وقتها :
وقت الضحى يبدأ
من طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح ويحصل ذلك بعد خمس عشرة دقيقة تقريباً بعد
بزوغها إلى أن يقوم قائم الظهيرة، وهو قُبيل زوال الشمس بزمن قليل،
وقدَّره بعض العلماء بعشر دقائق تقريباً قبل دخول وقت الظهر.
فيمكن أن تؤدى في أي ساعة من هذا الوقت.
زاد ابن أبي شيبة في المصنف: [ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل قباء وهم يصلون الضحى، فقال : " صلاة الأوَّابين إذا رَمَضَت الفِصالُ مِن الضُّحَى " ] وفي رواية لابن مردويه في تفسيره، " وهم يصلون بعدما ارتفعت الشمس "
ومعنى رَمَضَت : احترَقت أخفافها مِن شِدّة الحرّ.
والرَّمْضاء : هي التراب السَّاخن مِن شِدَّة وَهَج الشَّمس. وهي شدة الحرِّ.
والفصيل : هو الصَّغير مِن الإبِل .
ا.هـ قال الإمام المناوي في فيض القدير: وفي رواية لمسلم " إذا رمضت الفصال" أي حين تصيبها الرمضاء فتحرق أخفافها لشدة الحر، فإن الضحى إذا ارتفع في الصيف يشتد حر الرَّمضاء، فتحرق أخفاف الفصال لمماستها،
فضلها :
صلاة الضحى من النوافل المستحبة ولها فضل عظيم، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "
يُصْبِحُ عَلَىَ كُلّ سُلاَمَىَ مِنْ أَحِدكُمْ صَدَقَةٌ. فَكُلّ
تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ. وَكُلّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ. وَكُلّ تَهْلِيلَةٍ
صَدَقَةٌ. وَكُلّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ. وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ.
وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ. وَيُجَزِئُ، مِنْ ذَلِكَ،
رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضّحَىَ". رواه مسلم وأحمد عن أبي ذر.
وقال صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى [ ابن آدم اركع لي أربع ركعات من أول النهار أكفك آخره ]. رواه الترمذي عن نعيم الغطفاني، وصححه الألباني في صحيح الجامع 4339
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : [
بعثَ رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلم سَرِيَّة فغنِموا وأسرعوا
الرَّجعة، فتحدَّث النَّاس بقُرْبِ مَغزاهم وكَثرَة غنيمَتهم وسُرعة
رَجعتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أدلُّكم على ما هو
أقرَب منهم مَغزى وأكثر غَنيمَة وأوْشَك رَجعة ؟ من توضأ ثم غَدَا إلى
المسجدِ لِسبحَة الضحى فهو أقرَب مغزى وأكثر غنيمة وأوشك رجعة " ] . رواه الطبراني وغيره.
وهي صلاة الأوابين التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم : "صلاةُ الأوَّابين إذا رمَضَت الفِصالُ ". رواه مسلم، وفي رواية : "صلاة الأوابين إذا رمضت الفصال من الضحى".
والحاصل أن صلاة الأوابين هي ( صلاة الضحى ) لقوله عليه الصلاة والسلام : " لا يُحافِظ على صلاةِ الضُّحى إلا أوَّاب، وهِي صلاةُ الأوَّابِين" رواه ابن خزيمة والحاكم، وحسنه الألباني في صحيح الجامع من حديث أبي هريرة (2/1263).
وإنما أضاف
الصلاة في هذا الوقت إلى الأوابين لأن النفس تركن فيه إلى الدعة
والاستراحة، فصرفها إلى الطاعة والاشتغال فيه بالصلاة رجوع من مراد النفس
إلى مرضاة الرب، ذكره القاضي. انتهى.
وقد ورد في فضلها كثير من الأحاديث النبوية وأقوال السلف نكتفي بما ذكرنا منها،
مشروعيتها :
أما مشروعية صلاة الضحى، فقد جمع الإمام ابن القيم رحمه الله الأقوال في حكمها فبلغت ستة أقوال، وأرجح الأقوال أنها سنة مستحبة، كما
قرره ابن دقيق العيد، والصنعاني في سبل السلام، والشوكاني في نيل الأوطار،
قال الشوكاني : ولا يخفاك أن الأحاديث الواردة بإثباتها قد بلغ مبلغاً لا
يقصر البعض منه عن اقتضاء الاستحباب. انتهى (3/60). والله أعلم
كيفيتها :
فإن صلاة الضحى من النوافل المستحبة ولها فضل عظيم، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "
يُصْبِحُ عَلَىَ كُلّ سُلاَمَىَ مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ. فَكُلّ
تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ. وَكُلّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ. وَكُلّ تَهْلِيلَةٍ
صَدَقَةٌ. وَكُلّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ. وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ.
وَنَهْيٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ. وَيُجَزِئُ، مِنْ ذَلِكَ،رَكْعَتَانِ
يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضّحَىَ". رواه مسلم وأحمد عن أبي ذر.
وقال صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى : " ابْن آدَم ارْكَع لي أرْبَع رَكْعَات مِن أوَّل النَّهار أكْفِكَ آخِرَه. " رواه الترمذي عن نعيم الغطفاني، وصححه الألباني في صحيح الجامع 4339
فأقلها ركعتان لهذا الحديث، وأكثرها ثمان، لما في الصحيحين عن أم هانئ رضي الله عنها [ أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيتها يوم فتح مكة وصلى ثماني ركعات، فلم أر صلاة قط أخف منها؛ غير أنه يتم الركوع والسجود ]
وإذا صلاها أكثر من ركعتين، فالأفضل له أن يسلم من كل ركعتين، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "صلاةُ الَّليلِ والنَّهارِ مَثْنى مَثْنى". رواه أحمد وأصحاب السنن.
وذهب أكثر
العلماء إلى أن لها عدداً محدداً واختلفوا فيه اختلافاً كثيراً، والراجح
أنه ثنتا عشرة ركعة، لأدلة منها : حديث أنس رضي الله عنه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : " مَن صلَّى الضُّحى ثَنْتي عَشرَة رَكْعَة بَنى اللهُ لَه قَصراً في الجنَّة". رواه الترمذي.
وله شواهد أخرى ذكره الحافظ ابن حجر في (فتح الباري).
وعليه، فمن صلى
ركعتين أجزأته، ومن زاد فقد أحسن، والأولى ألا يزيد عن ثنتي عشرة ركعة،
لأنها أكثر ما صح فيه الدليل، والأفضل أن تُصلَّى فُرادَى كل ركعتين بسلام،
ويجوز أن تصلَّى جماعة أحيانا.
وقد روى ابن وهب عن مالك أنه قال : لا بأس بأن يؤم النفر في النافلة، فأما أن يكون مشتهراً ويجمع له الناس فلا.
كما يجوز أن تصلى شفعاً بأكثر من ركعتين بسلام واحد كأربع أو ست.
فهنيئاً لمن حافظ على صلاة الضحى ، وهنيئاً لمن لم يشغله عنها شاغل ، وهنيئاً لمن عمل بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ورد في شأنها عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : " أوْصاني خَلِيلي بِثلاثٍ : صيامِ ثلاثةِ أيامٍ مِن كُلّ شَهر ، ورَكْعَتي الضُّحى ، وأنْ أوتِر قَبل أنْ أنام "[size=16]( رواه البخاري ، الحديث رقم 1981 ، ص 319 ) .