بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باب التوبة مفتوح
أخي الشاب:
اعلم أن بابَ التوبةِ مفتوح..نعم بابُ التوبةِ مفتوحٌ..فمن رحمةِ الله تعالى بعباده أنهم إذا أذنبوا وارتكبوا معصيةً مهما كانت تلك المعصيةُ في العظمِ والجرمِ فإنه يقبل توبتَهم، ويصفح عن زلتِهم، حتى ولو كانت تلك المعصيةُ أعظمَ الذنوب وهي الشركُ به سبحانه، فكيف بالزنى ونحوه.. يقول الله تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر: 53].
بل إن اللهَ تعالى حث على توبتِك ورجوعِك إليه فقال -جل في علاه-: (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا) [التحريم: 8].
وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن الربَ -تبارك وتعالى- يفرح بتوبة عبده، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلتهِ بأرضٍ فلاةٍ، فانفلتتْ منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرةً فاضطجع في ظلها، وقد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح) رواه مسلم. [1]
ويقول -صلى الله عليه وسلم-: ((إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها)) رواه مسلم [2].
فتذكر أخي الحبيب.
وأنت جالس مع نفسك أو زملائك نداءَ الرحمنِ لك وأنه سبحانه يبسط يدَه بالليل لتتوب إليه، فهل تستجيب لربك؟ وهل تلبي نداءه لك؟
تذكر أخي الحبيب.
توبةَ المرأةِ الغامديةِ وما قال فيها النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((لقد تابت توبةً لو قسمت على سبعين من أهل المدينة لوسعتهم، وهل وجدت أفضل من أن جادت بنفسها لله - عز وجل -؟)) رواه مسلم [3].
فهل تكون مثلها؟
فبادر بالتوبة أيها الشابُ لاغتنام العمل، ودع التسويفَ قبل خيبةِ الأملِ، وعجل بفعل الطاعات قبل أن يقال قد رحل، وقل:
ويحَ نفسي ألم تُفقْ من هواها*** أَوَ مَا هزَّ خافقيها الوعيدُ
يصبح العبدُ في بنيه ويمسي*** وهو تحت الترابِ فردٌ وحيدُ
آه من سكرتي ومماتي*** حينما أنثني وروحي تجود
آه من عمرٍ استقلَّ بذنبي*** رَكْبُهُ ليتَه إليّ يعود
كيف يحلو بلذة الذنبِ كأسٌ*** وبقعر الجحيم ماءٌ صديد؟
كيف أجرو على المعاصي وفي**** النار حميمٌ تذوب منه الجلود؟
تلك ذكرى لمن له اليومَ قلبٌ ***ولمن ألقى السمع وهو شهيد
إنما زخرفُ الحياةِ سرابٌ*** والتقى واحة وظلٌ مديد [4]
أخي الشاب:
أقبل على الله تعالى وقف ببابه، وأسبل الدمعَ مدرارا، وقل:
إلهي أتيتُ بصدق الحنين*** يناجيك بالتوْب قلبٌ حزين
ندمتُ فجئتُ لكم تائباً ***تسابقني بالأسى حسرتي
أتيت ومالي سوى بابِكم*** فإن تطردنّي فواضيعتي
وعليك أخي الشاب:
أن تتستر بستر الله تعالى عليك يقول -صلى الله عليه وسلم-: ((اجتنبوا هذه القاذورات التي نهى الله - عز وجل - عنها، فمن ألم فليستتر بستر الله -عز وجل- فإنه من يبد لنا صفحته نقم عليه كتابَ الله)) [5]
اللهم أقبل توبةَ التائبين.. واغفر ذنوب المستغفرين.. اللهم أجبر كسرَهم، اللهم أعنهم على أنفسهم.
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
----------------------
[1] رواه مسلم (2747).
[2] رواه مسلم (2703) من حديث أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه -.
[3] رواه مسلم (1696).
[4] مليكة الطهر ص 175.
[5] رواه الحاكم (4/383) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (663).
islaamlight.com
احصل على اعتمدات لمنتداك مقابل مواضع وردود واعضاء
http://www.ahladalil.net/t32650-topic