوز الأزمة بعد أن سبق للجميع إغفال تحذيرات سابقة تم إطلاقها من مخاطر تهديد أركان الدولة والانزلاق لحالة الفوضى، والرد على محاولات الخارج للتدخل فى الشأن الداخلى والتشكيك فى المواقف الوطنية للقوات المسلحة.
والحقيقة أننى كنت أريد أن أعطى فرصة للرئيس السابق لأن يعدل موقفه بشكل يحفظ ماء وجهه، واتصلت به بعد هذا اللقاء وقلت: «الآن لديك فرصة لمبادرة حقيقية». وقلت له «أنا دفعت التمن من كلامى، وبادفع التمن ده علشان أنا خايف من بكرة، أنا دلوقت عملت لك موجة لما تيجى تتكلم وتطرح مبادرة، مفيش حد يقول إنها جاءت تحت ضغط أى حاجة، سواء القوى السياسية أو المؤسسة العسكرية».. إذن أنا كنت أعطى فرصة للرئيس السابق لإطلاق مبادرة لإيجاد حل للأزمة ومخرج لها، لا يؤدى بنا إلى تعقيد الموقف أكثر مما هو معقد.
وفى الوقت نفسه لم أرغب أن يحمّل الرأى العام القوات المسلحة ما لا تطيق، لأنى شعرت أن الرأى العام بدأ يحمّل الجيش المسؤولية كاملة، وينظر إليه على أنه المسؤول عن هذا التغيير، وأن عليه تنفيذ هذه الرؤية «وخلاص»، وهذا أمر فى منتهى الخطورة.. لماذا؟.. لأنى لو تركت هذه الموجة أو الرؤية تنمو فى نفوس الناس على أن القوات المسلحة ستحل كل المشاكل وتنهى هذه الأزمة بين شعب فى وادٍ ومؤسسة رئاسة وحكم فى وادٍ آخر، فهذا معناه انقلاب، وأنا مش ممكن أعمل انقلاب لأن فكرة الانقلاب غير موجودة فى أدبياتنا، لصالح الدولة المصرية، لذلك أردت أن أوضح للناس أننى لن أفعلها، وبالتالى سيقول الناس «احنا كنا منتظرينه، لكنه سكت ولم يفعل شيئاً».
ثالثا.. أنا لم أكن أريد أن ينكسر «خاطر» الناس أو أن تتحطم آمالهم فى الجيش بمجرد أن تطلب هذا المطلب ولا أنفذه، فقلت على كل شخص أن يتحمل مسؤولياته، وأكدت أن هناك مخاطر شديدة جداً جداً من فكرة الانقلاب، وأن الأنسب والأفضل هو الوصول لأى تغيير عن طريق صندوق الانتخابات، وهذا بعد عدد من المحاولات الإصلاحية، وأربط بين كلامى هذا والمحاولات التى قمت بها فى الشهرين الأخيرين السابقين لهذا اللقاء.
 
■ كنت تقصد فى ذلك اللقاء استبعاد فكرة الانقلاب نهائياً من الأذهان، وأن تقول للناس عليكم التفكير فى أى شىء آخر.
- نعم لأنه خطر شديد أن يقوم الجيش بانقلاب.
 
■ لكنك لم تقصد أن يصل إليهم أن الجيش سيتخلى عن الشعب؟
- طبعاً، ما حدث يكمل بعضه بعضاً، وهى صورة، من يريد رؤيتها يتابع ما جرى وما قلته، ويطابق الصورة فسيجدها واضحة.
 
■ سوف نتحدث بالتفصيل فى الجزء الثانى من حوارنا عن ثورة 30 يونيو وتدخل القوات المسلحة لمساندة ثورة الشعب يوم 3 يوليو، لكنى أود أن أسأل ماذا كانت تقديراتكم قبل التدخل؟
- تحرك الجيش أملته علينا المصلحة الوطنية وضرورات الأمن القومى والتحسب لوصول البلاد إلى الحرب الأهلية فى غضون شهرين إذا ما استمرت الحالة التى كنا فيها، القوات المسلحة كانت تتابع الموقف فى البلاد، وكانت تقديراتها أننا لو وصلنا إلى مرحلة الاقتتال الأهلى والحرب الأهلية فلن يستطيع الجيش أن يقف أمامها أو يحول دون تداعياتها، وستكون خارج قدرته على السيطرة.




[i]اللهم اني وكلتك امرى فكن لي خير وكيل ودبر لي امرى فأني لا احسن التدبير
[/i]


السيسي» لـ«المصري اليوم»:  1237589_581094205282289_133694961_n

السيسي» لـ«المصري اليوم»:  13457616124


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mamlaktelchocolate.mam9.com/t41-topic
ملكة الشيكولاتة
ملكة المنتدى
ملكة المنتدى
ملكة الشيكولاتة


أوسمه : تاج الادارة 1
الاعلام : مصر
عدد المساهمات : 19584
تاريخ التسجيل : 24/05/2010
الموقع : https://mamlaktelchocolate.yoo7.com

السيسي» لـ«المصري اليوم»:  Empty
مُساهمةموضوع: رد: السيسي» لـ«المصري اليوم»:    السيسي» لـ«المصري اليوم»:  Icon_minitimeالأحد 13 أكتوبر 2013, 11:47 pm

«السيسي» في الجزء الثاني من حواره: انفجرت في الشاطر «إنتم عايزين يا تحكمونا.. يا تموتونا»

السيسي» لـ«المصري اليوم»:  Hsm_dyb-5
حسام دياب

  • 1
  • 2
ياسر رزق
.. ويتواصل اللقاء مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي.
في هذا الجزء الثاني من الحوار.. سألته عن الأيام العشر الأواخر من حكم الرئيس السابق محمد مرسي.. بالتحديد الفترة من 23 يونيو، يوم صدرت مهلة الأيام السبعة، إلى 3 يوليو، يوم تدخل الجيش وانتقلت السلطة. أجاب الفريق أول السيسي بصراحة وبالتفصيل، وكشف عن دقائق الأمور في ذلك الوقت الحاسم.
وحينما سألت عن سر المهلة الأولى وتأخر الجيش في إصدار بيان بعد انتهائها ثم إعلان مهلة ثانية مدتها ثمان وأربعون ساعة، وأسباب حرصه على لقاء الرئيس السابق طوال تلك الأيام وإطلاعه على المهلتين قبل الإعلان عنهما..
قال «السيسي»: «اللي بيعمل انقلاب ما بيتكلمش مع حد». وكان وزير الدفاع يقصد أنه لو كان يدير الانقلاب كما يزعمون، ما التقى وما تحدث وما أعطى مهلة بعد أخرى.
تحدث «السيسى» أيضاً عن خطابه للشعب ودعوته الجماهير إلى النزول يوم 26 يوليو من أجل تفويضه في مواجهة العنف والإرهاب المحتمل. روى كيف جاءته الفكرة، وهل شعر بالقلق من عدم نزول الناس، وبماذا أحس بعد الخروج الهائل في شوارع وميادين مصر.
متعة أن تجلس مع الفريق أول السيسي، وأن تستمع إليه يتحدث ويكشف ويشرح ويحلل . ومتعة أكبر أن ترنو إلى تعبيرات وجهه وهو يتكلم عن مصر وناسها.
 
