لكِ في زمن الغربة
المرأة وظلم الرجل :
لقد وصل الحال في المجتمعات الغربية ومن شابههم من مجتمعات المسلمين الذين ساروا وراءهم حذو القذة بالقذة ,
إلى أن جعلوا المرأة سلعة تباع وتشترى وتستبدل، فمتى كانت شابةً جميلة جَنَوا من ورائها الأموال الطائلة في مسارحهم ودور رقصهم ولهوهم ومتى انتهى شبابها استبدلت بغيرها كأي سلعة رخيصة.
فهل من دعوة صادقة نطالب فيها نحن المسلمون بحقوق المرأة في العالم بأسره، نطالب فيها بحقوق هذه الضعيفة التي سلبها إياها أدعياء الحضارة والرقي.
إننا نحن المسلمين يجب علينا أن ندعو العالم بأسره إلى إنصاف المرأة ورد حقوقها لها فنحن أهل الحق، والحق أقوى من باطلهم، فنقذف به على ما عندهم فيدمغه فإذا هو زاهق.
هلاّ ندعو المرأة إلى الحياء والعفة والحياة الكريمة، ولنبدأ بأنفسنا وأهلينا ونساء أمتنا أولاً ثم ننشر هذا الخير والنور في أنحاء العالم .
إن مما نفتخر به ونرفع به رؤوسنا ما زخرت به كتب أسلافنا من أمثلة رائعة للمؤمنات اللاتي تركن أجمل القصص في كل جانب فالمرأة شقيقة الرجل نعم شقيقته في الإيمان بالله وطاعته وعبادته وامتثال أوامره ، ألم يضرب الله مثلاً لكل مؤمن ومؤمنة بامرأة فرعون، فجعلها نبراساً في آيات تتلى إلى قيام الساعة يهتدي بها كل مسلم ومسلمة فمن أرادت أن تعرف مكانها فلا تنظر لزهرة الحياة الدنيا التي لدى أعداء الله، بل تنظر إلى تاريخ الأمة المشرق وسترى كيف كانت المرأة صاحبة حق عظيم ومكان كريم بدينها وشرفها وعفتها وقربها من ربها.
وليكن من دعوتنا لهذا الحق والخير الذي أضعناه تمسكنا بديننا وأخلاقنا ثم عرضه على البشرية حياً واقعاً ملموساً لا تناقض فيه بين القول والعمل .
يقول أحد زعماء الغرب وهو مرماديوك باكتول: ( إن الـمـسـلـمـيـن يـمـكـنـهــم أن يـنـشـروا حـضـارتـهـم فـي الـعـالـم الآن بـنـفـس الـسـرعـة الـتـي نـشـروهـا بـهـا سـابـقـاً، بـشـرط أن يـرجـعـوا إلـى الأخـلاق التي كانوا عليها حين قاموا بدورهم الأول، لأن هذا العالم الخاوي لا يستطيع الصمود أمام روح حضارتهم) من كتاب قادة الغرب يقولون ص 48
حقاً إن العالم اليوم خاوٍ من الأخلاق، خاوٍ من كثير من الفضائل.
فهلا تأمل المسلمون الشرط الذي ذكره باكتول وهو الرجوع إلى محاسن الشريعة وعظمتها وقوتها حتى يصبحوا دعاةً بأفعالهم قبل أقوالهم.
منقول