الحوار بين البشر أمر مهم وبين الزوجين أمر بغاية الضرورة فالحوار وحده هو من يضع النقاط على
الحروف وهو وحده من يقود المركب لبر الأمان فهو يعتبر منشط الحياة الزوجية ومفرغا لهمومها
وموضحا للكثير من الالتباس فيها
الزواج الذي لا يتضمن حوار بين الزوجين هو الأكثر ضعفا ومشاكل وسوء فهم وهو الأقل قدرة على الاستمرار
إن غابت لغة الحوار بين الزوجين ستحل مكانها لغة الصمت وهي لغة الموت البطيء للمشاعر
وللعلاقة الإنسانية والزوجية التي تجمعهما
من يرغب بالوصول إلى السعادة الزوجية عليه أن يتبع أسس السعادة الزوجية الصحيحة والحوار
يعتبر ركيزة أساسية
في طريق الوصول إلى السعادة الزوجية فالحوار ينير الدروب المظلمة والخفية في حياة الزوجين ويلقي
الضوء عليها ويجعلها ظاهرة قابلة للسير فيها تحت نور ساطعة نور الحوار المثمر دوما
الحوار لا يجب أن يرتكز على أمر واحد بل حوار في كل شيء في الحياة الحوار العاطفي والحوار
الاجتماعي والحوار الأسري والحوار المالي والحوار يدفع جميع الأطراف للمشاركة ويصون حقهم في
التعبير عن الرأي والرغبات ولا يدع الفرصة لطرف واحد لكي يقرر ويحدد عن البقية وخاصة عن الزوجة
لماذا يحجم الأزواج عن الحوار
1-إحجام الأزواج عن الحور له عدة أسباب بعضها من صنع يديهم والقليل منها من طبعهم الخلقي ومن
مستوى الثقافة المنخفضة لديهم
2-هناك نوع من الأزواج يحب لغة الصمت ويعتبر قليل الكلام وهذة الصفة خلقت معه ولم يحاول
استبدالها فاستفحل الأمر ونسي كلمة حوار
3- انشغال كلا الزوجين عن بعضهما البعض وتفضيل العمل على أنفسهم وهذا لا يعطي المجال نهائيا للحوار
4- عدم اقتناع الطرفين بأهمية الحوار بل يقنعون أنفسهم بان الحوار مضيعة للوقت ليس إلا
5- الفرق الشاسع بأسلوب التفكير بين الزوجين من نتائجه عدم وجود جو حوار بينهم لأنهم غالبا لن
يتفقوا نتيجة الاختلاف في الأفكار والرغبات والاختلاف في وجهة نظر كل منهم للأمور
6-وأيضا نجد نوع من الأزواج قليلوا الثقافة والخبرة وهم من أكثر الأزواج تجنبا للحوار لأنهم يعتبرون
نفسهم غير مؤهلين لإدارة الحوار ولا تخدمهم ثقافتهم وتدعم موقفهم الحواري لذلك هم يحجبون الحوار من حياتهم
7-بعض الأزواج لا يرغبون بالحوار لسوء الأسلوب المتبع في الحوار ولان الحوار يصل إلى درجة
الثرثرة التي تضيع الوقت الثمن بدون أي فائدة تذكر
8-البعض يعتبر نفسه سيخسر نقاط في الحوار وسيخضع لأمر واقعي غير راغب به وهو مدرك انه
على خطىء ولكن لا يريد الاعتراف بذلك
9-عدم التنويع في الحوار سببا أيضا لتوقفه بين الأزواج إن كان الحوار دائما يدور حول قضية واحدة
مثلا الحديث عن الأمور المالية للأسرة وإهمال أمور أخرى هذا من شأنه أن يثير حالة ملل للزوجين
وبالتالي حالة الملل من الحوار تتحول إلى مقاطعة كاملة للحوار
النتائج المترتبة عن مقاطعة الحوار بين الزوجين
إن توقف الحوار بين الزوجين يترتب علية عدة نتائج وللأسف أحيانا تكون نتائج كارثية وعلى الجميع
التفكير بهذه النتائج ليتجنبوا مقاطعة الحوار ومن أهم نتائج قطع الحوار بين الزوجي هي
1-تفاقم المشاكل الزوجية بين الزوجين وعدم إمكانية أي طرف من إيجاد الحل لعدم تعاون الطرف الثاني
2-يسيطر على جو الحياة الزوجية حالة ملل وحالة جمود وتبتعد كثيرا عن حياة الإثارة والفرح
3-يصبح الوصول للسعادة الزوجية ضرب من ضروب الخيال لان الحوار ركن أساسي في السعادة الزوجية
4-إن كانت العلاقة الزوجية معطلة ولا يسودها جو الحوار سيؤثر على علاقة الزوجين بالآخرين
ويحجموا عن إقامة أي علاقة اجتماعية خارج المنزل لأنهم يفتقدون هذه العلاقة بينهم لذلك هم غير
قادرين على صنعها في الخارج
5-المشاعر التي جمعت الزوجين يوما ستعرف طريقها نحو النهاية أو ستصل لمرحلة برودة قد لا تنفع
أي حرارة في إذابتها وبالتالي ستتأثر العلاقة الجنسية بين الزوجين وهي من أكثر الأمور تدميرا للحياة الزوجية
6-الوالدين يعتبران قدورة للأطفال وهو يقلدونهم بشكل دائم إن كان الوالدين بعيدين عن لغة الحوار
فالأولاد سيكونون ابعد من الوالدين عنها وسيحتفظون بهذه الطباع حتى عندما يكبرون
نصائح لإتقان فن الحوار بين الزوجين
مهما عظمت المشكلة ومهما استفحل تعطيل الحوار بين الزوجين هناك دائما أمل في الإصلاح ولكن