قلت: في نهاية أبريل الماضي انطلقت دعوة «تمرد»، وانتشرت بين الجماهير بسرعة شديدة، ثم جاء الأسبوع الحاسم قبل النزول الجماهيرى في «30 يونيو» لسحب الثقة من مرسي، وفي يوم 23 يونيو أعطيت مهلة 7 أيام للتوافق وإنهاء الأزمة، لماذا طرحت المهلة، وكيف كنت تتوقع أحداث يوم 30 يونيو؟
- جميع مؤشرات التقارير الرسمية، خاصة من مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار الذي كان يرأسه أحد المنتمين للإخوان في ذلك الوقت، وكذلك التقارير غير الرسمية، أعطت دلالات على تفوق حركة «تمرد» على حركة «تجرد» بما يتراوح ما بين 3 أضعاف على المستوى الرسمي، و15 ضعفاً على المستوى غير الرسمي.. ووفقاً لذلك ولعدد الوثائق التي حصدتها «تمرد» فإن التوقعات لنسب المشاركة منها في تظاهرات «30 يونيو» أشارت لاحتمالات نزول ما بين 4 و 6 ملايين، والواقع كان مفاجأة كما شاهدناه بعد ذلك، والذي بلغ في أقل تقديراته (14) مليوناً وفي أعلى تقديراته (33) مليوناً.
وفقاً لما تقدم، فإن جميع التوقعات أشارت إلى كثافة التظاهر واتجاه المتظاهرين للاعتصام حتى تلبية النظام مطالب المتظاهرين. في الوقت نفسه، كان هناك تعنت من جانب النظام وعدم استبعاد لجوء مؤيديه للصدام مع المتظاهرين، ولعل خير شاهد ما شهدناه في تظاهرات يومي 21 و28 يونيو في «رابعة العدوية» من تهديدات.
وبالنسبة لحركة «تمرد» فبكل إخلاص وأمانة أقول إنني لم أتكلم معهم إلا عندما استدعيناهم والتقينا بهم يوم 3 يوليو.
ونحن في يوم 23 يونيو قلنا نعطي فرصة بمبادرة وضعناها تتضمن المطالب التي يُجمع عليها الناس، وكان سقفها الأعلى هو الاستفتاء على الرئيس، وكنا نتمنى أن يستجيب لها ويعرض نفسه على الاستفتاء، فلو وافق الشعب على بقائه كانت المعارضة قد سكتت.
■ ماذا كان رد فعل الرئيس بعد المهلة، هل كلم سيادتك؟
- قبل أن أُصدر بيان مهلة الأيام السبعة أطلعته على تفاصيله، وكنت ألتقي معه على طول، وهو لم يغضب من البيان وإنما كان متحفظاً على رد الفعل، ولكن عند مهلة الـ48 ساعة يوم أول يوليو أبدى استياءه وغضبه، وقلت له: «أمامنا 48 ساعة نحل المسألة، لأن الناس نزلت يوم 30 يونيو بأعداد ضخمة جداً»، وأنا كنت معه وقت إعلان هذه المهلة في أول يوليو.
■ متى كان آخر لقاء قبل تدخل الجيش؟
- يوم 2 يوليو، والحقيقة أنني حتى آخر توقيت كنت أعمل على تجاوز الأزمة.
■ هل التقيت به بعد يوم 3 يوليو؟
- لا.
■ قبل خطاب الرئيس السابق في مركز المؤتمرات بيوم واحد طلب خيرت الشاطر لقاءك، ماذا دار في هذا اللقاء؟
- أذكر أن الدكتور سعد الكتاتني اتصل بي وطلب أن يلتقي بي هو وخيرت الشاطر، وفعلاً التقيت بهما يوم الثلاثاء 25 يونيو واستمعت إليهما، وبلا مبالغة استمر خيرت الشاطر يتحدث لمدة 45 دقيقة، ويتوعد بأعمال إرهابية وأعمال عنف وقتل من جانب جماعات إسلامية لا يستطيع هو ولا جماعة الإخوان السيطرة عليها، موجودة في سيناء وفي الوادي، وبعضها لا يعرفه، جاءت من دول عربية، ثم أخذ الشاطر يشير بإصبعه وكأنه يطلق «زناد بندقية».
■ هل كان هذا الوعيد للجيش أم للشعب؟
- لا أعرف، لكنه قال إنه إذا ترك الرئيس منصبه، فستنطلق هذه الجماعات لتضرب وتقتل، وإن أحدًا لن يقدر على أن يسيطر عليها، وهذا معناه اقتتال شديد جداً.. هو كان يتحدث عن وقوع ضغط شديد عليهم، وأن هناك أناساً أفشلوا الرئيس، وأن مواقف القوات المسلحة زادت التوتر ضدهم، وأفقدتهم السيطرة على قواعد جماعات الإخوان وعلى كل التيارات الإسلامية الأخرى الموجودة، والتي تمتلك أسلحة جاءت من ليبيا وعبر الحدود.
■ أعرف أن ردك عليه كان عنيفاً في هذا اللقاء العاصف؟
- الحقيقة أن كلامه استفزني بشكل غير مسبوق في حياتي، لأنه كان يعبر عن شكل من أشكال الاستعلاء والتجبر في الأرض. وانفجرت فيه قائلاً: «إنتم عايزين إيه، إنتم خربتم البلد، وأسأتم للدين».
وقلت: «هو يعني يا تقبلوا كده يا نموتكوا.. إنتم عايزين يا تحكمونا يا تموتونا!».
بعدها صمت ولم يتكلم، وأظنه أدرك رد الفعل من جانبنا.
وقال لي الدكتور الكتاتني: «ما الحل؟».. قلت: «أن تحلوا مشاكلكم مع القضاء والكنيسة والأزهر والإعلام والقوى السياسية والرأى العام».
■ قبل أن يلقي الرئيس السابق خطابه في مركز المؤتمرات، يوم الأربعاء 26 يونيو، هل جلست معه وتحدثت عن الخطاب؟
- نعم.. جلسنا معاً من الحادية عشرة ظهرًا إلى الواحدة بعد الظهر في نفس يوم إلقاء الخطاب، وقال لي: «الدكتور الكتاتني سيأتي وكل اللي إنت بتقوله هنعمله»، وكانت هناك حلول كثيرة جدًا، ولو كان أوجد صيغة تصالحية مع الناس كان من الممكن أن تكون مخرجاً مقبولاً.
■ لماذا ذهبت لحضور الخطاب، رغم أنه كان يبدو أمام محفل حزبي وليس قومياً؟، وما سر الابتسامة التي ظهرت على وجهك وهو يلقي خطابه؟
- حضرت الخطاب، لأنه عندما يطلب مني أن أساهم في حل مسائل متأزمة لا أقول لا. أما الابتسامة فهي ابتسامة اندهاش، لأن «الكتاتني» قال لي قبل دخول القاعة: «كل اللي إنت قلته هنعمله النهارده» وفوجئت بأن الكلام كله على عكس ما تم الاتفاق عليه مع الرئيس و«الكتاتني»، باستثناء الاعتذار الذي ذكره في بداية الخطاب.. ابتسمت بسبب الخضوع لأوامر مكتب الإرشاد دون مراعاة مصالح الدولة، والاعتماد على مستشارين اعتادوا إيقاع الرئيس في أخطاء وإعداد خطاب له لا يرقى لمقام الرئاسة ويدفع الرئيس ليقف أمام القضاء، وهو ما شهدناه في الأيام التالية.
وقلت لنفسي وأنا أستمع إلى الخطاب: «خلاص هما كده بيهددوا الشعب».
■ هل صحيح ما تردد عن وجود قائمة اعتقالات لعدد من قيادات الجيش والشخصيات العامة، كانت جاهزة للتنفيذ بعد الخطاب؟
- هذا الموضوع نتركه للجان التحقيق وتقصي الحقائق، لكن الحالة التي كان عليها لا يتصور أحد معها أنه يقدر أن يفعل هذا. كانت هناك أزمة كبيرة جدًا، ولم يكونوا يعرفون كيف يخرجون منها، وأتصور أنهم تركوا أنفسهم لتطورات الأزمة تجرفهم، وهذا تعبير عن يأس.
■ متى كانت اللحظة التي قلت فيها: «خلاص مافيش فايدة»؟
- بعد الخطاب كان من الواضح إنهم شايفين الصورة بشكل مختلف، لكن تقديري أن حجم المظاهرات التي حدثت في تلك الفترة لم تنقل لهم الصورة جيدًا. وأدركت أن اللحظة الحاسمة ستكون يوم 30 يونيو.
■ كيف أمضيت يوم 30 يونيو، ولماذا أجلت إصدار بيان القوات المسلحة بعد انتهاء مدة الأيام السبعة إلى اليوم التالي، الأول من يوليو؟
- كان اهتمامي يوم 30 يونيو هو متابعة الأوضاع على الأرض وتقويم التقديرات التي سبق التوصل إليها، والاستعداد للتدخل لتأمين وحماية المواطنين والممتلكات العامة، إذا ما حاول أي طرف الإخلال بالأمن وتهديد المواطنين والمنشآت.
أما عن تأجيل إصدار البيان بعد انتهاء مدة المهلة، فكان الهدف منه إعطاء مزيد من الوقت للتواصل الجاد بين الأطراف وعدم التعجل في اتخاذ القرارات.
في يوم 30 يونيو شاهدت ما جرى مثل كل الناس، وكنت أتوقع حشودًا كبيرة، لكن الذي حدث كان هائلاً، وكان نقطة فارقة في تاريخ مصر.
الشعب المصري خرج، لأنه خاف على وسطيته، خاف على مستقبله، لم يشعر أن البلد بلده، وهذا محرك يوم 30 يونيو، الناس نزلت نزولاً غير مسبوق بعشرات الملايين، ووضعت من جديد القوات المسلحة أمام مسؤوليتها التاريخية، إنفاذًا للإرادة الشعبية.
ناس بسيطة نزلت، شباب، نخب، أسر. كأنهم يهاجرون من مكان خطر إلى مكان آمن.. يهاجرون من حالة إلى حالة.. النزول كان هجرة من الواقع الموجود إلى حالة الدولة المصرية المأمولة.. إلى الواقع الجديد المنشود، الناس نزلت تقول «لا»، نحن لن نعيش بهذه الصورة، وكانت الهجرة من واقع خافوا منه إلى واقع يأملون فيه. المصريون خرجوا في كل مكان، هناك أماكن لم يتم تصويرها جوًا، لكننا رصدناها من خلال عناصر القوات المسلحة بها.
أنا أقول للتيار الإسلامي: «حاسب وأنت تتعامل مع المصريين، لقد تعاملت معهم على أنك الحق وهم الباطل، أنك الناجي وهم الهالكون، أنت المؤمن وهم الكافرون، هذا استعلاء بالإيمان.
حشود هائلة غير مسبوقة خرجت إلى الشوارع والميادين، ومع ذلك نجد من يقول إن عدد المتظاهرين كان 120 ألفاً.
■ الرئيس السابق هو صاحب هذا الإحصاء، متى قال لك هذا؟
- يوم أول يوليو، قال لي إن عدد المتظاهرين 120 ألفاً، فقلت له: «سأحضر لك سيديهات لمشاهد مصورة من الطائرة».
■ لماذا جددت المهلة أول يوليو لمدة 48 ساعة؟
- أنا كنت شايف مخاطر شديدة جدًا، والبلد وصلت لمرحلة خطرة، وكنت أقول لو هناك مخرج يبقى أفضل.
■ متى أبلغت الرئيس السابق بالمهلة الثانية؟
- قرأت له البيان وإحنا داخلين اجتماع معه، وخلي بالك اللي بيعمل انقلاب مابيتكلمش مع حد.
■ نأتي إلى يوم 3 يوليو.. كيف أمضيت الليلة السابقة، ماذا كنت تقول لنفسك، هل توقعت رد الفعل الجماهيري الهائل المؤيد للبيان؟
- الحقيقة الوحيدة التي شغلت عقولنا خلال هذه الفترة هي كيف يمكن تحقيق الإرادة الوطنية دون الإضرار أو بأقل ضرر بمقدرات وإمكانيات قوى الدولة المصرية، الأمر الذي معه كنا نراجع وندقق في جميع الخطط، ومحاولة تغطية مختلف الاحتمالات.
على الجانب الآخر كنت شديد الطمأنة، فنحن لا نهدف لسلطة أو مصلحة وإنما نسعى لإنفاذ إرادة شعبية أصبحنا على يقين من حقوقها.. ونحن في سبيل حق الشعب والدفاع عن مصالحه لا نخشى سوى الوقوف بين يدي الله وسؤاله.
أيضاً كنت على ثقة من التأييد الجماهيري، فما أقدم عليه الإخوان من ممارسات خاطئة أفقدهم الكثير من القاعدة الشعبية، ومع ذلك كنت آمل لآخر لحظة أن ينتهي الموضوع، وأرسلت إلى الرئيس السابق 3 شخصيات مقربة لديه، وقلت له إن المخرج من هذه الأزمة هو الاستفتاء على استمراره من أجل إغلاق باب الفتنة، رغم أن هذا الموضوع ممكن أن يكون غير مقبول شعبياً، لكن يبدو أن تصورهم أن الجيش يخشى المواجهة، وأن هناك نقطة سيتوقف عندها.
■ كيف تم الترتيب الذي أعلن عن تكليف رئيس المحكمة الدستورية العليا بإدارة شؤون البلاد، والمشهد الجامع الذي صاحب إلقاء البيان؟
