توافد منذ صباح اليوم الجمعة، عشرات الآلاف من السكندريين علي
ميدان القائد إبراهيم بالإسكندرية، للمشاركة في جمعة "الإرادة الشعبية"، و
التي دعت إليها التيارات الإسلامية للتأكيد علي الاستقرار وتحقيق مطالب
الثورة كاملة، وأمام المسجد شرع حزب النور وحزب العدالة والحرية بإقامة
منصة كبيرة، فضلا عن إعداد لجنة تنظيمية من كلا الجانبين لإقامة لجان شعبية
حول ساحة المسجد لضمان عدم تسلل بلطجية أو مندسين. وجاءت
المطالب التي رفعها المتظاهرون متمثلة في "التأكيد على هوية مصر الإسلامية
ورفض المبادئ فوق الدستورية، ومحاكمة قتلة الشهداء وضباط جهاز مباحث أمن
الدولة، وسرعة محاكمة مبارك وأركان نظامه، ووضع جدول زمني للانتخابات
البرلمانية والرئاسية، واسترداد الأموال المنهوبة خارج مصر.
وجاءت
خطبة الشيخ المحلاوي لتؤكد على ضرورة عودة المسار السلمي للثورة وتصحيح
الأخطاء التي وقعت فيه القوى السياسية الفترة الماضية وقال في هذا الشأن "
الثورة المصرية كانت أقوى من جميع الثورات العربية بسلميتها والتي إسقاط
النظام بجنوده وجبروته فجاء نصر الله.
وعقب انتهاء صلاة الجمعة فوجئ
المصلون بقيام عدد من الشباب أطلقوا على أنفسهم شباب الثورة بالإسكندرية،
وأخذوا يهتفون ضد كل من المشير طنطاوي والمجلس العسكري والمطالبة بإسقاطه،
الأمر الذي أثار حفيظة المصليين فقامت اللجان الشعبية بفصلهم لمنع حدوث
صدام معهم.
في المشهد المقابل، بميدان سعد زغلول أقام المعتصمون
صلاة "جمعة" أخري خطب خلالها الدكتور جميل علام عميد معهد الدعوة للدراسات
الإسلامية وجاءت الخطبة حاملة هجوما حادا على الإسلاميين قاصدا السلفيين
قائلا: "في هذا الإطار "ماذا نفعل بالملايين الذين ينتسبون إلي زى الإسلام
وفي داخلها ما يخالف الإسلام، لا نريد مليونيات السذاجة واللحية، فلدينا
من الإشكال ما يكفي لنصدره إلي العالم، ولا للأفعال ولا نريد الشعارات
الزائفة.
واستنكر "جميل" في خطبته تصريحات بعض الإسلاميين التي
أوضحوا فيها أنهم ذاهبون لتطهير الميادين من البلطجيه وان المعتصمين
يخالفون الله ورسوله، منتقدا الإعلام الذي يردد أن الموجودين بالميادين
بلطجية واصفهم بالإعلام المزور مؤكدا في هذا الإطار أن هذه الاتهامات هي
اتهامات من الفلول الفاسدين،مضيفاً انه يشرفني إدانتي بهذه الاتهامات بينكم
ومعكم.وحول أجواء المليونية التي بدأت منذ فجر أمس بانطلاق مئات
الأتوبيسات بمختلف أنحاء الإسكندرية قام بحجزها أنصار الدعوة السلفية مجانا
لتوصيل المواطنين إلى ميدان التحرير.
ورصدت "الشروق" تمركزًا لتلك
الأتوبيسات التابعة للدعوة السلفية بمنطقة كيلوباترا مقابل 25 جنية للفرد،
في الوقت الذي حرص فيما اسر توزيع منشورات بكافة ميادين المحافظة دعت
خلالها المواطنين لموعد الزحف علي ميدان التحرير في الثانية عشرة بعد منتصف
الليل.
ورصدت "الشروق" أيضاً من جانبها قيام أعضاء أعضاء حركة 6
ابريل بتأدية صلاتهم في القائد إبراهيم بدافع التأكيد علي حرية الرأي،
بعدها عادوا مباشرا في مسيرة إلي مقر الاعتصام مرة أخري.
ودعا
المعتصمون في ميدان سعد زغلول في منشور لهم جموع المصريين الانضمام إليهم
لوحدة الشعب حمل عنوان "لو بتحب مصر بصحيح ومن قلبك شارك في لم الشمل" تحت
شعار "كلنا مصريين.. كلنا أيد واحدة.. مسلم مسيحي.. مصر أولاً.. الثورة
أولاً .. الفقراء أولاً.. الشهداء أولاً"، مشيرين إلي أن ثورتهم قامت لأقل
مطالب إنسانية لأي مواطن "عيش.. وحرية.. وكرامة.. وعدالة اجتماعية"، خاصة
بعد مرور أكثر من 6 أشهر على تنحى مبارك لم يتغير شيء، ولم يكن بوسع أي
مصري سوى العودة للميادين، لمنع محاولات سرقة الثورة.
ووزع ائتلاف
ثوار بلا حدود منشوراً حمل شعار "لا لخلط مطالب الثورة المصرية"، داعين
خلاله إلي عدم الاستخفاف بعقول المصريين أو الاستجابة للضغوط الخارجية،
وعرضوا به مجموعة من المطالب وصفوها بالواضحة، أولها محاكمات عادلة وناجزه
للقتلة والمتورطين من الشرطة ورموز النظام السابق، والتأكيد علي أن الدستور
أولا بدعوي أن "القضبان توضع قبل القطار" و"القواعد توضع أيضا قبل
البناء"، وإلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين، وتطهير القضاء والمساواة بين
المصريين موظفين وعمال وفلاحين".