سجلت في اسرائيل في الآونة الأخيرة حالات اصابة بمرض"الحصبة"، تثير لدى المواطنين والجهات المختصة اسئلة حول ما اذا كانت الوقاية من هذا المرض كافية، وحول ما اذا كانت ثمة حاجة لحملة مكثفة من التطعيمات.
فقد أعلن عن اصابة طبيب للعظام يعمل في مستشفة "برزيلاي" في اشكلون(عسقلان) بهذا المرض، وقد قدم الى اسرائيل مهاجرًا من احدى الدول(لم يُكشف عنها) دون ان يكون قد تلقى تطعيمًا ضد المرض في طفولته- كما هي الحال في اسرائيل- لكنه تلقى العلاجات الدوائية اللازمة وتحسنت حالته كثيرًا، وهو بصدد العودة لممارسة عمله كالمعتاد في المستشفى المذكور.
وفور اكتشاف هذه الحالة، تم استدعاء زملائه في العمل، والمرضى الذين كان على اتصال بهم، وآخرين- لتلقي التطعيمات اللازمة ضد هذا المرض التلوثي المعدي.
دواء بألف شيكل!
وأثار اكتشاف عدد من حالات الاصابة بالحصبة في القرية الزراعية "كيبوتس بيت كيشت" (قرب جبل الطور- شمال شرق الناصرة) الرعب والمخاوف، نظرًا لأن بعض الأطفال الذين لم يتلقوا التطعيمات اللازمة في أوانها،اصيبوا بالمرض، ونقلوا العدوى الى آخرين.
وقد قامت سيدة حامل من"الكيبوتس"، بتعميم رسالة بالبريد الالكتروني، ضمّنتها معاناتها ومخاوفها، حين اكتشفت انها كانت على اتصال بطفل مريض بالحصبة، وحين توجهت للعلاج قيل لها انه يتوجب عليها تلقي تطعيم خاص، خلال فترة قصيرة، بتكلفة ألف شيكل، وبطلب شخصي من الجهة المنتجة للدواء.
ولم تقتصر حالة الرعب على هذه السيدة،بل ان مواطنًا آخر في "الكيبوتس" نفسه،عمّم بيانًا على السكان، حذر فيه من انتشار مرض الحصبة مجددًا، وأشار الى انه يعرف عائلتين من البلدة تفكران في مغادرتها بسبب انتشار المرض، وانه يعرف عن عائلات أخرى تخشى المجيء لزيارة الاقارب، تجنبًا للعدوى.
وفيما أكد مسؤول في "الكيبوتس" هذه المعلومات، فقد أشار إلى ان هنالك عائلات ترفض تطعيم أولادها"من منطلقات عقائدية وايديولوجية"! وبالمقابل أعلن المسؤول انه يجري اتخاذ كافة الاجراءات والاحتياطات اللازمة لمواجهة المرض، وأنه تم استدعاء خبراء من وزارة الصحة الى الكيبوتس لهذا الغرض، مشددًا على انه ليس من صلاحية أحد إجبار رافضي التطعيم ان يقوموا بذلك، فيما أكد مصدر مسؤول في وزارة الصحة ان القضية "قيد المعالجة، ولا داعي للرعب"!
"الحصبة" قد تنتهي بالموت!
ومن جهة أخرى أكد البروفيسور دان ميرون، مدير قسم الأمراض التلوثية للأطفال في مستشفى"هعيمك" في العفولة- أكد علمه بحالات الاصابة بمرض الحصبة في "كيبوتس بيت كيشت". دون أن يقّلل من خطورة المسألة، على الرغم من أن هذا المرض يكاد يكون مقضيًا عليه، في غالبية دول العالم.
وفي شرح عن المرض، قال البروفيسور ميرون، ان الحصبة معدية وقد تسبب الموت. ناهيك عن أضرار أخرى بعيدة المدى، كالاضرار بالدماغ، حتى وان كان ذلك نادرًا.
وعن أعراض المرض، قال البروفيسور ميرون انها تتمثل في الزكام والسعال والطفح الجلي (إحمرار الجلد) والحرارة العالية للجسم. وأضاف ان الحصبة قد تؤدي الى مضاعفات محتملة مثل الالتهاب الرئوي، وخاصة لدى الاطفال والنساء الحوامل والمسنين، وغيرهم من الفئات الاكثر عرضة للمرض والوهن.
وشددد البروفيسور ميرون على ان التطعيم هو أنجع وأفضل السبل للوقاية من المرض، وحذر الأهالي الذين يمتنعون عن تطعيم اولادهم من خطورة هذا السلوك على حياتهم وحياة اطفالهم والآخرين – على السواء.