- كنت شايف ضرورة حضور المؤسسات الدينية كالأزهر والكنيسة، لأنهم مسؤولون عن المجتمع، ودعونا د. محمد البرادعي وممثلي المرأة وشباب «تمرد» وحزب النور والقضاء، وكذلك حزب الحرية والعدالة، لكنه لم يرد على الدعوة. والبيان تم إعلانه والتعقيب عليه من مختلف ممثلي أطياف الشعب المصري باتجاهاته وشرائحه الرئيسية، وكان محتوى البيان معبرًا عن المطالب الشعبية، التي طالبت بانتخابات رئاسية مبكرة تحت إشراف حكومة محايدة بعد فترة انتقالية محدودة يتم خلالها تعديل الدستور وتلبية الاحتياجات الاقتصادية والأمنية للشعب، والمشهد الجامع عكس بوضوح تحالف القوى الوطنية لتنفيذ الإرادة الشعبية.
■ بصراحة.. هل أبلغت الإدارة الأمريكية بالبيان قبل إذاعته؟
- كلامي واضح، قلت: «لم نخطر أحدًا، ولم نتعاون مع أحد، ولم ننسق مع أحد، ولم نستأذن أحدًا».
الأحداث والبيان شأن داخلي مصري، لا يحق لأي دولة مهما كانت العلاقات معها التدخل فيه، أيضاً البيان هو إنفاذ للإرادة الشعبية التي تم التوافق عليها من مختلف أطياف الشعب وتعبير عن أهدافه التي خرج من أجلها عبر ثورتين كبيرتين في يناير 2011 ويونيو 2013، والتي تأتي في مقدمتها «الحرية» بجميع أبعادها، سواء حرية الرأي والتعبير والعقيدة أو التحرر من التبعية لأي من القوى الخارجية.
وعلاقاتنا الخارجية تقوم على المصالح والاحترام المتبادل، وعدم القبول بالتدخل في الشأن الداخلي أو التغيير في القرارات التي تحقق المصالح الوطنية.
■ كيف أمضيت الليلة بعد إذاعة بيان 3 يوليو؟
- أنا قرأت البيان، ثم ذهبت إلى والدتي.
■ ماذا قالت لك؟
- والدتي في حالة سِنّية لا تسمح لها بأن تقرأ الأحداث، وأنا مرتبط بها ارتباطاً شديدًا، وهي سيدة مصرية أصيلة جدًا بكل معنى الأصالة، وربتني على الاعتماد على الله والرضا بالقدر.
■ بماذا دعت لك؟
- تلمع عينا الفريق أول السيسي بالدموع ويقول: «كان دعاؤها.. ربنا يحميك من كل شر».
■ ماذا كان رد الفعل لدى أسرتك في المنزل؟
- كانوا عارفين أن هذا هو بداية الهم.
■ كم عندك من الأولاد؟
- أربعة.. بنت و3 أولاد.
■ هل لديك أحفاد؟
- الحمد لله 4 أحفاد، أكبرهم بنت عمرها 4 سنين وشوية.
■ بعد بيان 3 يوليو، صدر الإعلان الدستوري الذي نص على خارطة مستقبل للمرحلة الانتقالية الثانية تبدأ بتعديلات دستورية، ثم برلمان، ثم انتخابات رئاسية.. هل هذا الترتيب درس مستفاد من المرحلة الانتقالية الأولى؟!
- هناك دروس كثيرة استفدنا منها من المرحلة الانتقالية الأولى، أولها أن القوات المسلحة لا تتصدر المشهد، وأن السلطة تبقى في يد حكومة مدنية، ورئاسة مدنية كمخرج من أي أزمة، والأمر الثاني أن هناك مشكلات لا يرضى عنها المجتمع، أهمها إجراء تعديلات دستورية، ولم يكن هناك رفض لهذا، ثم تأتي الانتخابات البرلمانية ومن بعدها انتخابات رئاسة ويكون الترشح متاحاً للكل.
وأريد أن أقول إن ما فعله الشعب وما فعلناه كان في إطار رد الفعل، يعني هم كانوا يفعلون، وموقف الشعب والجيش كان رد فعل، ولو كان عندهم تقدير سليم للموقف ما وصلنا أبدًا إلى ما كنا فيه. وكان الأصوب لهم أن يقبلوا النصيحة ويعترفوا بالأخطاء.
ثم يجب ألا تتعرض البلاد للخطر، هذا واجب وطني ومسؤولية دينية، وأي دعوة لإسقاط الجيش والشرطة تؤدي إلى سنوات من عدم الاستقرار.. وتؤدي إلى إزهاق أرواح أعداد ضخمة من البشر.. من يتحمل هذه المسؤولية أمام الله؟.. لابد أن نكون منصفين في كلامنا، لأننا سنقف أمام الله وماحدش وقتها هايعرف يلف ويدور.
■ خاطبت الشعب يوم 24 يوليو ودعوته إلى النزول بعدها بيومين لتفويضك، ومعك الجيش والشرطة، لمواجهة العنف والإرهاب المحتمل.. كيف جاءتك الفكرة؟
- بالدراسة والعلم والمعرفة والفهم لابد أن تدرك أن البناء الفكري للتيار الديني يلجأ إلى العنف، لأنه يرى أنه على حق، لذا يلجأ إلى أشكال التصعيد، والأفق الفكري عنده مختلف عن الآخرين. وكنت أتوقع أن هناك تصعيدًا محتملاً، وها نحن نرى الآن أناساً يحملون قنابل وأسلحة ويرتكبون جرائم تفجير، ونمسك بعناصر مسلحة كل يوم.. تخيل لو كانت الشرطة مضروبة ولم تأخذ الدفعة المعنوية التي أخذتها من الشعب، كيف سيكون الأمر؟.. إن المصالحة بين الشعب والشرطة كانت معجزة إلهية.
■ هل فكرت وأنت توجه كلمتك إلى الشعب في احتمال عدم نزول الجماهير؟
- لم يساورني الشك لحظة واحدة، كنت متأكدًا من نزوله.. دي حاجة بيني وبين الشعب المصري.
■ قلت في كلمتك للشعب: «هذا أول طلب أطلبه منكم».
- أشعر بأن بيني وبينهم عشم وخواطر.. دي حاجة هما يحسوها وأنا أحسها.
■ ليلتها نمت قلقان؟
- لا.
■ هل كان الهدف من الدعوة هو فقط التفويض الشعبي في مواجهة العنف والإرهاب المحتمل؟
- الهدف من الدعوة لم يكن يقتصر فقط على التفويض لمواجهة العنف والإرهاب المحتمل، بقدر ما كان دعوة للتأكيد أمام العالم على الإرادة الشعبية في التغيير، بعد ارتفاع الأصوات التي كانت تشكك في هذه الإرادة، وتسعى للحشد الخارجي ضدها تحت ذرائع الادعاء بالانقلاب العسكري.
لقد وضعت ثقتي في الشعب المصري الذي لم يخذلني، انطلاقاً من قناعة الجميع بأن التغيير يتم تحقيقاً لإرادة الشعب في تحقيق طموحاته وآماله بأهداف ثورته، «العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية». والاستجابة الشعبية الكبيرة للدعوة ألقت على أكتافي وزملائي مزيدًا من المسؤولية لتحقيق آمال وأحلام هذا الشعب الكريم الذي منحنا ثقته.. والتي سنحاسب عليها أمام الله والتاريخ.
■ هل توقعت أن يكون حجم النزول والتأييد بهذا المستوى الهائل؟
- بكل أمانة، كنت أريد أكثر من ذلك حتى إنني كنت أقول لبعض من حولي «مش هو ده العدد اللي كنت منتظره ينزل الشارع».
■ تقول ذلك رغم خروج عشرات الملايين بهذا الحشد غير المسبوق في التاريخ؟
- نعم.. بكل أمانة، وأنا أقول لك الحقيقة، لأنني أنشد دوماً أقصى درجات المثالية، لكني كنت سعيدًا جدًا بالمشهد، وأمضيت ليلتي في سعادة، حتى حدثت واقعة المنصة وطريق الأوتوستراد التي ارتكبوها يوم 27 يوليو.
■ قرار مواجهة محاولات اقتحام دار الحرس الجمهوري كان سريعاً.. بينما تأخر القرار الخاص بفض اعتصامي «رابعة والنهضة» ما السبب؟ وهل كانت توقعات الضحايا في الحالتين مقاربة لما حدث بالفعل؟
- بداية لا يمكن المقارنة بين أحداث نادي الحرس الجمهوري وقرار فض اعتصامي «رابعة والنهضة»، ففي حادث نادي الحرس الجمهوري، كان هناك تخطيط ومحاولة لاقتحام منشأة عسكرية باستخدام القوة، الأمر الذي وضع القوات في وضع دفاع عن النفس وضرورة الرد بشكل فوري وسريع، وهو ما أكدته التقارير المتوفرة عن الحادث، وأريد أن أقول إنه كانت هناك حالة تلاحم بين الأفراد، وكانت هناك مجموعات منهم تطلق النار وهي غير مدربة، مما تسبب في خسائر غير مبررة.. وليس معقولاً أن يأتي أناس إلى المكان الموجود فيه رئيس الجمهورية السابق وهو منطقة عسكرية وتحاول أن تقتحمه وتضرب نارًا، نحن في نفس اليوم نقلناه إلى مكان آخر.
أما قرار فض اعتصامي «رابعة والنهضة»، فقد حرصت فيه الدولة، أولاً على إتاحة المجال أمام الاحتواء والتهدئة عبر المعالجة السياسية، ثانياً مراعاة اعتبارات شهر رمضان الكريم ثم عيد الفطر المبارك، ثالثاً إعطاء الوقت الكافي للدراسة والتخطيط لتجنب الخسائر في الطرفين، بعد التأكد بما لا يدع مجالاً لشك من وجود أسلحة داخل الاعتصامين، وبعد نحو 48 يوماً وليس 48 ساعة، وبعد العديد من الإنذارات، قامت الأجهزة الأمنية بتنفيذ القرار القضائي لفض الاعتصامات وفقاً للمعايير الدولية، وجاءت الخسائر في الطرفين نتيجة استخدام السلاح من داخل الاعتصامات.
وبالنسبة للنتائج وأرقام الضحايا، تتعدد حولها التقارير، وهناك فوارق كبيرة بين التقارير الرسمية وما تسعى مصادر أخرى للترويج له.. والأفضل الانتظار لنتائج تقصي الحقائق والتحقيق في تلك الأحداث، لتبرز الحقائق أمام الجميع.
■ كيف شعرت بعد سقوط مئات من القتلى في اعتصامي «رابعة والنهضة»؟
- بداية، جميع المؤسسات الوطنية والمسؤولين بالدولة المصرية حريصون على عدم إراقة الدماء المصرية من جانب أي طرف.. فهي في النهاية دماء مصرية.. للأسف، تسقط وتراق في إطار تنافس صراع على السلطة، وتحقيق مصالح فئة تستخدم هذا الدم لتغذية صورتها كـ«ضحية»، وتوظيفها لاستقطاب واستدعاء الخارج لتهديد الدولة المصرية، وبالتأكيد الدولة المصرية حريصة على استعادة الأمن والاستقرار وحفظ الدماء المصرية، إلا أنها أيضاً لن تفرط في الأمن والمصالح لصالح فئة لا تقدر قيمة الوطن وتفرط في دماء أبنائها لتهديد هذا الوطن.
وفض الاعتصامين جاء بعد صبر من الدولة امتد 48 يوماً، واستمرار هذه الاعتصامات كانت له آثار كارثية على المصالح الوطنية، فالآثار والتداعيات المباشرة لاستمرارها تمثل اعتداءً على حرية سكان هذه المناطق، خاصة بعدما تحولت لاعتصامات مسلحة، وبدأت في ممارسة أعمال إجرامية ضد السكان، وانعكاساتها السلبية على البيئة والصحة العامة بالتوازي مع الخدمات والمواصلات واقتصاد الدولة وتهديد السلم الأهلي بالمجتمع، وتزايد تهديدها بعد أن تحولت إلى محور استقطاب للتدخل الخارجي في الشأن الداخلي وتهديد الدولة المصرية وتماسكها واستقرارها، مهيئة الظروف لإعادة إنتاج النموذج السوري.
وبصراحة، كنا خايفين إن الخسائر تكون أكبر من كده، ونحن كنا نواجه حرباً معنوية من الطرف الآخر، وطالبناهم بفض الاعتصام، وقلنا: «لو سمحتم امشوا»، لكن الطرف الآخر لم يكن يريد أن يسمع ولا يفكر، وهذا ليس معناه الاستهانة بأرواح الناس.
■ ماذا كان سيحدث لو لم يتم فض الاعتصامين؟
- كان الرهان هو تفكيك البلد.
■ هل يمكن أن تعود مصر إلى أعتاب الحرب الأهلية مثلما كانت في نهاية عهد مرسي؟
- هذا لا يمكن أن يحدث، نحن نزلنا بإرادة الشعب لحماية البلد، حتى من يتحدثون عن إجراء استفتاء على خارطة الطريق، أقول لهم: «نحن تجاوزنا هذا المطلب ونعمل على تنفيذ إرادة المصريين».
■ هل توقعت المساندة التي سارعت بتقديمها السعودية والإمارات والكويت والبحرين والأردن لمصر؟
- هذا الموقف نقدره، ولن ينساه المصريون للأشقاء، وبصراحة كان موقفاً إيجابياً فوق التوقع