يتطلب أمرين ضروريين الأول هو الرغبة بتغير الوضع والانتقال إلى وضع أفضل يسوده جو الحوار
والثاني هو الإرادة والعزيمة وعدم التراجع والركوع إمام أي فشل في المحاولة
واليكم بعض النصائح حول فن الحوار بين الزوجين
1-يجب اختيار أفضل الأوقات لبدء أي حوار مع مراعاة الحالة النفسية للطرف الثاني حتى يضمن
المرء نجاحه في عملة عليه أن يعرف متى يبدأ عمله
2-يجب أن لا يكون هدف الحوار هو كسب النقاط من الطرف الثاني وبالتالي إثبات الطرف الأول انه
الأحق وانه على صواب كامل بل هدف الحوار يجب أن تكون من اجل الاطلاع على الأفكار للزوجين
واستخلاص الأفكار الجيدة من كلاهما وصوغها على شكل قرار أو حل لمشكلة بالتعاون وليس لإعلان
النصر على الطرف الثاني
3-يجب أن يكون الحوار مفتوحا من جهة ومحددا من جهة أخرى بمعنى أخر ضبط الحوار كي لا يخرج
عن الموضوع وكي لا يتحول إلى ثرثرة مملة
4-من الضروري جدا أن يفسح كل طرف المجال للطرف الثاني ليتمكن من التعبير عن أفكاره بشكل جيد
ويتمكن من إيضاح رأيه
5-إن تحدث أي طرف علية أن يحسن الحديث وان استمع للطرف الثاني علية أن يحسن الاستماع
6-مهما كان نوع الحوار يجب أن يسوده الاحترام والمحبة وعدم الخروج عن احترام الطرف الثاني لان
التقليل من قدرة والنطق بكلام جارح سيفقد الحوار هدفه السامي ويصبح ضارا لكلا الزوجين
7-الصراحة في الحوار أمر مهم جدا بل هي أساس الحوار ولكن أن تكون صريحا صراحة هادفة هذا
أمر وان تحول الصراحة إلى وقاحة هذا أمر أخر الصراحة والحقيقة أحيانا تكون قاسية لذلك هي
تتطلب اللباقة وحسن السلوك للإفصاح عنها ولنضمن عدم تجريح الطرف الثاني
8-ليس ضروري إن بدأنا الحوار ألان أن ننهيه بالتوصل إلى حل وخاصة إن كان هناك مشكلة كبيرة بل
يمكن لنا أن نبدأ الحوار وان تعذر الوصول إلى حل نعطي أنفسنا مهلة للتفكير بالأمر ونوقف الحوار ثم
نتابعه في وقت أخر وفتة توقف الحوار هامة جدا حيث سيعيد كل سيراجع كل طرف وجهة نظرة بالأمر
وسيكون أكثر تعاونا واستعدادا للحل عند متابعة النقاش
9-إن شعرنا أن وتيرة الحوار بدأت بالارتفاع وقد تصل إلى مرحلة الخلاف والمشاجرة علينا إتباع
أمرين الأول أن نخفف من مستوى الحوار بالتجاوب قدر الإمكان مع الطرف الثاني أو تأجيل الحوار
حاليا بينما تهدى النفوس ونتابعه في وقت لاحق لا يكون مشحونا بالعصبية
10-عند فتح أي حوار بين الزوجين من الضروري جدا عدم وجود طرف ثالث مهما كان مقربا ذاك
الطرف لأنه سيشوش على الأفكار وسيؤثر على القرار وحتى إن لم يتدخل بالنقاش
11-إن كان هناك اختلاف في وجهات النظر اتبعوا القاعدة اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية بل يتم
الاتفاق على أفضل رأي من أي طرف ولن تعذر عندها يمكن عرض الأفكار على طرف ثالث للمساعدة
في الاختيار فقط وعند الضرورة القصوى
12-الهدوء وتخفيض مستوى الصوت إثناء الحوار كفيل بنجاحه وكفيل بعدم رفع وتيرة الحوار إلى أن
يصل إلى الشجار
13-عند ثبات الخطاء على احد الإطراف يجب المبادرة بالاعتراف به وبالتالي الاعتذار عليه ومن ثم
تصحيحه وهذا سيريح الطرف الثاني ويجعله مقتنع بفائدة الحوار على صنع الحياة
الخلاصة
العمر قصير ولا يجب أن نمضيه في الخلاف بل علينا أن نجعل الحوار الإنساني بشكل عام والحوار بين
الزوجين بشكل خاص هو هدفنا وهو الطريق الوحيد لحل الخلافات
الحوار هو لغة العصر وفاقدة لا ينتمي لهذا العصر وكل إنسان قادر على أن يبدأ حوارا وليس
بالضرورة أن يكون بارعا فيه بل الممارسة والتعلم من جولات الحوار هي من سيجعله بارعا بل سيد
الحوار برمته
ادعوكم دعوة صادقة للحوار ادعوكم لتنتموا إلى هذا العصر وادعوكم للتخلي عن فكرة القطب الواحد
في الأسرة بل تعاونوا وتحابوا وتحاوروا لان الإنسان إن شعر يوما بالندم لن يهنئ له عيش من بعدة
وكل ما أتمناه أن لا تكونوا نادمين على ضياع فرص الحوار بينكم
أتمنى أن لا تكونوا نادمين على مرور حياتكم برفقة المشاكل والعنف والألم وترعرع لغة الصمت بين إرجائها
فلنجعل التفاهم والحوار أساسا لحياتنا ولنشعل شعلة في أول الطريق نحو بلوغ الهدف السا مي بلوغ
السعادة الزوجية بكل معانيها
ارحب باي اضافة او مناقشة حول الموضوع
الى لقاء قريب