توصل باحث مصري إلى طريقة لإنتاج 6 أطنان من الأعلاف يوميا وباستهلاك مياه قدرها 500 لتر تقريبا من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة في الزراعة.
وأوضح الباحث الدكتور أشرف محمد عمران، مدير مكتب البحوث والتطوير بالمجلس الاقتصادي الإفريقي، أن الدافع من وراء بحثه هذا هو محدودية الأرض المزروعة في الوطن العربي حيث تشكل الأراضي الزراعية القابلة للزراعة 14% فقط من مجموع الأراضي.
وأشار عمران إلى أن الأغلبية العظمى من تلك الأراضي صحراء، خاصة أن نسبة الأرض الصحراوية تشكل نحو 56% من الأراضي العربية، والباقي ما يقارب 29% مابين الغابات والمراعى غير المستغلة الاستغلال الأمثل. وأضف لهذا ندرة المياه والاهم من هذا غياب رؤية لإستراتيجيات العمل الجماعي المنظم والفاعل للاستفادة من مجمل الموارد الطبيعية العربية.
وقال: لدينا من الموارد العربية المعطلة من قدرات طبيعية متوافرة في السودان من مياه وتربة وقدرات مالية من دول الخليج وقدرات بشرية وعلمية متوفرة في مصر والمغرب وبالرغم من هذا كله بلغ نسبة العجز في السلع الغذائية العربية أرقاما لا نقبلها، مشيرا إلى أن نسبة العجز في القمح بلغ 220%، فيما بلغت نسبة العجز في الذرة 369%، وفي السكر 703%، وفي اللحوم 1356%، وفي البيض 1117%.
واستطرد: الحقيقة أن المنطقة العربية ككل منطقة عجز غذائي، وسوف تتزايد بمرور الأعوام نتيجة زيادة الطلب فوق قدرة المعروض وقلة الموارد الطبيعية ولسد هذه الفجوة نقوم باستيراد ما يلزمنا، مما يشكل عبأ ضخما على الموازين التجارية وميزان المدفوعات، حيث بلغت فاتورة استيراد الغذاء للمنطقة العربية ما يقرب من 20 مليار دولار، وما يخص الإنتاج الحيواني ومنتجاته ما يقرب من 6 مليارات، أي تشكل ما يقرب من 27% من مجمل استيراد المواد الغذائية.
وعن المعوقات التي تقف حائلا دون تحقيق اكتفاء ذاتي من الغذاء، أوضح مدير مكتب البحوث والتطوير بالمجلس الاقتصادي الإفريقي أن أهمها هو نقص الموارد، حيث إن هناك بلادا تملك المال ولا تملك القدرات البشرية، وكذلك لا تملك الموارد الطبيعية اللازمة مثل المياه والتربة علاوة على صعوبة مناخ بعض الدول مثل دول الخليج، وفي المقابل يوجد بلاد لا تملك المال ولديها موارد متوفرة من مياه وتربة ومناخ مثل السودان ومصر.
وشدد على أن المشكلة الحقيقية التي ما زالت تهدد صناعة الثروة الحيوانية هي عدم توافر الأعلاف في ظل ندرة المياه وما يستلزم ذلك من استيراد الأعلاف ملتزمين بالسياسة السعرية العالمية، مما يترتب عليه ارتفاع أسعار اللحوم بنسب قد تفوق قدرة المستهلك وأيضًا المربى، مما يؤثر بالسلب على تطور ونمو الصناعة.
وبحث مشروع الدكتور عمران إمكانية إنتاج طن علف واحد يوميا من مساحة 100 متر، حيث إن هناك حلول كثيرة لزراعة الأعلاف بصورة سريعة وتدوم طوال العام مما يجعلها مستمرة بصورة طازجة، من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة في الزراعة.
وأوضح الباحث المصري أن يملك فكرة تنفيذ أكبر وأول مشروع لإنتاج الأعلاف بدون تربة بجمهورية مصر العربية، حتى يصل حجم الطاقة الإنتاجية للمشروع 6 أطنان يوميا، وذلك من خلال استهلاك مياه قدرها 500 لتر تقريبا؛ وذلك من أجل إنتاج طن واحد من الشعير.
وأشار الدكتور عمران إلى أن هذا المشروع عبارة عن غرفة مغلقة تمامًا ومبردة على مساحة 600 متر مربع تنتج ما قدره 400 فدان.
وأضاف: منظور آخر، هو أن 600 لتر يمكنها إنتاج ما يقارب من إنتاج 2 مليون متر مربع من الأراضي.
وأشار إلى أنه في الوقت الذي يحتاج إنتاج 6 أطنان من الأعلاف إلى 4000 لتر مياه عند استخدام الزراعة بدون تربة، إلا أنه من أجل إنتاج 6 أطنان من الأعلاف في التربة فإنه يحتاج موسط وقدرة مائتين ألف لتر من المياه، وهو أمر بالتأكيد لا وجه للمقارنة فيه.
وقال عمران: تعتبر تلك الطريقة الحديثة إحدى وسائل مقاومة التصحر وطريقة موفرة للمياه ومساحات الأرض، وإنتاج الأعلاف بتقنية الزراعة بدون تربة، باعتبارها حلا مثاليا لتوفير الأعلاف اللازمة للحيوان.