[i]اللهم اني وكلتك امرى فكن لي خير وكيل ودبر لي امرى فأني لا احسن التدبير
[/i]


السيسي» لـ«المصري اليوم»:  1237589_581094205282289_133694961_n

السيسي» لـ«المصري اليوم»:  13457616124


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mamlaktelchocolate.mam9.com/t41-topic
ملكة الشيكولاتة
ملكة المنتدى
ملكة المنتدى
ملكة الشيكولاتة


أوسمه : تاج الادارة 1
الاعلام : مصر
عدد المساهمات : 19584
تاريخ التسجيل : 24/05/2010
الموقع : https://mamlaktelchocolate.yoo7.com

السيسي» لـ«المصري اليوم»:  Empty
مُساهمةموضوع: رد: السيسي» لـ«المصري اليوم»:    السيسي» لـ«المصري اليوم»:  Icon_minitimeالإثنين 14 أكتوبر 2013, 12:07 am

«السيسي» في الجزء الثالث من حواره: الوقت غير مناسب لسؤال ترشّحي للرئاسة

السيسي» لـ«المصري اليوم»:  Hsm_dyb-10
حسام دياب

  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
ياسر رزق
للقدر فى حياة الفريق أول عبدالفتاح السيسى، تصاريف.كان للمقادير كلمتها، حين غيرت مسار حياته - على غير رغبته - من الالتحاق بكلية الطيران بعد تخرجه فى الثانوية الجوية، ليلتحق بالكلية الحربية.ولعل القدر كان يهيئه لدور أكبر، فبدلاً من أن يصبح قائداً لسلاح الجو، وهو قمة المناصب القيادية للطيارين المقاتلين، صار قائداً عاماً للقوات المسلحة كلها، فى ظرف تاريخى غير مسبوق، وعند مفترق طرق مصيرى فى تحديد مستقبل مصر وشعبها.ومن يدرى ماذا تخبئ الأقدار لابن حى الحسين، الذى كانت صورته ممنوعة من الظهور، وكان اسمه محظورا الإفصاح عنه قبل ثلاث سنوات مضت، بحكم حساسية منصبه حينئذ كمدير للمخابرات الحربية، ثم أضحت صورته معلماً فى المنازل، وبات اسمه هتافاً على الشفاه منذ الثالث من يوليو الماضى؟.يؤمن السيسى إيماناً عميقاً بالقدر، ويرضى بما قسمه الله، لكنه يؤمن أيضاً بالسعى والاجتهاد والتفانى والتضحية من أجل بلوغ المقصد.يتمنى أن يرى «مصر قد الدنيا»، يدرك أن الطريق شاقة والتحديات جسام، لكنه أول من يعرف كم هى غلاّبة إرادة المصريين.فى الجزء الثالث من حواره لـ«المصرى اليوم».. أفاض الفريق أول السيسى فى الحديث عن القوات المسلحة بعد 40 عاماً من نصر أكتوبر.. تناول التحديات والتهديدات التى تجابه البلاد.. وتطرق إلى المساعدات العسكرية الأمريكية.كشف «السيسى» عن مفاجأة فى التحقيقات الخاصة بمذبحة الجنود الصائمين فى رفح، وعرض نتائج العملية «سيناء».تحدث «السيسى» أيضا عن خارطة المستقبل.. عن الدستور والانتخابات البرلمانية والرئاسية.سألناه عن نشأته واهتماماته وعن الزعيم عبدالناصر الذى يقترن ذكره باسمه، وعن الرئيس السادات.وطرحنا عليه السؤال الذى ينتظر الملايين سماع إجابته عنه: ماذا لو طلبت منك الجماهير الترشح للرئاسة؟..■ أربعون عاماً مضت على نصر أكتوبر المجيد.. ما ملامح التطور الذى شهدته القوات المسلحة إعداداً وتدريباً وتسليحاً خلال السنوات الأربعين الماضية، وبالأخص خلال العام الفائت؟- إعداد وتدريب وتسليح القوات المسلحة، يحكمه العديد من الاعتبارات فى مقدمتها: العقيدة الوطنية الثابتة للقوات المسلحة المصرية، التى تستهدف فى جوهرها الحماية والدفاع عن مصالح وأهداف الأمن القومى فى أبعاده ودوائره المختلفة.الخبرات والدروس المتراكمة التى تم اكتسابها سواء فى الإعداد أو إدارة العمليات فى حرب أكتوبر المجيدة، وهى ذخيرة مازلنا نحيا بها، وتلك المتحصل عليها من دراسة واستخلاص الصراعات، خاصة التى تشهدها المنطقة.. وكذلك الخبرات الناتجة عن الاحتكاك والتدريبات المشتركة التى تنفذها القوات مع الدول الشقيقة والصديقة.المواءمة بين متطلبات القوات المسلحة.. وإمكانيات واحتياجات البلاد، فالقوات المسلحة هى أحد عناصر القوى الشاملة للدولة تؤثر وتتأثر بما يمر بها.وفى هذا الإطار فقد حرصت القيادة العسكرية منذ حرب أكتوبر على بناء قوة عسكرية قوية ومتطورة، من خلال خطة لها ملامح رئيسية تأخذ بالآتى:* الاحتفاظ بالحجم الأمثل من القوة البشرية، تطبيقا لمبدأ الكيف وليس الكم.* الارتقاء بنوعية المقاتل الذى أثبت فى حرب أكتوبر أنه مفتاح النصر، وذلك بالإعداد المعنوى والفنى والبدنى والإدارى، بما يضمن الولاء والانتماء فقط للوطن، والقدرة على تلبية احتياجات التعامل مع التطور التكنولوجى لنظم التسليح ومعدات الدفاع الحديثة، وإمكانية سرعة استيعاب وتنفيذ النظريات وأساليب القتال الحديثة تحت جميع الضغوط المنتظرة بالعمليات المستقبلية.* امتلاك نظم التسليح ومعدات الدفاع المتطورة بتنفيذ خطط الإحلال للنظم المتقادمة واستثمار التقدم التكنولوجى، والكفاءات الوطنية فى الحفاظ على نظم التسليح المتيسرة فى أعلى حالات الكفاءة الفنية والعمل على إطالة أعمارها وتطويرها.* الارتقاء بمستويات الكفاءة القتالية للقوات، بالحفاظ على حالات الاستعداد القتالى، وتطوير مستويات التدريب على مختلف المستويات، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة لخفض الإنفاق، وكذلك التوسع فى التدريبات المشتركة التى يشكل أحد كوادرها اكتساب الخبرات والتعرف على النظم الحديثة، من معدات ونظم تسليح والإلمام بالنظريات الجديدة فى القتال.* تنمية وتطوير قاعدة الإنتاج الحربى الذى يمثل هدفا وطنيا لتقليص الفجوة التكنولوجية، وزيادة الاعتماد على الذات فى الوفاء باحتياجات القوات المسلحة.بالنسبة للعام الماضى كان أمام القوات المسلحة تحدٍ قوى، فقد كان عليها الدخول فى سباق مع الزمن لاستعادة الكفاءة القتالية للوفاء بالتزاماتها فى ظل التحديات والتهديدات التى تواجه الأمن القومى «داخليا وخارجيا»، بشكل غير مسبوق فى تاريخ مصر الحديث، وهو الأمر الذى معه تم العمل بالتوازى على مختلف المحاور من:* إعادة تأهيل وإعداد الضباط والأفراد نفسيا ومعنويا وفنيا وإداريا، لإزالة الآثار المترتبة على الضغوط التى تعرضوا لها خلال المرحلة الانتقالية واستعادة الكفاءة القتالية.* إعادة تسليح العديد من الوحدات بمعدات وأسلحة ومركبات حديثة، وفقا لخطط الإحلال المعدة لذلك، وقد شاهدتم معنا العديد من طوابير تفتيش الحرب، سواء للوحدات المحدثة أو التى تم تزويدها بالنظم الحديثة.* إعطاء اهتمام خاص لتنفيذ الأنشطة التدريبية، فى إطار الاستعداد لتنفيذ المهام الأساسية فى الحماية والدفاع عن الدولة، التى برزت آثارها الإيجابية فى الحرب الجارية لاستعادة الأمن فى سيناء.ربما تعرف أنت وآخرون أن التقديرات كانت تقول إن الجيش أمامه ما بين 3 إلى 5 سنوات حتى يستعيد مكانته بعد ما حدث فى الفترة الانتقالية الأولى، وأنت تدرك أنه خلال شهور قليلة استعاد الجيش ثقته بنفسه وثقة الشعب به وبقدراته، وأصبح لديه أعلى درجات الاستعداد على كل مستويات القيادة وضباط الصف والجنود، وأقوى تفاعل بين الجيش والشعب، وكل ذلك حدث فى زمن وجيز تحدى كل التوقعات، حدث فى أقل من عام، بعون الله وتوفيقه، فالله يعلم نوايانا وأمدنا بالعزم وساندنا.■ هل نحن قادرون على الدفاع والردع ومجابهة العدوان؟ وهل يمكن القول إن حرب 1967 غير قابلة للتكرار؟- بدايةً حرب 1967 كانت حدثاً طارئاً فى تاريخ العسكرية المصرية، كان له ظروفه واعتباراته، التى استهدفت فى جوهرها ليس المشروع الوطنى وإنما أيضا القومى بالمنطقة، بضرب حجر الزاوية لهذا المشروع.وبالتأكيد لن يسمح أى مواطن وطنى ومخلص وشريف بتكرار هذا الحدث، والأهم دون مبالغة يمكننى القول إننا اليوم نواجه ما يفوق تهديد 1967 بأدوات وأساليب أشد خطورة، تتطلب التكاتف والتعاون من الجميع، لضمان حشد جميع مقدرات القوى الشاملة للتصدى لهذا التهديد.فالقوة العسكرية هى أحد مقدرات القوى الشاملة للدولة.. ودون التكامل والتنسيق بين مختلف هذه القدرات لا تتمكن الدولة من مجابهة العدوان. وهذا التكامل والتنسيق كان أحد الأسباب الرئيسية فى صمود الدولة المصرية بعد حرب 1967، وهو الذى مكننا من إعادة البناء والإعداد لتحقيق نصر أكتوبر العسكرى، ومن خلاله أيضا تم استكمال المهام واستعادة كامل الأراضى المصرية.