دقات قلبي؟ نبضات العشاق متناغمة
"سامع دقات قلبي؟" حقائق علمية حول قلوب العاشقين
عندما يقع شخصان في الغرام، فإن دقات قلبيهما وأنفاسهما تصبح على نفس الإيقاع. إنه ليس موضوع شعر وموسيقى وأفلام فقط، وإنما تم إثباته أيضاً في دراسات علمية حديثة.
لما بتحب، بيخطر حبيبك على بالك وانت على باله وأحياناً في نفس اللحظة. ربما تفكر بشيء هو كمان يفكر فيه في نفس الوقت. هذا التواصل الروحي ينعكس أيضاً على الجسد كما يتبين في بحوث علمية حديثة. يكفي أن تنظرا إلى عينيّ بعض كي يدق قلبيكما على نفس الوتيرة. ولكن قلب من هو الذي يقود هذه العملية: هو أم هي؟ هذا بعض ما تجيب عليه دراسة علمية حديثة.
في حالة الغرام، يشعر كل من الطرفين بتوق شديد للنظر إلى عيون الطرف الآخر. ربما يضحكان في نفس الوقت ويقلدان حركات بعض ويشتركان في توارد الأفكار. يقلقان على بعض ويشعران بروح الطرف الآخر.
أثبت العلم أن هذا التواصل الروحي هو قوي لدرجة أنه يمكن لكل من المحبين الإحساس بالمشاعر الموجودة في جسد الطرف الآخر، وشعور ما يؤرق الطرف الآخر مثل الحزن والسعادة والقلق والخوف وربما الألم. تشعر هي ويشعر هو بمشاعر الطرف الآخر وكأنه جسدها أو جسده. ولكن حتى اليوم لا توجد إثباتات كافية لتصديق كيفية حدوث ذلك، وتبقى العوامل الباطنية لغزاً يحيّر العلماء.
قلوب الأحباب تدق على نقس الوتيرة
تناغم جسدي
لاختبار التناغم الجسدي، قام باحثون من الولايات المتحدة بقياس دقات قلب وتنفس 32 فرداً من العشاق (أي 64 شخصاً). طلب الباحثون من كل من المغرمين الجلوس لوحدهم وفي غرفة هادئة لا يتواجد فيها المحبوب، دون إمكانية الحديث أو اللمس. وخضع كل من المحبين للاختبارات. مثلاً طُلب منهم النظر في عيون المحبوب (حتى لو لم يكن متواجداً في الغرفة)، واستشعار أمور أخرى، مثلاً تكهن ما يشعر به الطرف الآخر في جسده.
عند تحليل النتائج، تبين أن المحبين يتنفسان على نفس الوتيرة. كذلك عند قياس ضربات القلب، تبين أنها متزامنة وعلى نفس الإيقاع. وللتأكد من النتائج، وخوفاً من الغش والتزوير، قام الباحثون بخلط النتائج وإخفاء الأسماء، ليتبين أن وتيرة التنفس ودقات القلب عند الواقعين في حبال الغرام تختلف عن غير المحبين.
هو أو هي؟
تغيرت دقات القلب ووتيرة التنفس عند كل من الذكور والإناث المحبين لتنسجم مع الطرف الآخر، وفقاً للدراسة. ولكن تبين أن الموضوع أقوى عند الفتيات. جسم الإناث أكثر استجابة لتعديل دقات القلب لتتزامن مع دقات قلب المحبوب. وينطبق ذلك ليس على الجسد فقط، وإنما على الصعيد العاطفي أيضاً. تميل الإناث أكثر من الذكور إلى الإحساس بالمشاعر والعواطف الواردة لدى المحبوب واستشعار مزاجه.
يبدو إذن أن للنساء حدس وتعاطف أكثر في شؤون الحب من الرجال، وينطبق هذا على الصعيدين المعنوي والجسدي، وفقاً للباحثين.
إذا كنت تشعر أو تشعرين بآهات الطرف الآخر حين يكون حزيناً، أو كان جسدكَ يستشعر دقات قلب أو أنفاس المحبوبة، هذا التزامن ليس عبثياً إطلاقاً. هذه المشاعر هي جزء من حالة الحب والغرام، وتعمل على ترسيخ هذه المشاعر لديكما في الأوقات الحلوة والمرة. وفجأة تجدان أن هناك رابطاً قوياً يربطكما، وربما يصمد قارب الحب بعض الرياح وتجارب الزمن.