أقراص لأفلام ومسلسلات تروج للفاحشة والتنصير
زنا المحارم والشذوذ بأقل من دولار ونصف في الجزائر
الأقراص تُباع بدون رقابة في شوارع الجزائر
الثلاثاء، 26 يوليو / تموز 2011
mbc : غزت الأسواق الجزائرية أفلام ومسلسلات "دي في إكس" المقرصنة الممنوعة رسميًا، لتروج للفواحش وسط مجموعة من الأفلام الأجنبية التي لا تخضع لرقابة، وتحمل تقاليد وقيم تتناقض مع العادات والتقاليد العربية والإسلامية.
وذكرت صحيفة الخبر الجزائرية، الثلاثاء، أن هذه الأفلام متوفرة في كل مكان ولمن أراد، لا يهم سنه أو درجة تقبله، أو وعيه، بخطورة ما سيشاهد، من مراهقين أو حتى أطفال، بسعر لا يتعدى 100 دينار (أقل من دولار ونصف) للقرص. يحتوي كل واحد على 6 أفلام تروج لزنا المحارم والشذوذ، وبعضها ذو مضمون تنصيري يمجد الصليب، ويشكك في وجود الله والأنبياء، وبعضها يحوي أفكارًا غريبةً عن الطوائف الدينية والعنصرية، وأخرى دعائية عن المحرقة اليهودية (الهولوكست).
قالت الصحيفة إنها أجرت جولةً ميدانيةً في سوقِ الأقراصِ المضغوطةِ، واكتشفت أن تلك الأفلام معروضةٌ على أرصفةِ الشوارعِ الرئيسيةِ بالجزائرِ العاصمةِ، بشارع حسيبة، ساحة كينيدي بالأبيار، بالسوق الأرضية بساحة أودان وغيرها.
ومن المسلسلات التي تروج للشذوذ في أسواق الأقراص المدمجة، بحسب ما رصدته جولة "الخبر" مسلسل "أل وورد" الذي يروي العلاقات الحميمة بين مجموعة من الفتيات في مدينة لوس أنجلوس، وقد مُنع في كندا وانتقده بعض القساوسة بالفاتيكان، لأنه يصور راهبات في حالات شذوذ، وحتى المسيح في مشاهد غير مقبولة، ومتوافر في السوق الجزائرية وبأجزائه الخمسة. الشيء نفسه مع بعض المسلسلات الفكاهية أو حتى العلمية، منها "غريز أناطومي" الذي يتطرق إلى العلاقات بين الأطباء في مستشفى، ويضم قصصًا عن علاقات شاذة مشابهة.
وفي السياق نفسه سلسلة "هاوس" والسلسلة الشهيرة "نيب تاك" الذي يتناول في أغلب حلقاته قصص الشواذ وعمليات تغيير الجنس وطريقتها وكيفية التوصل إليها وغيرها من الأمور المتعلقة بهذه العلاقات. ومن الأفلام المتداولة، فيلم حول المتحولين جنسيًا "ترونس أمريكا"، وشد انتباهنا عدد من الأفلام التي تتطرق إلى الموضوع نفسه، حول الشواذ من الذكور "لوفان أمريكا"، والفتيات "لوست اند ديليريوس"، "شي لوفز وومن"، "في بوتانيك".
ومن الأفلام ما يثير الاشمئزاز، مثل الفيلم الفرنسي "أمي" الذي يصور علاقة غريبة بين مراهق لا يتجاوز سنه السابعة عشرة وأمه، تصل إلى درجة ممارسة الجنس معها، ثم قتلها في الأخير، هناك أيضا فيلم "حياتي الجنسية" عن مجموعة من المراهقين به قصص لا يتقبلها العقل، مثل محاولة أب إقامة علاقة مع ابنه الذي لا يتجاوز 16 سنة، ومراهق آخر يقيم علاقة مع أم زميلته في المدرسة تكبره بـ30 سنة. كل هذه الأفلام موجودة بين الأقراص أيضًا، وفي متناول الجميع.