ومن هذا المنظور فإن المنظومة العسكرية المصرية بنيت وتطورت وفقا لمفاهيم استراتيجية تتوافق مع متطلبات التصدى للتهديدات التى تفرزها المتغيرات فى البيئة الأمنية المحيطة من ناحية، وتقوم على امتلاك قدرات الدفاع والردع لمجابهة أى عدوان على المصالح والحدود المصرية من ناحية أخرى.نحن دولة لا تتجاوز حدودها، وتعرف جيدا كيف تحافظ على كرامتها وعزتها مهما حدث، وهذه الحدود للبلاد التى تشكلت عبر آلاف السنين نحن راضون بها، ولا نقبل من أى أحد مهما كانت قوته أو جبروته أن يمسها، وأى جهة تحاول العبث بأمننا أو حدودنا لابد من إيقافها عند حدها، لأن الحدود كرامة ونحن شعب لا يقبل أن يمس أحد كرامته.المصريون بطبعهم شعب هادئ وصابر ويريد العيش فى سلام وأمن، المهم أن يعيش بكرامة، وهذا ما يجعلنا نقول إنه حتى لو كان أمامنا أقوى جيوش العالم فلن يتجاوز حدوده، لأن ذلك أحد الثوابت الرئيسية للشخصية المصرية.■ الجيش المصرى هو الجيش العربى الوحيد الباقى فى الدائرة الضيقة للمنطقة.. هل تشعر بأن هناك خطة تستهدف هذا الجيش؟ وكيف نتحسب لمثل هذه المؤامرات؟- المؤكد أن منطقتنا، خلال السنوات الأخيرة، تمر بمرحلة إعادة صياغة وتشكيل ليس فقط بالخريطة السياسية للنظم القائمة، وإنما تشمل أيضا البناء الجغرافى للدول، وتوزيع القوى والمصالح وهيكلة الترتيبات الأمنية بالمنطقة.وهى بلا جدال ترتبط بالتحولات التى يشهدها النظام العالمى، ومصالح القوى الدولية التى مازالت تعتبر المنطقة أهم المرتكزات الرئيسية فى معادلة توازن القوى، انطلاقا من موقعها الجيوبولتيكى والجيواستراتيجى وما تملكه من موارد وثروات.وللأسف الشديد فإن أحد أهم المتغيرات التى طرأت على المنطقة، خاصة فى دائرتها الضيقة، هو سقوط وتآكل الجيوش العربية، الأمر الذى بالتأكيد لا يصب فى الصالح العربى بصفة عامة ومصر بصفة خاصة.وخلاصة مختلف الدراسات تؤكد أن هناك تهديدات قوية لا تستهدف فقط القوات المسلحة، وإنما مختلف أركان الدولة المصرية من قوات مسلحة وشرطة وقضاء واقتصاد وغيرها.لذا فالحذر والانتباه والإدراك العميق لحقائق التهديد، هو البداية الحقيقية للتحسب لمثل هذه المؤامرات.. والقضاء عليها يتطلب التوافق والتعاون والتكاتف بين مختلف قوى الدولة لحشد الجهود وتوحيدها فى اتجاه البناء والإنتاج واستعادة الأمن والاستقرار.■ كيف تطورت فنون الحرب فى القرن الحادى والعشرين، وما أخطر تهديد يواجه مصر فى تقديرك؟- فنون الحرب حاليا تطورت، وكما قال الرئيس الأمريكى الأسبق رونالد ريجان: إن العالم يعيش حرب معلومات، هذا هو الواقع فى العصر الحديث، وأدوات هذه الحرب حاليا كبيرة جدا، وأدواتها من بينها الفهم الكامل أولاً لتحديات البلاد، ولابد لنا كمصريين أن نعى ذلك جيدا، وأن نعرف أننا فى حالة حرب، وللأسف ما يردده البعض من معلومات ومفاهيم خاطئة، ليس فى صالح البلاد، ويتحول المواطن فى هذه الحالة إلى جزء من المشكلة بدلا من أن يكون مساهماً فى الحفاظ على الأمن القومى للبلاد، هذه هى الحرب الحديثة، وأنا بصراحة أرى أنه لابد من وضع منظومة متكاملة تتدخل فيها جميع العناصر، بما فيها الإعلام، لتوعية الناس بالمشاكل وضخ المعلومات الصحيحة للمواطن، الذى من حقة الحصول على معلومات غير مضللة.وللأسف الشديد ما فعله النظام السابق، وما يحاول أن يقوم به أنصاره حاليا، يضر بالأمن القومى للبلاد، من خلال نشر الشائعات والإساءة للجيش وبث معلومات مغلوطة، ومحاولة إدخال البلاد فى حالة الفوضى، وحجم «الكذب والافتراء» الكبير جدا، الذى نعانيه حاليا، خاصة إذا ما ساهمت فى ذلك عدة وسائل إعلام من المفترض أنها تشكل وعى المجتمع.تعال نتجاوز هذه المرحلة التى يحاول البعض من خلالها استعداء بعض القوى والتيارات الموجودة فى البلاد على بعض قيادات الجيش، وهذا الحديث ليس هدفه الانتقاص من أحد، لكن هدفه توصيل رسالة بأنه لابد عليكم أن تنبهوا إلى خطورة دس هذه الشائعات والأكاذيب التى لا تصب فى النهاية فى صالح الوطن.ولابد أن نعى جيداً أن البعض يجهز خططا ضد البلاد لخلق حالة من الفوضى من خلال الكذب، وهذا الكذب جزء من خطة يريد أصحابها من خلالها حصار الوطن فى مستنقع من الأكاذيب الباطلة، لتحقيق أهدافه التى تتعارض بالطبع مع مصالح البلاد العليا، والتى يحاول البعض من خلالها إظهار الوضع على أن هناك حالة من الاضطراب الشديد والفوضى العارمة والعنف غير المبرر من جانب السلطات، كل هذه أكاذيب فى إطار خطط موضوعة لزعزعة الأمن القومى.وهؤلاء يحاولون ترسيخ فكرة أن السلطة هى العدو الحقيقى، من خلال بعض وسائل الإعلام، التى تعمل على مدى 24 ساعة على ترديد الأكاذيب لتشكل وجدان الناس بالوضع الذى تريده.ورغم هذه الخطط يدرك المصريون جيدا أنهم لن ينسوا حالة الفشل الشديد فى إدارة البلاد فى ظل حكم النظام السابق، والطوابير الطويلة أمام محطات الوقود للحصول على البنزين والسولار.الناس لن تنسى ذلك رغم محاولات أصحاب هذه الخطط تشكيل وعى وواقع جديدين، يحاولون ترسيخهما فى وجدان الناس، التى خرجت مثل الطوفان يوم 30 يونيو، احتجاجا على الأوضاع، التى يحاول أصحاب هذا المخطط محوها من ذاكرة الناس، لدرجة أنهم يحاولون أن يجعلوا الشعب ينسى لماذا خرج فى ثورة 30 يونيو.والإعلام يجب أن ينتبه إلى أن هذه الحرب الحديثة ضد مصر، من خلال تصدير واقع على خلاف الحقيقة، ونقله إلى دول العالم، والمؤسسات الإعلامية تبنى شكلاً وتحافظ على هذا البناء حتى لا يسقط، وهذا الشكل الذى يتم التعامل وفقا له، قد يدفع القائمين على إدارة الأزمة إلى تبنى قرارات بناء على تقديرات غير دقيقة إطلاقا، فالإعلام جزء من التقدير، وكذلك المخابرات جزء من هذا التقدير الذى يسبق اتخاذ القرار.لكن ما يحدث حاليا هو أن هؤلاء يحاولون تشكيل الوعى الداخلى والخارجى، بما يخدم أهدافهم ومصالحهم، بغض النظر عن مصلحة البلاد العليا، وأصعب ما فى الأمر أن نكون نحن كمصريين - دون أن نقصد - نرتكب ما قد يضر بالأمن القومى للبلاد، ونسهم فى بناء تقديرات خاطئة عن الصورة لأنه فى ظل هذا الوضع يتم نقل الصورة بشكل «مشوه» لا علاقة له بالواقع، وما يحدث حاليا هو مخططات لجعل الدولة تأكل نفسها، وعدد من النخب لا يدركون ذلك ولو أدركوه لا يوعون الناس به، ولا يكشفون للناس أن هناك من يحاول خلق العدو من «جوانا».■ من يحاول خلق هذا العدو بداخلنا؟- للأسف من الداخل والخارج، وبعضهم يفعل ذلك بقصد، والآخرون دون قصد بالطبع.وأريد أن أقول إنه يجب منع هذا الاختراق نهائيا بالانتباه الجيد للخطط التى تستهدف أمننا، ولابد أن يكون لدينا الوعى الكامل بحجم المخاطر الشديدة، وحرب المعلومات الدائرة حولنا.ولابد لجميع المصريين أن ينتبهوا إلى خطورة بعض «منصات الحرب الإعلامية الخارجية» التى تساهم فيها بعض وسائل الإعلام المحلية، دون قصد، خاصة إذا كان ذلك يحدث فى الوقت الذى نرى فيه من حولنا «منصات حروب إلكترونية» لا ندرى من وراءها.ولن يستطيع أحد مجابهة هذه الحرب دون أن تكون لديه جميع آليات المواجهة، وحجم الوعى الكافى بمدى وخطورة التحديات التى تواجه الوطن، وأن نعلم جيدا من هو العدو الحقيقى وأن تكون لدينا قدرات وآليات الدولة التى تستطيع مجابهة كل هذه التحديات، فى ظل كل المخططات التى تحاك ضدنا.وأنا أطمئنك، وأنت تقصد الجانب المادى من الإمكانيات والسلاح، أن لدينا الإمكانيات التى تجعلنا نحمى حدودنا ونتصدى لأى عدوان، لكن يتبقى الخطر الحقيقى الذى قلته من قبل وهو تزييف الوعى وعدم صياغته بالشكل الأمثل ليتصدى لأى مخطط.■ ما تأثير هذه الحرب الإعلامية المعلوماتية على القوات المسلحة؟