بر الوالدين
بر الوالدين هو طاعتهما ومصاحبتهما والإحسان إليهما ، وقد قرن الله عز وجل بر الوالدين بعبادته وعدم الإشراك به ، وقد قرن شكرهما بشكره . فكلمة بر الوالدين هي كلمة صغيرة ، ولكنها تحمل معنى كبير ،أكبر من أن يتخيله أي إنسان ، فبر الوالدين هو أمر مفروض على كل مسلم ، فرضه الله عز وجل ، لأن بر الوالدين يعتبر سبباً لدخول الجنة ، وعقوقهما سبباً لدخول النار . بر الوالدين : هو القيام يأعلى درجات الإحترام والإحسان والحب والمساعدة للوالدين ، فمن بر والديه فاز بالثواب في الدنيا والأخرة ، في الدنيا يكون بر الوالدين مفتاحاً لسعادة الفرد ونجاحه ، وفي الأخرة تكون له الجنة والثواب العظيم من الله . قال تعالى : " وقضى ربك ألا تعبدو إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أخدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما " . فنري في هذه الأية الكريمة مدى أهمية ووجوب بر الوالدين ، وما أمر به الله تعالى بعد عبادته ، بل قارن الله تعالى بر الوالدين بعبادته . لذلك يجب معاملتهما بلطف وإحسان وحب تقديرً وإجلالاً لما فعلوه لك منذ ولادتك حتى كبرت وأصبحت شاباً يافعا ، بل قبل ولادتك ، عندما حملتك أمك في بطنها تسعة أشهر ، وأرضعتك عامين ، تسهر لك إن تعبت ، تبكي إن أصابك مكروه ، فهما سبب وجودك في هذه الحياة ، أليس كل هذا كافي لمعاملتها بالإحسان . أيضاً كما ورد في الأية السابقة من سورة الإسراء نهانا الله تعالي أن ننهرهما بل كلمة أفٍ نهانا أن نقولها لهم ، وأيضا عند محادثتهما يجب خفض الصوت فكل هذا من بر الوالدين . أيضا هناك الكثير الكثير من القصص التي ذكرت في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم عندما جاء إليه الكثير يطلبون الجهاد فأمرهم - صلى الله عليه وسلم - أن يجاهدا في والديهما . إن من الطبيعي أن يشكر الإنسان شخص ساعده أو قدم له أي معروف ، فكيف بوالديك تفعل إن كانوا هم أساس وجودك فلذلك هم أحق الناس بالشكر والتقدير لما قدموه من أجلك ، وأفنوا عمرهما من أجل رحاتك ، فكان كل سعادتهما تكمن في أن تكون أنت سعيد . أيضا بر الوالدين لا يكون فقط وعم أحياء ، إنما بعد موتهم فبرهما بعد بعد موتهم هو الإكثار لهما بالدعاء والمغفرة ، وإتباع نصائحهم ، وتنفيذ عهدهم كل هذا يقع تحت كلمة بر الوالدين . ولا ننسى أن الجنة تحت أقدام الأمهات ، فضمان الجنة هو بر الوالدين ، ورضا الله عز وجل هو من رضا الوالدين ، كذلك سخط الله من سهط الوالدين . لذلك احذر كل الحذر سخط الله تعالى واضمن رضاه في الدنيا والأخرة.