=====
ذا كان لسان
حالك يقول: أشعر بملل فظيع .. وضيق في صدري..
مهما فعلت لا أشعر
بالراحة...سمعت كل الأغنيات..شاهدت كل الأفلام...
اتبعت كل
الموضات...سهرت..سافرت...
ومازال الروتين يلازمني...لم أصل إلى
التجديد الذي أنشده..
ولا الراحة الضائعة ... أبشر فلقد ساق الله لك
الفرج
أخي ... أختي .... في الله
فلو بدلنا كل
أثاث المنزل... أو طريقة اللباس أوالأطعمه...
وحتى لو سافرنا إلى
أقاصي البلدان لن نجد ضالتنا ولو بعد حين...
هل أدلك على طريق إذا
سلكته لن يفارقك الراحة ولا السكون؟؟
ويعمر قلبك الطمأنينة ..ويبتعد
عنك الضجر إلى الأبد..
بالتأكيد تريد الوصول إلى هذه
الحالة؟
أطرق هذا الباب لكن دون يأس ولا استعجال تيقن أنه سيفتح
لكن ليس من المرة الأولي فهو يحب أن يري الصدق و الصبر والعزيمة
والإصرار
وإليك هذه قصة ذكرها الإمام الحافظ ابن رجب في
شرح حديث لبيك قال رحمه الله
:كان رجل يبكي وينادي أين قلبي أين قلبي من
وجد قلبي؟
فدخل يوما بعض السكك فوجد صبيا يبكي وأمه تضربه ثم أخرجته
من الدار
فأغلقت دونه الباب فجعل الصبي يلتفت يمينا وشمالا
ولا
يدري أين يذهب ولا أين يقصد فرجع إلى باب الدار
فوضع رأسه على عتبته فنام
فلما استيقظ جعل يبكي ويقول: يا أماه من يفتح لي الباب إذا أغلقت عني
بابك؟
ومن يدنيني من نفسه إذا طرد تيني؟
ومن الذي يؤويني بعد أن
غضبت علي؟
فرحمته أمه فقامت فنظرت من خلل الباب فوجدت
ولدها تجري
الدموع على خده متمرغا في التراب
ففتحت الباب وأخذته حتى وضعته في حجرها
وجعلت تقبله وتقول:يا قرة عيني وعزيز نفسي
أنت الذي حملتني على نفسك
وأنت الذي تعرضت
لما حل بك لو كنت أطعتني لم يكن مني مكروها
فقال
الرجل: قد وجدت قلبي قد وجدت قلبي.
( رحمت أم فما بالك برحمه الرب الرحمن
الرحيم الغفور الودود ...)
هل تعرف كيف وجد قلبه؟
في
التذلل على عتب باب ربه والخضوع لمولاه والفرار منه إليه
لأن كل شيء تخافه
تفر منه إلا الله إذا خفته فإنك تفر إليه
﴿ففروا إلى الله إني لكم منه نذير
مبين﴾
إياك ! إياك ! ياك ! أن تمــل الطــرق يوشــك البــاب أن
يفتــح
قال تعالي:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ
مَعِيشَةً ضَنكًا } سورة طـه
أتعرف ما هي معيشة
الضنك؟؟؟
إنها حياة الضيق والنكد والكدر التي نعيشها أو جزءاً
منها...
ألم نفكر سبب وصولنا إلى هذا الضيق؟؟
إنه
بلا شك بسبب البعد عن طاعة الله فكثرت ذنوبنا و قسوة قلوبنا...
ثم
لو أكملنا الآية ( وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}
طبعاً لا نريد هذه النهاية !!
إذن كيف السبيل إلى
الخلاص من كل هذا؟؟
هيا بنا فالطريق ليس بعيد...
لن
نردد آيات الذكر ({أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}فهي منقوشة رسماًً
بالقلوب
لكن سنذكر بعضنا البعض بأننا خير أمه بل ومن المصطفيين
قال تعالي : ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا
مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ
سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ
(32)
لنسأل أنفسنا من أي العباد نحن ؟؟
الظالمين لأنفسهم !!
أبشع صور الظلم هو ظلم الإنسان لنفسه
أم من المقتصدين !! مؤقتا إلي أن
يجعلنا الله من السابقين بالخيرات
أم من السابقين بالخيرات