- عندما حاول البعض أن يلعب على ضرب الجيش فشلوا فى تحقيق نتائج إيجابية تصب فى مصلحتهم، وأنا أقول لك «بجد» إنهم فشلوا لأنه تم بذل جهد «جبار» لخلق حالة ممانعة فى الشخصية العسكرية، وهذه الحالة لا تتأتى إلا من خلال عدة عوامل، منها نزاهة القائد، لأن القائد النزيه والشريف تجد جميع الناس سعيدة بقيادته، ولن يخدعها أحد، ونحن ممانعتنا قوية جداً بفضل الله، والحمدلله، كمؤسسة عسكرية، نجحنا بفضل الله، خلال مدة زمنية قصيرة جداً أن نصل إلى حالة من الاقتناع التام، داخل وجدان القيادات والضباط.ودون حالة «الممانعة» التى أحدثك عنها، نصبح مثل شخص ألقيت به فى البحر، وتطلب منه السباحة وإنقاذ نفسه، هذه الممانعة خلقتها حالة تحصين الشخص وتأهيله وتدريبه بشكل فعال، وتنمية وازع عشق الوطن فى شرايينه، والثورة كانت حدثاً مفاجئاً إلى حد ما، ولم يكن أحد يجهز لها، ولا يجب أن نفصل حالة الدولة المصرية قبل الثورة عن حالتها بعد الثورة، هذا خطأ لا يجب أن نرتكبه بالعكس قبل الثورة كانت حالة البلاد ضعيفة وبعد الثورة زاد هذا الضعف، وإحنا النهارده لازم نفهم إن التحدى ليس مجرد جيش حديث ودبابة من أحدث طراز، لازم نعلم أن هناك عقائد ونظريات حرب حديثة، يتم ممارستها الآن، خاصة أن الكتلة الصلبة فى أى دولة هى الجيش، والخطط التى تم ويتم وضعها وضعت هذه (الكتلة الصلبة) فى إطار الخطط والأهداف المستهدف تدميرها، لأنه لو دمر هذه الكتلة الصعبة لنجح فى تحطيم الدولة بالكامل، لأن الجيش هو حائط الممانعة وحاجز الصد الأخير.نعود إلى سؤالك وهو: هل لدينا القدرة والممانعة على مواجهة العدوان على أراضينا؟ أقول لك بكل صدق وصراحة إن الممانعة لم تكن موجودة إلا فى الجيش تحديداً، قبل 25 يناير، ثم مع اتساع حجم التحديات والتهديدات تراجعت قدرة الدولة، لكن ظل الجيش يحافظ على قدراته، رغم أن حصيلة قدراته لن تساوى حصيلة قدرات الدولة كاملة بالطبع.■ هل تم إعداد الضباط وصف الضباط والمقاتلين لمواجهة ومجابهة تطورات الحرب الحديثة؟- الجهد الذى تم بذله خلال الفترة الماضية كان يركز على كيفية بدء خطوات جدية لإعادة صياغة شخصية فرد الجيش، ليستطيع التعامل مع مثل هذه الأمور بشكل أو بآخر، لأن ذلك أصبح واقعاً موجوداً، وعلينا شئنا أم أبينا أن نتعامل معه، وكان لابد من تكثيف الجهد للوصول إلى هذا الهدف، وإعادة تشكيل الوعى، بما يرقى إلى مستوى الثورة التى قام بها شعب مصر العظيم.وتشكيل هذا الوعى مسؤولية عدة «جبهات» لأن الإنسان هو أغلى ما لدينا، ومن هذه الجبهات الأسرة، التى يترتب عليها الجزء الأكبر من مسؤولية تشكيل هذا الوعى، ثم يأتى دور المدرسة، ولابد أن نتساءل: هل تساهم المنظومة التعليمية فى تشكيل وعى الفرد بالصورة المثلى المطلوبة، أم أن بها خللاً لابد من إصلاحه، لأن المنظومة التعليمية لابد أن تفرز منتجاً تعليمياً يرقى بشخصية وعظمة الإنسان المصرى، الذى أبهر العالم بقوته وعزيمته وكبرياءه وصموده، خاصة فى ظل التحديات الكبيرة التى تواجه البلاد، وبالمناسبة كل مجتمع لديه التحديات الخاصة به، حسب ظروف كل بلد.وبالتالى من المنطقى ألا تكون التحديات التى تواجه المواطن المصرى مثلاً تساوى التحديات التى يعيشها الفرد الأمريكى، أولاً لأن الظروف مختلفة، وثانياً لأن تعامل المنظومة الأمريكية ومعطياتها تختلف عن تلك الموجودة فى مصر.والعنصر الثالث المهم فى تشكيل الوعى هو الدين، فالدين هو حائط الصد، الذى يحمى الإنسان ويشكل وعيه وروحه إلى جانب دور الإعلام، الذى يشكل أحد الأركان الرئيسية فى إعادة تشكيل الوعى وبناء الوجدان، وهذا المنتج الذى تفرزه جميع العناصر التى ذكرتها من قبل، وهى الأسرة والتعليم والدين والإعلام، يأتى لدينا فى القوات المسلحة، بكل ما به من مزايا ومساوئ، لذا لابد من أن تكون لدينا منظومة سليمة ومتكاملة لصياغة وعى هذا المنتج، سواء كان ضابطاً أو ضابط صف أو جندياً، لأساهم من خلال صياغته، فى أن أدفع إلى المجتمع بمنتج له فكر راق ومنضبط، يعرف جميع حقوقه وكل واجباته، ليساهم فى النهاية فى تنمية المجتمع، ولا يقتصر الأمر على إعداد هذا الضابط أو الجندى، ليكون مقاتلاً، ففى النهاية نحن لا نستهدف سوى مصلحة البلاد العليا، التى تتطلب أن تكون جميع المؤسسات متكاتفة للحفاظ على هذه المصلحة.وكل هذه الأفكار موجودة، لكن كل ما أحاول حالياً أن أفعله هو تطوير هذه الأفكار، لإعداد منتج لا يستهدف سوى مصلحة مصر، ويكون مستعداً دوماً للتضحية بنفسه فى سبيل هذه المصلحة، مهما بلغت التحديات والصعوبات التى تواجهه، لأنه لابد من الدفع إلى المجتمع بعناصر جديدة تساهم فى بنائه.وأنا أحاول جاهداً الوصول إلى هذا الهدف لأننا جميعاً لا نعتبر المؤسسة العسكرية غريبة عن الوطن، هى جزء منه، جزء رئيسى ومهم، وهى تحاول من خلال ما لديها أن تساهم فى سبيل تحقيق هذا الهدف، فلو كانت القوات المسلحة مثلاً، دفعت إلى المجتمع بـ2 مليون شخص يتم تأهيلهم كما ينبغى لمواجهة التحديات، والمساهمة فى بناء المجتمع، خلال السنوات العشر الماضية، فإن هذا إنجاز، لأن هذا المنتج الذى تم تأهيله وتدريبه، سيصب فى النهاية فى صالح مصر، لأن هذا العدد تمت إعادة صياغته وتأهيله بما يليق به كفرد مصرى.وهذا لا يعنى أننى أعارض الصياغة الموجودة لتشكيل وبناء وعى وشخصية المصريين، لكن لدينا آلياتنا وبرامجنا التى يجب ألا نتنازل عنها، والتى تشكل الوعى وتصقل الشخصية بالعزيمة والعلم وحب الوطن، حتى أننى أسمع بعض الناس يسألوننى: «هوه إنتم فى الجيش بتعملوا إيه فى المجندين.. إحنا بنشوفهم بيدخلوا الجيش بشخصية، ويخرجوا منه بشخصية مختلفة لها عزيمة وصلابة وقوة وإيمان.. هذا ما نريده، خاصة فى ظل التحديات الصعبة التى تعيشها البلاد على كل المستويات، خاصة على المستوى الاقتصادى وحالة العوز التى يمر بها كثيرون، وضع تحت كلمة «حالة العوز» خطوطاً عريضة.وأسألك: إزاى فى ظل هذا الوضع هايعيش ابنك وابنى وابن «الراجل الغلبان» وابن الغنى فى مجتمع واحد، رغم تفاوت جميع مستوياتهم، المالية والاجتماعية والثقافية والتعليمية؟ للأسف هذا ما حدث خلال السنوات الماضية، وجميع المدارس على مختلف مستوياتها الحكومية والخاصة أفرزت حالة من عدم التناغم والتناسق، وهذا الوضع جعلنا نتكلم لغات مختلفة عن بعض، رغم أننا جمعياً مصريين، وعايشين فى بلد واحد، كل ذلك يحدث لأن الصياغة التى تتم فى التعليم تشكل جزءاً كبيراً من الوعى والشخصية، وهذه المستويات متباينة، كل حسب نظام المدرسة ومستواها ومناهجها وكفاءة القائمين عليها ومدرسيها.وأنا فى الجيش أتسلم هذا الشاب الذى تخرج فى المدارس الحكومية والجامعات الحكومية، مع زميله الذى تخرج فى أفضل المدارس وأرقى الجامعات الخاصة، وأعيد صياغتهم، حتى يخرج الجميع لديهم قاسم مشترك، ودرجة ما من التناغم والكفاءة والانضباط والثقة والعزة والوطنية، وهذا الهدف الذى لا نتنازل عنه أدى فى النهاية إلى تشكيل وعى الجميع.■ المعونة العسكرية تستخدم كأداة أمريكية للضغط على مصر.. هل نستطيع الاستغناء عن المعونة؟ هل تحسبنا لاحتمالات قطعها؟- العلاقات الاستراتيجية المصرية - الأمريكية تقوم على المصالح المتبادلة، فالولايات المتحدة القطب الرئيسى فى النظام العالمى، ومصر دولة قوة رئيسية فى محيطها الإقليمى، وتقوم أيضاً على الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشأن الداخلى، فالحديث عن أدوات ضغط أمر لا نقبل به فعلاً أو تلويحاً.والمعونة العسكرية تم النص عليها وتحديدها ارتباطاً بمعاهدة السلام التى تستند فى أركانها على توازن القوى بين الأطراف، وبالتأكيد لها عائد إيجابى على تحقيق المصالح والأهداف المصرية والأمريكية أيضاً.وبهذه المناسبة لابد من شكر الأصدقاء بالولايات المتحدة الذين ساهموا فى الإفراج عن قيمة المساعدات العسكرية الباقية لهذا العام وقيمتها 548 مليون دولار رغم الأزمة التى نشهدها جميعاً ودفعت بالإدارة الأمريكية لتعليق جزئى لأنشطة الحكومة الفيدرالية.
اقرأ أيضًا