أما الأفلام التنصيرية، فظاهرها في الغالب يتناول قصص الخرافة لكن في أغلبها دعوات لتمجيد الصليب، مثل فيلم "آخر محارب"، ويتحدث عن الشيطان الذي يسبب الطاعون ونهاية العالم، ويقوم قس مسيحي بطرده عن طريق الكتاب المقدس والصليب، وفيلم "دو بوك" أو "الكتاب" الذي يروي مسار الكتاب المقدس الذي يكون خلاصًا للبشرية من العذاب والحيوانية.
أما ما يلفت الانتباه، هو إدراج بعض الأفلام التي تتناول حياة اليهود واضطهادهم ما بين الحربين العالميتين، وما تعرضوا له من عنصرية في أمريكا وخاصة في أوروبا، بالإضافة إلى ما عرف تاريخيًا بـ"المحرقة اليهودية" أو "الهولوكوست".
من بين الأفلام التي دخلت السوق الجزائرية حديثًا فيلم "تسمى سارا"، وهو فيلم من إنتاج فرنسي 2009م، صُور بطريقة سينمائية غاية في الاحترافية؛ إذ تأسرك قصته التراجيدية وطرحه الإنساني، لكنه من أكثر الأفلام دعائية التي تتناول معاناة اليهود مع النازيين، كما نجد فيلمًا آخر يتحدث عن الاضطهاد النازي لليهود، وكيف أن اليهود يتم إنقاذهم عن طريق ترحيلهم إلى فلسطين.
وأكدت "الخبر" أن بائع تلك الأقراص لا يلتفت لسن المشتري، نقلت عن مصطفى، أحد بائعي تلك الاسطوانات، قوله "أبيع كل شيء، لم أسأل يومًا أحدًا كم سنه أو منعته، لست أهله حتى أراقب ما يشاهد، هناك من لا يتجاوز سنهم الرابعة عشرة، ويشترون أقراصًا قد تحتوي أفلامًا جنسية أو أفلام الشذوذ أو حتى أفلام العنف والسرقة والاغتصاب".
أما محمد، بائع آخر، فيقول "أحاول بضمير إنساني أن أجنب الأطفال بعض الأقراص، عندما يتقدمون لشرائها، استردها منهم وأقول إنها لا تناسب سنكم". وفي رده عن سؤال حول ما إن كان الباعة يحددون محتوى الأقراص، رد أمين "تأتينا كما ترون، في أغلب الأحيان نشاهد قرصًا واحدًا من بين المئات، وكثيرًا ما تكون هناك أقراص لا تحتوي العناوين نفسها، ويجد المشتري مفاجآت غير سارة".
ويقر أنيس، بائع ثالث، بأنه من الصعب رفض طلب أي مشترٍ مهما كان، هناك من يأتي خصيصًا لشراء أفلام جنسية ويبحث عنها في العناوين، ومن بين ستة أفلام قد تجد اثنين منها.
واعتبرت الصحيفة الجزائرية أن رواج تلك الأفلام والمسلسلات في الأسواق الجزائرية دون رقابة أحد الأسباب الرئيسية في انتشار الجرائم الشنيعة في الجزائر، مثل زنا المحارم والاعتداء على القصر، وخاصة الحادثة الشهيرة التي وقعت مؤخرًا عن شاب قتل أمه وأباه وآخر يغتصب شقيقته، وما نشرته "الخبر" مؤخرًا حول مقتل الأستاذة الجامعية ببوزريعة، أين أقر القاتل من مواليد 1982م، بأنه نفذ خطته متأثرًا بالمسلسل الأمريكي "ديكستير"، بالإضافة إلى الإحصاءات التي قدمها بعض الخبراء حول انتشار الجريمة في الجزائر، تؤكد وجود خلل في المجتمع الجزائري ومدى وعيه وارتباطه بقيمه الإنسانية والدينية، والأكيد أن لما ينفث في ذهنه من أفكار دورًا كبيرًا في ذلك.