وتلعب هذه العناصر الكيميائية النادرة دورا بالغ الأهمية في التقنيات
الترفيهية وتقنيات الطاقة وتقنيات الاتصالات وأصبحت محط أنظار الدول
والعلماء خلال الأشهر الماضية بعد أن أبدى بعض الخبراء مخاوفهم من نضوب هذه
العناصر وبعد أن أعلنت الصين عزمها تخفيض كمياتها المصدرة من هذه العناصر.
وركز العلماء تحت إشراف ياسوهيرو كاتو من جامعة طوكيو في دراستهم التي نشرت
أمس في مجلة "نيتشر جيوساينس" البريطانية على تحليل الموقع "222" في الجزء
الشرقي من المحيط الهادي وقالوا إنهم وجدوا أن تركيز هذه المعادن الأرضية
النادرة في هذه المنطقة مرتفع جدا على عمق 70 مترا تحت قاع المحيط لدرجة
أنه من الممكن استخلاص نحو 25 ألف طن من هذه العناصر في مساحة كيلومتر طولا
ومثله عرضا وبعمق 70 مترا تحت القاع.
وأشار العلماء إلى صعوبة أخذ عينات صادقة من هذا العمق حتى باستخدام سفينة
علمية جيدة التجهيزة وأن درجة تركيز هذه العناصر الأرضية النادرة قد تتفاوت
من منطقة لأخرى بحيث قد تزيد هذه الكمية أو تنقص خمسة آلاف طن من منطقة
لأخرى.
وقدر كاتو إجمالي استهلاك العالم من هذه العناصر سنويا بنحو 134 ألف طن.
وحسب تقديرات كاتو فإنه إذا تم استخراج الطين في مساحة خمسة كيلومترات
مربعة في الموضع 1222 فإن الكمية المستخرجة من العناصر النادرة في هذا
الطين يمكن أن تسد حاجة العالم منها في عام.
غير أن خبراء ألمان أكدوا عدم توفر التقنية اللازمة لاستخراج هذه العناصر
من عمق 4000 إلى 5000 في المحيط وأن استخراج هذه العناصر ليس مجديا من
الناحية الاقتصادية خاصة في ظل عدم نضوب هذه العناصر بشكل حقيقي.
وأشار الباحثون إلى أن سبب عدم اعتبار قاع البحر مصدرا أساسيا لهذه العناصر
حتى الآن هو غياب بيانات عن التوزيع المكاني لهذه العناصر في قاع البحر.