  • 1050 تفويضا لـ«السيسي» في الفيوم.. وناشط بالإسماعيلية: لبِّ نداء الملايين



  • «السيسي» يلتقي «لجنة الاتحاد الأفريقي» لمناقشة التحول الديمقراطي في مصر
وبالتأكيد فإننا فى القوات المسلحة كنا نأمل فى الحفاظ على العلاقات والارتباطات الاستراتيجية مع الأصدقاء ليس بالولايات المتحدة فقط وإنما فى العالم، فإننا دائماً ما نتحسب لجميع الاحتمالات، حفاظاً على متطلبات الأمن القومى المصرى الذى لا يقبل السماح بالتأثير السلبى عليه.وحتى نتحدث بمنتهى الإنصاف، فإنه لابد أن نقول إن كل ما نحن فيه كقوات مسلحة هو جهد سنوات طويلة سابقة، والقوات المسلحة خرجت من حرب 1973 بحجم أسلحة ونوع يكاد يكون معظمه لا يذكر، لكن خلال السنوات الماضية كان هناك شكل من أشكال التنوع لكن لايزال جزء كبير من أسلحتنا مرتبطاً بروسيا الاتحادية والاتحاد السوفيتى القديم والكتلة الشرقية فى بعض الأفرع، مثل الدفاع الجوى، وبشكل أو بآخر هناك جزء كبير فى القوات البرية وآخر فى القوات البحرية قائم على الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، وما أريد أن أقوله خلال الفترة من 1973 حتى الآن شهدت القوات المسلحة تطويراً ضخماً جداً فى الأسلحة والمعدات وحتى التدريب والتخطيط وعناصر الكفاءة فى المعدات.وأنت لا تتصور أن فرق المشاة فى حرب 1973، كيف أصبح شكلها حالياً، قدرات نيرانية لا يمكن تصورها، وهناك تطور كبير جداً جداً أكبر مما يتصور الكثير من الناس حتى العسكريون الذين كانوا فى الجيش، ولكى نكون منصفين يجب أن نقول إن كثيراً من جيوش العالم تطورت إلى حد كبير جداً بعد حرب 1973 وليس الجيش المصرى فقط، لكن هذا الجيش تم تطويره بشكل قوى جداً جداً، وبه شكل من أشكال التنوع وتطور السلاح.ولابد حتى نكون منصفين أن نقول إن الولايات المتحدة الأمريكية كان لها نصيب كبير فى هذا التحديث.■ ماذا عن تجميد جزء من هذه المساعدات هذا العام؟- الإشكالية الموجودة فى هذا الأمر والتى تجابه الإدارة الأمريكية هى إشكالية قانونية، وهى توصيفهم فى القانون الأمريكى لما حدث فى مصر من ثورة، وأصبحت لديهم إشكالية حول استمرارية هذه المساعدات لكن نحن نريد أن نكون واضحين ونقول إنهم حريصون على استمرار هذه المساعدات وألا تنقطع، وهم يحاولون اتخاذ إجراءات تتسق مع روح القانون والتعامل مع أن ما حدث فى مصر تم من خلال إرادة شعبية فليس لديهم توصيف يقول تغيير الحكم بإرادة شعبية أو بانقلاب، هم لديهم تغيير الحكم بالنظم القانونية المتبعة، وهذه هى الإشكالية الحقيقية التى تواجه صانع القرار فى التعامل معنا فى شأن موضوع المساعدات.لكن من الواضح أنه كلما تقدم الوقت، يجدون أن ما حدث فى مصر كان إرادة شعبية، وأن المؤسسة العسكرية لم تقفز على السلطة وتستولى عليها، بدليل أن هناك مؤسسة رئاسة كاملة ومجلس وزراء كاملاً، والمؤسسة العسكرية عبارة عن عضو فى الحكومة بصلاحيات عضو لا تزيد على ذلك.■ فى يوم 5 أغسطس عام 2012.. وقعت مذبحة رفح الأولى.. هل توصلت التحقيقات إلى نتائج محددة فى كشف المتورطين فى هذه المذبحة البشعة ؟ وهل صحيح أن مرسى عرقل التحقيقات وطلب من القوات المسلحة عدم الاستمرار فى العملية سيناء؟- أقدر فى البداية الاهتمام الوطنى لدى الناس، بالتعرف والإلمام بحقائق هذه المذبحة البشعة التى استهدفت أبناءنا، وهم يتأهبون للإفطار فى شهر الصيام، وسبق أن أكدت أن دم الشهداء لن يذهب أدراج الرياح، وتعهدت بالقصاص، والعملية سيناء الجارى تنفيذها على أراضى سيناء اليوم خير شاهد على العهد، إلا أننى أيضا أطلب الانتظار لحين انتهاء التحقيقات الكاملة بشأن الحادث، التى ستكشف لشعبنا عن معلومات وحقائق ذات أبعاد كثيرة وآثار متعددة تتطلب التأنى والتحسب والتدقيق.وأريد أن أقول إننا لسنا بحاجة فى الفترة الحالية لأن نقول كلاما يجعلنا نرى الأمر بنظرة قاصرة، حتى إن بعض المتدينين متألمون لما حدث، لأن الأمر يتعلق بضباط وجنود مصريين من نسيج المجتمع المصرى، وليسوا تابعين لجيش دولة أخرى، وأنا قلت وحذرت من أن هناك إشكالية كبيرة جدا، هى أننا لابد ألا نحول الخلاف السياسى إلى صراع دينى، وكثيرا ما حذرت من ذلك لأن هناك بعض الناس تتصور أن الأمر صراع ضد الإسلام، وهذا ليس حقيقيا بالطبع ولا يمكن أن يفكر مصرى وطنى بهذا الشكل.وكثير من الناس لم يكونوا يدركون حجم المخاطر المترتبة على غياب المؤسسة الأمنية، فى التعامل مع فكرة التطرف، لأنه يجب أن نكون على علم بأن هناك تديناً عاقلاً وسطياً وأن هناك تطرفاً، ونحن نريد الممارسة الدينية الرشيدة، ولابد أن تكون الدولة لديها جميع المؤسسات القادرة على رصد ومتابعة تطورات المجتمع، لأننى لا أستطيع أن أقول إن الـ90 مليوناً الموجودين فى مصر على قلب رجل واحد، ولن يكون ذلك، فكيف تكون هناك دولة قوامها كل هذا العدد ولا توجد بها الأجهزة القادرة على رصد النشاط غير الآمن على المصريين وعلى الدولة المصرية ومتابعته، وكل الإشكاليات التى نواجهها الآن من أسبابها أن هذه الأجهزة غابت نحو 3 سنوات.■ هل توصلت نتائج التحقيقات فى مذبحة رفح الأولى إلى مؤشرات حول المتورطين ومدى صلة جماعة الإخوان أو حركة حماس بالمذبحة.. ومتى ستعلن نتائج التحقيقات؟- أستطيع أن أقول إن نسبة من المتورطين فى المذبحة تم القبض عليهم ويتم التحقيق معهم، وأرجو ألا نقفز على نتائج التحقيقات، نحن لا نسىء إلى أحد ولا نبرئ أحداً فى المرحلة الحالية.■ كم عدد المتورطين فى المذبحة؟- عددهم ما بين 25 و30 شخصاً، بعضهم دخل إسرائيل فى مركبة «فهد» استولوا عليها وماتوا بعد أن تم تدمير المركبة داخل الحدود الإسرائيلية، وهذا عمل طبيعى بالمناسبة، لكن العدد الأكبر كان قد هرب وتم القبض على بعضهم، وأنا لا أريد أن أختزل الأمر فى مسألة القبض عليهم وهل هم مرتبطون بجهة ما أم لا، فلابد أن يكون لدينا تصور للبناء الفكرى للتيارات المتطرفة، حتى نستطيع التعامل معها، لأن هذه القضية تحتاج منا كمجتمع وقفة، ولا تمر هكذا، فنحن لدينا إشكالية يجب أن نتصدى لها بالعقل والعلم والإرادة، لأننا فى النهاية نتعامل مع جزء من جسدنا ولو نجحنا فى أن نداويه أفضل من أن نقوم ببتره.■ هل لنا أن نتوقع نتائج حاسمة للعملية سيناء فى القريب؟- بالتأكيد، فقد شهدت الفترة الأخيرة تقدما كبيرا فى العملية «سيناء» بفضل شجاعة وإقدام وتضحية أبنائنا من القوات المسلحة وأشقائهم فى الشرطة، وتعاونهم مع سكان سيناء الذين يثبتون كل يوم مدى وطنيتهم وتضحياتهم من أجل هذا الوطن.إلا أننى أتوقع استمرار العمليات لفترة قادمة، ارتباطا بتعقيدات العملية، نتيجة تعدد أبعادها بحكم الطبيعة الجغرافية والتركيبة السكانية ودائرة الجريمة التى تتشابك فيها أصابع الإرهاب مع عمليات التهريب والجريمة المنظمة بأنواعها، وكذلك احتياجات التنمية والتوعية الدينية.نحن حققنا نتائج مرضية فى الفترة الماضية، والقوات موجودة فى كل مكان بسيناء.■ هل نستطيع أن نقول إن هناك قدرا من السيطرة على سيناء؟- لأ مش قدر.. هناك سيطرة.. لكن لا نستطيع أن نقول إنها كاملة، لأن هناك عناصر فى منطقة العريش بالذات تعيش فى وسط الناس، ونحن نتحسب فى التعامل معها حتى لا نؤذى أحداً من الأبرياء.■ ننتقل إلى خارطة المستقبل.. هل ترى سيادتك أن مدة الشهور التسعة المحددة للمرحلة الانتقالية الثانية كافية لإنجاز الدستور وإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية خاصة فى ظل الأوضاع الأمنية غير المستقرة؟- إنجاز استحقاقات خارطة المستقبل دون تقييد وفى التوقيت المحدد أعتبره التحدى الرئيسى الذى يجب أن يعمل الشعب المصرى على تحقيقه من أجل تنفيذ أهداف ثورته، وإثبات أن الإرادة الشعبية تعلو جميع الرغبات والإرادات وهى دعوة لاحترام العالم لهذه الإرادة، وتحقيق ذلك خلال مدة 9 شهور أمر ممكن إذا توفرت الإرادة الوطنية، وتعاونت وتكاتفت القوى والأحزاب السياسية فى العمل، وإجهاض جميع محاولات عرقلة وإجهاض خارطة المستقبل.■ بالقطع.. تتابع مناقشات لجنة الخمسين، هناك من يطالب بتعديلات دستورية فقط، وهناك من يتحدث عن وضع دستور جديد.. هل ترى أنه بالإمكان الوصول إلى دستور عصرى حديث يليق بمصر؟- لابد من تكاتف كل الجهود، الإعلام والمجتمع المدنى والنخبة من أجل الوصول إلى المصلحة العليا للبلاد عن طريق الحوار والتوافق، لأنه فى النهاية لن يعلو صوت على صوت الحق، حتى لو كان التوافق على الدستور أو أى قضية مصيرية أخرى فى حدود نسبة 70٪، المهم الحفاظ على تماسك البلاد، وأن نتجاوز المرحلة الخطيرة التى نمر بها حالياً.أما عن مسألة إجراء تعديلات أو وضع دستور جديد فعبقرية القرار تأتى من القراءة الصحيحة المتأنية والعاقلة للمشهد، لقد اتفقنا على مطالب معينة ويجب أن نحترمها ولا نتجاوزها.إننى أدرك أن من حق الجميع أن ينشد المثالية فى كل الأمور، ومن بينها كتابة دستور مصر العظيم الذى يأتى بعد ثورة أبهرت العالم، لكن لابد أن ننتبه إلى شىء أهم هو أن الوطنية «مش مجرد كلام»، الوطنية عبارة عن ممارسة وسلوك وترجمة على أرض الواقع، وتغليب المصلحة العامة، على ما دونها، مهما كانت التضحيات، ومهما بلغت الخسائر الشخصية، ولابد لكل حزب أن يعى أن المهم فى النهاية ليس مجرد حصة فى البرلمان، أو مكاسب سياسية يمكن أن يحققها، لكن المهم هو المصلحة الوطنية العليا، فهى الهدف الأسمى الذى ينشده جميع الشرفاء، وهذا الهدف هو أغلى ما نرجوه، وأنا أرى أنه لو لم يدخل شخص أو حزب ما داخل منظومة الدولة فإنه من الأفضل فى هذه الحالة أن يتكاتف مع الجمع الموجود داخل هذه المنظومة، من أجل تحقيق الحلم المتمثل فى دولة ذات كرامة ومواطنين أحرار، هذا أفضل بكثير من أن أكون داخل هذه المنظومة دون أن أتمكن من خدمة البلاد، ولابد على كل من يشغل منصباً سياسياً أو حزبياً، أن يغلب المصلحة العليا للبلاد، لأن هذه المصلحة هى التى ستجعل «الكرامة» تسرى فى جميع العروق، بعد سنوات ذاق خلالها الشعب «مر الهوان» وقهر الظلم.