نتيجة الثانوية العامة... ذكريات لا تنسى!
لازالت
ذكريات نتيجة الثانوية العامة راسخة في أذهان الكثيرين، أيام وليالي من
السهر والمذاكرة والتعب والدروس الخصوصية في أغلب المواد إن لم يكن جميعها
ثم نأتي للنهاية حرق الأعصاب في انتظار النتيجة، ذلك اليوم الذي تختلط فيه
دموع الفرح والسعادة بدموع الحزن والصدمة.
الثانوية العامة في مصر كأنها
ملحمة تشترك فيها كل الأطراف ويكون للجميع دور كبير فيها فابتداءاً من
الأهل الذين يعانون مع أولادهم ويعيشون أيام من القلق والأمل، ثم الأبناء
الذين يمرون بهذه المرحلة الفاصلة في حياتهم والتي تلعب الكثير في رسم ما
هو قادم لمستقبلهم، ثم المدرسون الذين يكون لهم نصيب ودور كبير في هذه
الملحمة الثانوية فمنهم من يتعب داخل الفصل مع طلابهم ومنهم من (يكبر
دماغه) كما يقولون في الفصل كوسيلة ضغط للحصول على نسبة أكثر من الطلاب
الذي يبحثون عن دروس خصوصية أي كان سعرها ولا يوجد أمام الأهل إلا الرضوخ
لرغبة أبنائهم وتوفير كل ما يحتاجونه من سبل التركيز والاستعداد للمشهد
الختامي لهذه الملحمة.
ورغم كل المحاولات لوضع بعض مساحيق التجميل
للثانوية العامة والتخفيف من وطأتها على الجميع إلا أنها لازالت وربما ستظل
لفترة أخرى من الوقت ضيف ثقيل يحل على كل الأسر المصرية تقريباً وتزداد
المشكلة عندما يكون هناك أكثر من إبن يستعدون لهذه المرحلة فلا يكاد الأهل
يفيقون من جولة ليجدوا أنفسهم مجبرين أمام جولة جديدة فكان الله في عون
الجميع...
وفي النهاية كلمة هامة فليذكر الجميع أن الحياة بكل ما
فيها من اختبارات ومواقف وأيام نقضيها ما هي إلا مرحلة المذاكرة والاستعداد
ليوم الامتحان الأعظم في حياة كل منا والذي لا ينتهي بأحد كليات القمة أو
أحد معاهد المؤخرة وإنما ينتهي بنا إما إلى جنة أو إلى نار...
فليستعد كل منا ليوم الاختبار حتى نكون من السعداء يوم النتيجة...