مملكة الشيكولاتة



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
رواية قبور الياسمين Get42008do7acomn70dezvc
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى لمنتدى مملكة الشيكولاتة ، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا ملكة الشيكولاتة
رواية قبور الياسمين Get42008do7acomn70dezvc
مملكة الشيكولاتة



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
رواية قبور الياسمين Get42008do7acomn70dezvc
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى لمنتدى مملكة الشيكولاتة ، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـــات، بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا ملكة الشيكولاتة
رواية قبور الياسمين Get42008do7acomn70dezvc
مملكة الشيكولاتة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مملكة الشيكولاتة

منتدي تثقيفي وترفيهي
 
الرئيسيةالبوابةالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رواية قبور الياسمين

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
المنصور
عضو ماسي
عضو ماسي
المنصور


الاعلام : فلسطين
عدد المساهمات : 178
تاريخ التسجيل : 18/10/2010

رواية قبور الياسمين Empty
مُساهمةموضوع: رواية قبور الياسمين   رواية قبور الياسمين Icon_minitimeالأحد 02 يناير 2011, 5:21 pm


رواية قبور الياسمين 189455


انطلاق



رواية قبور الياسمين Start-300x111

تنطبع العديد من الصور في ذاكرتي بوضوح، طفولتي البسيطة، الجري في الجبال خلف الطيور لصيدها، وهجمات عصابات الحي على الجيران، والتخطيط البريء لمعارك الشارع الطفولية، صف من المحلات ولدت لأراه، ولأراقب الشيب يغزو العاملين به، وكرسي الحلاق الذي يتحكم في رؤوسنا دون أن نتمكن من معارضته خوفاً من الموس الحاد في يده.

ربما كتب علي أن أعيش منذ الطفولة حياة واضحة المعالم، بسيطة المعطيات، حتى الحي الذي أسكن فيه ليس سوى ضاحية أقرب للقرية في أطراف مدينة، طالها العمران لتصبح وسط المدينة حين كبرنا، ولتتغير كما تغير كل شي.

أخي.. أسمع صوت قلبي وهو ينبض، كأنه يقول لي انتبه لا تكتب، صوت المطر في الخارج يصلني ضعيفاً، ربما لانشغالي بك، أو لانشغالي بالذكريات. الليل ووحشته وأصوات الذئاب بعيدة في الغابات.. وأنا وشمعتي ننتظر مجيئك. للمطر وجود كبير في حياتي، أخاديد كنت أراقبها في طفولتي وقد تكونت عقب مطر الفجر، أمشي أتلمس طريقي في صلاة الفجر وأنا طفل، والهواء البارد يلامس وجهي لتدمع عيني ولتحمر أرنبة أنفي.

على الضوء الأصفر الباهت المتراقص أتذكرك، تأخرت كثيراً، انتظرتك اليوم كما هي عادتي في كل يوم، ولما جاء الليل بقيت ككل ليلة أراقب الشمعة وانتظرك.

يقولون أن الإنسان إذا دنا أجله تمر عليه الذكريات كومضات، أنا أتذكر أموراً كثيرة هذه الليلة فهل سأموت؟

غريبة هي كلمة الموت، انتظرتها كثيراً وبحثت عنها، لكنني لم أصادفها. أشعر بالبرد بالرغم من النار الملتهبة، أتدفأ، أنظر من النافذة المغلقة إلى الطريق عليّ أراك، بدأ الثلج بالتساقط.. إذاً هذا هو الشتاء الطويل، وأنا وحيد.

الوحدة ليست شيئاً جديداً في حياتي، ولكنها الآن مختلفة، هذه المرة أشعر بمرارتها تقطع قلبي، كنت وحيداً دائماً، ولكن الأمر بختلف الآن.

صحيح أنني اخترت الوحدة بملء إرادتي، ولكن لا أدري لماذا فعلت ذلك، في البداية كنت أتوقع أنني لن أعيش طويلاً، توقعت الموت سهلاً، وأنني سأحصل عليه بمجرد وصولي، ولكنني رأيته في كل شي عدا في نفسي.

حتى الصخور التي تتشظا عقب انفجار تموت، والأشجار تقتلع من جذورها بسبب قصف أو غارة جوية، أما الرجال فمنهم من رأيت بقاياهم تعلن عن رحيلهم عن عالمنا، ومنهم من لم يبق منه شئ.

أعود لطاولتي المُهْترِئة، أراقب الشمعة، وأقرر الكتابة، أخرجت من حقيبتي ما بقي من أوراقي، أخاطب هذه الحقيبة وكأنها تعقل ما أقول، كيف لا وهي الوحيدة التي رافقتني في سفري، صورة جديدة من صور العشق، تنام في حضني، وتحفظ سري، وتسير بدربي.
ماذا سأكتب لك هذه الليلة؟ فكرت كثيراً أن أحدثك عن أسفاري، أقرر ثم أتراجع، في كل مرة أنظر إلى الصفحات البيضاء بخطوطها الباهتة أتذكر الوجوه المبتسمة، وأسمع الأصوات في أعماقي وكأنني عدت إلى هناك. ترى هل يهمك أن تقرأ؟ قلت لي ذات يوم أنك تحب أن تقرأ أي شي أكتبه، هل لازلت تحب ذلك بعد هذه السنين؟ أمسح دمعة وجدت طريقها دون علمي، أكابر الدمع منذ أن تركتك، حين افترقنا كنت تبكي، وكنت ابتسم، ليس لأنني قوي، ولكن لأنك تراني قدوة في حين كنت أكتسب قوتي منك. هذه المرة سأكتب، وسواء وصلتك أوراقي أم لا فيكفي أن أعرف أنك كنت مهتماً بها. ويكفي أن أروي قصة أسفاري.

اليوم الخميس، جهزت حقيبتي للسفر وحيداً لدولة مجاورة طلباً للحصول على تأشيرة، كان كل شي حولي غريباً لم أتعود السفر إلى الخارج، ولهذا تعجبت كثيراً مما رأيت. تعبت في البحث عن فندق مناسب، كل الفنادق توفر “جميع الخدمات”، هم علموني هذا المصطلح لكثرة ترددي في البحث، “كل الخدمات” يقولونها ويبتسمون بطريقة تحمل الكثير من المعاني، الخدمات التي أحتاجها وهي قليلة والخدمات الأخرى وهي كثيرة جداً، لهذا تعبت كثيراً، فلم أكن بالنزيل المربح لهم، لذلك لم يهتم أحد بإيوائي.

أخيراً وجدت فندقاً مناسباً، أو هذا على الأقل ما ظهر لي، الاسم عربي مسلم، له إيحاء خاص بالتدين، “الصحوة” هذه الكلمة أغرتني بالدخول، شعرت بانتمائي لها، وركضت عبر الطريق المزدحم لأدخل الفندق، وأطلب المبيت، لم أُشر لأي شيء آخر، حتى الطعام لم أفكر فيه، كنت أفكر في الطريقة التي أصل بها إلى مُبتغاي، كنت أريد الحصول على التأشيرة بأي طريقة كانت، وأويت إلى غرفتي متعباً، استلقيت على السرير وبدأت في التفكير، ماذا سأفعل غداً؟

قمت وتوضأت ثم صليت، ذهبت إلى فراشي، تمددت ولم أشعر بشيء من شدة التعب.

أحسست بحركة فتح الباب، يبدو أنني نسيت إغلاقه، أو أن عامل النظافة في الفندق فتحه، كيف ينظف الغرف والناس فيها، تعجبت، التفت بهدوء ورأيتها تبتسم لي عند طرف السرير. قفزت من مكاني، صرخت في وجهها، خافت أو خفت لا أدري، كنت خائفاً حقاً، تعجَبت من موقفي، لم تتعود هذا الأمر، خرجت مسرعة من الغرفة محاولة أن تنهي الموقف، وأسرعت خلفها إلى الباب، أغلقته وأغلقت معه انطباعات الموقف، وعدت أفكر في الغد.

لم أستطع النوم، جهزت حبيبتي الصغيرة وذهب إلى الاستقبال في الفندق، سألت عن الحساب، وخرجت وفي ذهني تدور أحداث الغد المتوقعة.