والأهم أن البناء والتنمية والتقدم لن تتحقق فقط بدستور جديد وبرلمان ومؤسسات مجردة، لكن لابد أيضاً من أجل الوصول إلى الدولة العصرية الحديثة المتقدمة التى ننشدها وأن نكون صادقين مع أنفسنا، مؤمنين بأهمية التوافق والوحدة والتماسك مدركين خطورة العقبات التى تواجهنا، والتحديات التى تنتظرنا ونعمل جاهدين على الوصول لهدف واحد، هو كرامة ونهضة وريادة مصر والحفاظ عليها، وسط كم التحديات والمخاطر التى تواجهها، ولابد أن نتجاوز المرحلة الحالية بأقل جهد ممكن ليس بسبب أننا بذلنا جهداً كبيراً خلال المرحلة الماضية، لكن أيضاً لأننا نريد أن يكون هذا الجهد أقل دائماً، لنركز فى جوانب أخرى، ومنها التنمية والإنتاج.■ هناك من يطالب بانتخابات رئاسية قبل البرلمانية، هل تتفق مع هذه المطالبة؟ أم تفضل الإبقاء على مراحل خارطة المستقبل دون تغيير؟- بالتأكيد إن من يطالب بهذا له أسبابه ومبرراته وشواغله التى علينا أن نحترمها فى إطار حرية الرأى والتعبير.إلا أننا نقف فى مرحلة شديدة الحساسية والخطورة تستدعى منا السرعة فى التحرك للأمام لبناء مؤسسات الدولة وتوفير الظروف المناسبة لاستعادة الأمن والاستقرار وتحقيق طموحات شعبنا وأهداف ثورته فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.وتحقيق ذلك يتطلب منا الإسراع بتنفيذ خارطة المستقبل، التى جرى التوافق الوطنى حولها، وتجنب أى إجراءات تعرقل تنفيذها.فأى تغيير أو عرقلة لتنفيذ خارطة المستقبل لا يخدم الأهداف القومية وإنما يضر بالمصالح وأهداف الثورة.وأنا أفضل أن نقبل بتعديل الدستور فى أسرع وقت للانتقال إلى المرحلة التالية فى خارطة المستقبل، فالتحديات التى تواجه مصر جسيمة ونحن لا نملك ترف تضييع الوقت.■ هل كنت مستعداً لدفع الثمن، وأنت تنتصر لشرعية الشعب الذى قام بالثورة؟- أولاً أنا مش هاعمل أكتر من اللى أنا عملته فى التحديات اللى واجهتها بسبب موقفنا من الشعب وثورته، ولا أعتقد أن هناك ثمناً أكبر مما يحدث الآن، لكى تكون الأمور واضحة، أنا جئت موقعى ووجدت تياراً يحكم البلد، كنا نعامله بمنتهى الأمانة والإخلاص، وذمة وشرف، وحاولنا أن ينجح ليس حباً فيه ولا انحيازاً له، لكن كنا نتعامل بمنطق الوطنية الذى يتطلب التضحية بالنفس وبأى منصب، من أجل البلد.وكنت أنا أقول إن محصلة سقوط هذا التيار ستمس مصر، ونحن لم نكن نستهدف سوى مصلحة البلد، نريد للناس أن تتعلم تعليماً لائقاً، وتشعر بالأمان، وتعيش بكرامة وتكبر على عشق تراب الوطن، هذا ما كنت أتمناه.وأقسم بالله العظيم، أننى لم أفعل شيئاً ضد هذا البلد أو أعبث به لأننى أعلم جيداً أنا عملت إيه زى ما أنا شايفك أمامى الآن.وهذا ما يجعلنى واثقاً جداً من نفسى، مش بس عشان المصريين، لكن عشان ربنا اللى أنا رايح له، لأننى مهما فعلت ومهما وصلت إلى أى منصب وكان ربنا مش راضى عنى مش هاكون كسبان أى شىء، لأن هذا الموضوع يقلقنى جداً، لأننى يوماً ما سأقف أمام يدى الله، وسوف أسأل عن كل ما فعلت، فلا يمكن أن أكون قمت بأى عمل لا أدرك تماماً من واقع اجتهادى أنه الحق والصواب، على مدار عمرى منذ تشكل وعيى، وأنا فى هذا الإطار، كنت متيقناً تماماً، من خلال اجتهادى المتواضع، أنه الحق والصواب.وأقول لك إن كثيراً من النخب والسياسيين نسوا شكل الدولة المصرية، وما كانت ستصل إليه الأمور، لو الأوضاع استمرت على ما كانت عليه، قبل 30 يونيو، لمدة شهرين أو ثلاثة لأن الحرب الأهلية كانت ستقع خلال هذه الشهور القليلة لو استمرت الأوضاع على حالها.وهذا يقودنا إلى الحرب المعلوماتية التى تحدثت عنها، وهى أن تكون هناك «منصة» تقوم بهذا الدور، وهذه المنصة قد تكون مجرد «دويلة» يتم ترشيحها واختيارها فى ضوء مقومات تمتلكها وتمكنها من النجاح فى القيام بالدور المرسوم لها جيداً، وأنا أسأل سؤالاً مهماً جداً هو: «حد ييجى جنب المارد اللى اسمه مصر وينهش فى لحمه».المهم أريد أن أقول لك إنه لم يكن هناك ثمن أكبر من الذى كان يمكن دفعه يوم 3 يوليو.■ هل كانت أمنيتك منذ الصغر أن تكون ضابط جيش؟- لأ.. طيار حربى.■ أعرف أنك التحقت بالثانوية الجوية وتخرجت فيها، لكن الاختبارات الطبية حوّلت مسارك من الكلية الجوية إلى الكلية الحربية.. هل شعرت وقتها بالإحباط؟- لأ.. بالألم ولسنوات طويلة.■ تصاريف القدر إذن هى التى حولت مسارك، لعله لحسن حظك وحظنا، فلو تخرجت طيارا لكان أقصى منصب تصل إليه هو قائد القوات الجوية، لكنك أصبحت القائد العام للقوات المسلحة، وقُدت تدخل الجيش استجابة لثورة 30 يونيو.. ما الذى تقوله لأى شاب شعر بالألم مثلك فى بداية حياته؟- أقول له أن يسعى ويرضى، فلا يكتفى بالسعى دون الرضا، ولا بالرضا وعدم السعى، أقول له عليك بالسعى والقدر آت.■ من الشخصية التى تأثرت بها وتعتبرها قدوة أو مثلاً أعلى؟- سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، وصحابته الذين أقتدى بهم فى رشدهم فى فهم صحيح الدين.■ نشأت فى منطقة الأزهر والحسين، كيف تأثرت بأجواء تلك المنطقة التى تعتبر قلب مصر؟- فعلا هذه المنطقة المفعمة بالحياة هى قلب مصر، وهى التى شكلت الشخصية المتوازنة الوسطية التى نتعامل بها مع كل الناس.. المسلم والمسيحى، المصرى والأجنبى، وتأثرت كثيرا بفضيلة الإمام متولى الشعراوى، وعلم الشيخ صادق العدوى، وغيرهما.. ووجدانى، كمصرى متدين وسطى يعشق وطنه، تشكل فى ربوع الأزهر والحسين.■ أعرف أنك تحمل تقديرا كبيرا للزعيم الراحل جمال عبدالناصر والرئيس الراحل أنور السادات، كيف ترى كلاً منهما فى جملة؟- جمال عبدالناصر الزعيم الذى حمل هموم الشعب بإخلاص فلم ينسه الشعب، وأنور السادات.. اختيار القدر لاستكمال مسيرة الحرب والسلام.■ بماذا تشعر عندما ترى صورك مرفوعة بجانب صور عبدالناصر، وكيف أحسست عندما قال لك نجله عبدالحكيم إنك امتداد للزعيم والأقدر على قيادة الأمة؟- عندما يذكر أحد اسمى بجانب اسم الزعيم عبدالناصر.. أقول دائما يارب أكون على قدر هذه الثقة.■ أعرف أنك قارئ جيد، هل مازلت نهماً للقراءة رغم مشاغلك؟- أنا أعشق القراءة، وظللت قارئا نهما، أقرأ فى كل الأوقات والأماكن.. حتى عندما كنت قائدا للمنطقة الشمالية العسكرية.. ولكن مشاغل العمل بعدها كمدير للمخابرات الحربية ثم قائد عام للقوات المسلحة قلصت الوقت المتاح للقراءة.■ من كاتبك المفضل؟- الأستاذ محمد حسنين هيكل.■ هل تجد وقتا بين مشاغلك لممارسة هواياتك القديمة؟- أهوى الرياضة والتأمل، ومازلت أمارس رياضة المشى.■ لك عبارة مفضلة، وهى أن مصر أم الدنيا وهتبقى قد الدنيا، كيف تصبح مصر قد الدنيا وتشهد نقلة كبرى فى التنمية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية..؟ متى نرى بلدنا كما نتمناه؟- مصر تمتلك مقدرات القوة الشاملة، من كتلة حيوية كالأرض والسكان والموقع الجيوبولتيكى/الجيواستراتيجى والمناخ، ومن موارد اقتصادية وسياسية، وعناصر القوى الناعمة، كالحضارة والثقافة والعقيدة، ما يسمح أن تكون قوة إقليمية فاعلة بمحيطها الإقليمى الذى هو صمام الأمن والسلام للنظام العالمى، وتحويل هذه المقدرات لقوة فاعلة مؤثرة، يتطلب توافقا وطنيا وإرادة قوية من الجميع للتعاون والعمل الحقيقى، ثم تخطيطاً واستراتيجية عملية تضع فى اعتبارها طموحات وآمال الشعب فى استعادة مشروعه الوطنى والقومى بالمنطقة.. ولا يتحقق هذا الإنجاز إلا بالإدراك الحقيقى للخطر والاحتياجات والإمكانيات والتكافل الاجتماعى حتى النهوض، وأمامنا نموذج الهند التى اقتربت عام 1991 من إعلان الإفلاس، ولم تملك فى حينه سوى ما يقرب من احتياطى نقدى يكفى أسبوعين، إلا أنها قررت العمل ووضعت هدفا ثابتا لتقدمها ونموها، حتى صارت اليوم ثالث أقوى اقتصاد فى العالم بعد الولايات المتحدة والصين.. ومازالت تعمل لتحتل المركز الأول.■ ما الرسالة التى تود أن توجهها للمصريين الآن؟- أقول: مصر منتظرة منكم الكثير، «مصر منتظراكم ارفعوا من شأنها»، فهى تستحق منكم أن تعانوا من أجلها.. مصر صبرت علينا كثيرا ولا يجب أن «نكسر بخاطرها أكتر من كده».■ متى يعود الترابط واللُحمة بين كل أبناء الشعب؟- اللُحمة والترابط والتكاتف تعود بأفكار مبدعة وإدارة رشيدة.■ نأتى للسؤال الذى ليس منه بُد.. دائما تردد أنك تحت أمر الشعب وإرادته.. ماذا لو طلبت منك جماهير الشعب أن ترشح نفسك وتخوض انتخابات الرئاسة.. كيف سيكون موقفك؟- الأمر الذى تتحدث فيه أمر عظيم وجلل، لكنى أعتقد أن الوقت غير مناسب الآن لطرح هذا السؤال، فى ظل ما تمر به البلاد من تحديات ومخاطر تتطلب منا جميعا عدم تشتيت الانتباه والجهود بعيدا عن إنجاز خطوات خارطة المستقبل التى سيترتب عليها واقع جديد يصعب تقديره الآن.ثم صمت السيسى لحظات.. وقال: الله غالب على أمره.■ متفائل بالمستقبل؟- متفائل.. علشان ربنا موجود.




[i]اللهم اني وكلتك امرى فكن لي خير وكيل ودبر لي امرى فأني لا احسن التدبير
[/i]


السيسي» لـ«المصري اليوم»:  1237589_581094205282289_133694961_n

السيسي» لـ«المصري اليوم»:  13457616124


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://mamlaktelchocolate.mam9.com/t41-topic
 
السيسي» لـ«المصري اليوم»:
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خفايا عزل مرسي ومحاولة إقالة السيسي
» وول ستريت جورنال: ذكاء "السيسي" يذل "أوباما"
» السيسي: الملك عبدالله قام بأقوى تحرك منذ عام 1973
»  السيسي : القوات المسلحة كانت اول من يعلم وستظل بعيدا عن العمل السياسي
» أعلن رئيس الوزراء المصري عصام شرف

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مملكة الشيكولاتة ::  ساحة التنوع الملكي :: ساحة اخبار المملكة-
انتقل الى: