هل حان الرحيل

إلى اين تخطو قدماك ؟إلى اين الرحيل؟
أنت تفكر اليوم بمنطق الأمس..
و الأمس أصبح صفحة من التاريخ..
و التاريخ انفجرت شموسه و انقرضت..
إلى اين الرحيل ؟
انظر لما حولك فترى كيف تتوه البراءة ..
ترى كيف يحطم المرء نفسه و أولاده..
ترى كيف ينصر الزمن القوي و ينتحر الضعيف..
أنت تائه و تبحث دوما ..
تجرحك الكلمات و تسحقك الحروف.
هي من نار و لظى ..هي الجحيم التي تكلموا عنها..
و هي الخيال الذي عذبنا منذ القدم.
حتما سينتهي كل كلامي ..
و لا جرم أني تكلمت قليلا ..
لان حديث النفس لا ينتهي ولا يزول..
منذ أن تعلم الإنسان الألف و الياء و تلون اللسان
منذ أن نطق و فكر ..
ليصمت الكون إذن و ليكف عن الصراخ.
ولا تسألوني إلى اين الرحيل ؟
لانى اعيش عمرا واحدا
لان كل يوم ينجلى تتساقط معه من اوراق عمرى
لان شروق شمس كل يوم ومغيبها ماهو الا اعلان عن اقتراب موعد..اجلى
لان دموعى لوكانت بحرا لنقص
ولوكان صبري جبلا لخر
ولو كان القلب حجرا لانفطر
ولو كانت الدماء نهرا لجف
ولو كانت كلمه اااه تصل للشفتين لاحترقتا
.............
لاجل العين اللتى باتت لا تعرف للكرى سبيلا
لاجل الحزن الذى سطر في وجدانى
لاجل الامل الذى مل منه كيانى
لاجل النور المبتور في حياتى
لاجل ظلمه الياس اللتى تزداد هوتها بعمرى
لاجل كلمات لاتسمع....ودموع لاترى....وابتسامات تبكى
لاجل نفس تائهه.....وعقل محتار....ودقات قلب تطالب بالرحيل
.............
لان الحياه قاسيه اكثر من قسوه القسوه ذاتها
لان العمر يمضى بسرعه نزول قطرات الماء من فوهه تتسع يوما بعد يوم
لان التعب تعب منى
لان الضحك بكانى
لان البحر هاج لالمى
لاجل كل ذلك..لكيلا اعذب كل هؤلاء معى
يجب ان اتركهم وارحل..وارحل
كم ذاق عمرى ووجدانى وقلبى وروحى ودمى وصدرى ونفسي وكيانى ..العذااب

يكفيهم ذلك منى..يجب ان اتركهم كى يسعدو وارحل ..انى اعانى اتحطم اتمزق وامزقهم معى

ولا اريد لهم المزيد....
ولكن كيف سأرحل ولم يؤذن برحيلى بعد

والى اين؟....الى اين يا نفسي الرحيل؟ الى اين