رواية قبور الياسمين Safarah-300x111
قضيت الليلة في سيارتي، لم أنم، كنت أوهم نفسي بهذا الشيء، تفكيري في الغد أنساني، أشرقت الشمس، وتوجهت إلى السفارة، شكل المبنى يوحى بأنه مركز تجاري، توقعت أن أجد حراسة أمنية مشددة، هكذا تخيلت العمل في السلك الدبلوماسي، الإشارة الوحيدة للسفارة كانت لوحة صغيرة مرسوم عليها العلم وموظف أمن وحيد لاتبدوا عليه الإحترافية، دخلت المبنى ووقفت أمام لوحة تمثل خارطة المبنى، وفي الدور السابع كانت مكتب السفارة، صعدت وأنا أفكر، لم أشعر بمن حولي، توقف المصعد فخرجت، ووجدت نفسي في ممر طويل، في نهايته نقطة أمن أخرى غير السابقة.
- سألني أحد موظفي الأمن: ماذا تريد؟
- قلت: أريد السفارة.
لم يناقشوني، أشار إليّ ودخلت من باب الأمن ثم مرر جهازه على ثيابي، وهكذا وجدت نفسي في السفارة.
وجدت في الداخل موظفة أنيقة، نظرت إلي من فوق النظارة وكأنها تحاول أن تقرأ أفكاري، ثم وبطريقة لاتخلوا من التكبر طلبت مني الجلوس والانتظار، كان واضحاً أنها تتكلف التعامل اللبق معي، بمعنى آخر أشعرتني أنني غير مرحب بي في هذا المكان.
أخذت جواز سفري وذهبت، بعد قليل جاء رجل ووقف عند طرف الباب ونظر إلىّ ليتحقق من شخصيتي محاولاً ألا يشعرني بوجوده، ثم اختفى دون أن يتكلم معي، لم التفت له، كنت أحاول أن أبدو طبيعياً، بقيت أتأمل في المناظر المعلقة على جدران السفارة، فوجئت بالطبيعة، ضحكت من نفسي، كنت أتوقع أنني سأذهب إلى بلد فقير مليء بالقاذورات، مستنقعات مياه تفيض هنا وهناك، وأطفال مهملون في الشوارع، ومنازل أكلتها الحرب، لم يكن في تصوري أن هناك أنهاراً نظيفة كأنها قطع الزجاج، كأن السماء طبعت صورتها على وجه الأرض فأصبح المنظر كله سماء، وفي الصورة الأخرى بدت الأرض بيضاء ناصعة وأطفال يلتهبون حماساً حول رجل ثلج يضعون عليه لمساتهم الأخيرة، تأخرت الموظفة وكأنها تريد أن تشعرني بالملل عليً أغير رأيي وأنصرف دون أن أطلب تأشيرة، ثم عادت وقطعت علي حبل تأملاتي:
- لماذا ستزور بلادنا؟
- ابتسمت وقلت لها: سياحة.
- سياحة في بلاد حرب؟ كانت تحاول أن تقرأ على وجهي ردود أفعال قد تشي بما أفكر به، وحاولت أن أبدوا طبيعياً قدر الإمكان.
- كنت قد جهزت نفسي لهذه الأسئلة.. أشرت برأسي في حركة لامبالية وقلت: أحب المغامرة.
- كم ستبقى هناك؟
- أملت راسي على الجانب، وبحركة معبرة من فمي قلت: ربما ثلاثة أسابيع، نظرت إليها وتابعت كلامي: وربما شهر كأقصى تقدير.
- وكم معك من النقود؟
- معي الكثير.. ثلاثة آلاف دولار. أظنها تكفي أليس كذلك.
لم ترد علي، وجاء ذلك الموظف وجلس معنا.
- عدت للقول: كيف هي المعيشة عندكم.. أقصد الفنادق، والطعام؟
- معتدلة.
- هل يمكن أن تزودوني ببعض المعلومات؟
- قالت ستجد كل ما تريد في المكتبات.. يمكنك شراء كل شيء تريده. ثم التفت إلىّ وقالت: مر علينا غداً لأخذ جواز سفرك.
- ألا يمكنني أخذه اليوم معي؟
- قالت بحزم: لا.
- سكتت وخرجت من المكتب.
بدأت أقود سيارتي في الشوارع على غير هدى، النهار يختلف قليلاً عن الليل، لاتوجد فروق كبيرة بين الناس هنا، عري في كل مكان وفي كل وقت، ابتعدت عن الناس وبقيت جوار البحر.. تأملت فيه وفكرت في نفسي، هل يعطونني التأشيرة أم لا؟. هل يمكنني الوصول أم لا؟.
أديت الصلاة جمعاً وقصراً، تذكرت أنني لم أذق شيئاً، أحسست بالجوع وابتسمت، كان يمكن ألا آكل لو لم أتذكر، بحثت عن مكان يبيع شيئاً يمكن أن يؤكل، وعدت لمكاني على البحر أتناول ما يسد جوعي.
صور الأنصار هناك أخذت ما تبقى من عقلي فلم أشعر بالوقت، أدركت أن وقوفي هنا ليس طبيعياً طوال هذه الفترة، حركت السيارة على امتداد الشاطئ، ووجدت مكاناً يصلح للمبيت، على الأقل سأبدو كسائح حقيقي، توقفت فيه وبدأت أبكي، أردت أن أصل سريعاً إلى ساحة الجهاد.
رواية قبور الياسمين 189455
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ممدوح السروى
الامارة
الامارة



أوسمه : الادارى
الاعلام : مصر
عدد المساهمات : 6303
تاريخ التسجيل : 01/01/2011

رواية قبور الياسمين Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية قبور الياسمين   رواية قبور الياسمين Icon_minitimeالأحد 02 يناير 2011, 5:36 pm

شكرا جزيلا على روعة وجمال الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رواية قبور الياسمين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قبور ديلوكس خمسة نجوم
» رواية آلموت
» رواية الهوبيت
» رواية روكامبول
» تحميل رواية أحببتك أكثر مما ينبغي pdf

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مملكة الشيكولاتة :: ساحة الشعر والقصص والكتب الملكية :: قصر القصص الملكي-
انتقل الى: