من المعلوم أن البالغين
النشيطين في ممارسة المجهود البدني عُرضة بشكل أكبر من غيرهم إلى الإصابات
أثناء ممارسة الأنشطة الرياضية وأثناء أوقات راحة الفراغ منها. لكن واضعي
الإرشادات يقولون إنه يبدو أن ممارسي التمارين البدنية بالصفة المذكورة في
الإرشادات لا يختلفون في نسبة الإصابات عن غيرهم ممن لا يُمارسونها. بل إن
الإصابات في ممارسة التمارين الرياضية أعلى حين ممارسة الأنواع الشديدة
منها. وقد تصل إلى 55% بين الرجال أو النساء المنخرطين في برامج للجري أو
برامج التدريب الأساسية للجنود كالتي في الجيش الأميركي. وهو ما يتطلب
موازنة، بين الفوائد التي يطمح نيلها بزيادة كمية وشدة التمارين البدنية
وبين المضار المتوقعة في الإصابات، وذلك بحسب حالة كل إنسان.
كذلك الحال مع خطورة الإصابة
بالسكتة القلبية المفاجئة أو النوبة القلبية، فإن احتمالات الإصابة بأي
منها متدنية جداً لدى الأصحاء على وجه العموم عند ممارسة درجات متوسطة من
المجهود البدني الرياضي. لكن احتمالات خطورة الإصابة ترتفع خلال المجهود
الشديد، خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم أمراض في شرايين القلب، سواء كانت
خفية لم يتم تشخيص وجودها أو تم ذلك عبر الفحوصات الطبية. وعلى وجه الخصوص
بشكل أدق لدى من هم من هؤلاء لا يُمارسون المجهود البدني، بل يعيشون حياة
الراحة والكسل.
وتحديداً، أشارت الدراسات إلى
أن الخطورة النسبية لدى الإنسان الذي لا يُمارس الرياضة بشكل منتظم في
احتمالات إصابته بالسكتة القلبية خلال المجهود البدني الشديد مقارنة ببقية
أوقات اليوم هي 56 ضعفا. في حين الخطورة لدى من هو منتظم في أداء التمارين
الرياضية هي 5 أضعاف مقارنة ببقية أوقات اليوم. أي بعبارة أخرى فإن
الانتظام في أداء التمارين الرياضية يُخفض من احتمالات الإصابة بالسكتة
القلبية، من 56 ضعفا إلى 5 أضعاف، حال بذل المجهود البدني الشديد. وهو ما
يجعل ثمة مبرراً أقوى للانخراط في ممارسة التمارين الرياضية، لأن من لا
يُمارسها عُرضة للخطر بشكل أكبر حال ممارستها بشكل مفاجئ أثناء أحداث
الحياة اليومية غير المتوقعة، مثل إنقاذ غريق أو الركض للحاق بأمر ما أو
غير ذلك. هذا بالإضافة إلى أن من يملكون لياقة بدنية للتمارين الهوائية هم
أقل بنسبة 50% لاحتمالات الإصابة بأمراض شرايين القلب مقارنة بمن هم ليسوا
لائقين بدنياً في قدرات أداء التمارين الهوائية أو إيروبيك.
فحوصات.. قبل البدء ببرامج للتمارين الرياضية
تقول
نشرة إرشادات رابطة القلب الأميركية والكلية الأميركية للطب الرياضي إن
ثمة اختلافا في الآراء الطبية حول إجراء فحوصات اختبارات الجهد قبل البدء
ببرامج لممارسة التمارين البدنية الشديدة. وكانت الكلية الأميركية للطب
الرياضي قد نصحت بإجراء فحص اختبار للجهد، تتحدد نتيجته بناء على ما يعتري
المرء من الأعراض، قبل البدء ببرنامج لممارسة التمارين البدنية الشديدة
للرجال في عمر 45 سنة وما فوق وللنساء في عمر 55 سنة وما فوق على وجه
العموم، ولمن لديهم عاملان أو أكثر من عوامل خطورة الإصابة بأمراض شرايين
القلب، أو للأشخاص الذين لديهم أي من أعراض أو علامات أمراض شرايين القلب
أو الذين من المعروف أن لديهم أمراضا في القلب أو الرئة أو في عمليات الأيض
الكيميائية الحيوية بالجسم.
والمعلوم أن عوامل خطورة
الإصابة بأمراض شرايين القلب تشمل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري واضطرابات
الكولسترول والسمنة والتدخين، إضافة إلى التقدم في العمر وكون الإنسان
ذكراً ووجود تاريخ عائلي لإصابة أحد الأقرباء بأمراض شرايين القلب في سن
مبكرة، أي في عمر ما دون 55 سنة للرجال أو 65 سنة للنساء القريبات جداً.
وأن علامات وأعراض أمراض شرايين القلب تشمل غالباً الألم في الجهة اليسرى
من الصدر، أو الألم في أي منطقة بين الفك العلوي إلى حد أعلى السرة، ويأتي
هذا الألم غالباً عند بذل الجهد ويزول مع الراحة ويُشبه الضغط أو العصر أو
الألم البارد، بخلاف الذي يُوصف عادة بوخز الإبرة أو الطعنة، وسرعة اللهاث
وضيق التنفس مع بذل الجهد والخفقان وغيرها.
إلا أن واضعي الإرشادات يقولون
إن ثمة القليل من الأدلة العلمية الداعمة لهذه النصيحة للأكاديمية. وهو ما
سبق أن أكدته رابطة القلب الأميركية والكلية الأميركية لطب القلب عام 1997.
وأعادت رابطة القلب الأميركية التأكيد عام 2003 على عدم ضرورة إجراء فحص
اختبار الجهد لكل الناس عند الرغبة في بدء برنامج من التمارين المتوسطة
الجهد. وهو ما اتبعته حملة الخدمات الوقائية بالولايات المتحدة بإسقاطها
اختبار الجهد لمن لديهم خطورة متدنية للإصابة بأمراض الشرايين التاجية ولا
يشعرون بأية أعراض.
وأضاف واضعو الإرشادات بأن هذه
النصائح، والمعدل المتدني جداً لاحتمالات الإصابة بأية مضاعفات قلبية أثناء
ممارسة التمارين البدنية المتوسطة من قبل منْ لا يشكون من شيء، والمعنى
الضعيف لوجود أي تغيرات في نتائج اختبار الجهد لجهة الدلالة على وجود مرض
محتمل في الشرايين التاجية، والكلفة المادية العالية لإجراء هذا الاختبار
لكل الناس دون جدوى بالمقابل في اكتشاف أمراض حقيقية في قلوب الناس، تدل
كلها على أن من غير العملي إجراء هذا الفحص لكل منْ لا يشكون من شيء
ويُريدون البدء ببرنامج متوسط القوة للتمارين البدنية، في سبيل تقليل
احتمالات الإصابة بأي من تداعيات أمراض شرايين القلب. وهو كلام منطقي
وواقعي وعملي جداً.
لكنهم أكدوا أن منْ يشكون من
أعراض أو علامات أمراض شرايين أو أجزاء القلب الأخرى أو الأوعية الدموية
عموماً، أو مرضى السكري، أو منْ لديهم أحد الأمراض المزمنة أو أي من
الاضطرابات الصحية، فإن عليهم استشارة الطبيب حول إمكانية استطاعتهم في
البدء برفع مستوى مجهودهم البدني الرياضي. وعلى وجه الخصوص ممارسة الأنواع
الشديدة من تلك التمارين