«فولكانو» مناسبة للأسواق التي لا تتمتع بشبكات تبريد جيدة
تحضير الشيكولاته المقاومة للحرارة في مصنع ليبيك قريبا من بروكسل ببلجيكا الذي
يعد الأكبر في العالم (ا.ف.ب) |
يدرك
سكان المناطق الحارة في العالم، وخصوصا في زمن تتفاقم فيه ظاهرة الاحترار
والتغير المناخي، أن الاحتفاظ بقطعة من الشيكولاته في حقائبهم أو جيوبهم هو
أمر من قبيل المجازفة. فليس بالأمر الممتع بتاتا قضاء نهاية اليوم في نزع
كتل الشيكولاته الذائبة الملتصقة بقعر حقيبة أو عمق جيب.
لكن هذا كله قد يصبح قريبا شيئا من الماضي، مع تطوير شركة «باري كاليبوت»
لصناعة الشيكولاته السويسرية نوعية من الشيكولاته قادرة على الصمود بوجه
حرارة تصل إلى 55 درجة مئوية قبل أن تذوب. وثمة أكثر من ذلك، فهذه
الشيكولاته قليلة السعرات الحرارية أيضا!.
ويوضح هانز فراينز رئيس قسم الابتكار في الشركة أن «الشيكولاته حين تذوب
تفقد جاذبيتها». وسيكون هذا التطور من الأهمية بمكان إذا ما أخذنا في
الاعتبار حجم الاتجار العالمي بالشيكولاته، حيث صدرت سويسرا في عام 2008
وحده 111494 طنا من الشيكولاته بقيمة 924 مليون فرنك سويسري (869 مليون
دولار)، إضافة إلى 73475 طنا من الشيكولاته بيعت محليا بقيمة توازي 894
مليون فرنك، وفق أرقام اتحاد صانعي الشيكولاته السويسرية «شوكوسويس».
وتتوزع معظم الصادرات السويسرية من الشيكولاته بين بريطانيا وكندا وفرنسا
وألمانيا.
وتعمل شركة «باري كاليبوت» باستمرار على تحديث منتجاتها، وهي تعد المصدر
الأكبر للكاكاو والشيكولاته لشركات عالمية عملاقة على غرار «نستله»
و«هيرشيه». وتستهدف الشيكولاته الجديدة المقاومة للحرارة التي أطلقت الشركة
عليها اسم «فولكانو» (بركان) خصوصا «الأسواق التي لا تتمتع بشبكات تبريد
جيدة، أو ذات المناخ الأشد حرارة مثل الصين والهند وأوروبا الجنوبية وجنوب
الولايات المتحدة وأميركا اللاتينية»، على ما أوضح فراينز.
والواقع أن الشيكولاته المقاومة للحرارة ليست جديدة بحد ذاتها، حيث اعتمدها
الجيشان السويسري والأميركي على السواء وان لم يتم تصنيعها على مستوى
تجاري من قبل.
وقال فراينز، في تصريحات أوردتها الوكالة الفرنسية للأنباء إن شيكولاته
«فولكانو» التي تذوب عند الاحتكاك باللعاب وتتمتع بملمس مقمرمش تختلف عن
الشيكولاته التي يعتمدها الجيش بكونها مصنوعة من زبدة الكاكاو المعتادة،
بخلاف شيكولاته الجيش التي كانت تستخدم الدهون النباتية بدلا من ذلك.
وإضافة إلى فضائل «فولكانو» في مقاومة الحر الشديد، فإن هذه الشيكولاته
تتضمن سعرات حرارية اقل من المعتاد. ذلك لا يعني أن الشركة لا تتوخى
الاحتفاظ بمذاق الشيكولاته الأصلية كهدف رئيسي.
وقال فراينز «لا معنى في أن نضحي بالمذاق لتخفيض الدهون أو السكر... الحيلة
تكمن في تقليل السعرات الحرارية من دون أن ينتبه الناس للفارق».
وبين أهداف الشركة الأخرى إنتاج ما يسميه فراينز بالشيكولاته «الصحية أكثر»
التي تحتفظ ببعض 230 مكونا ذا منافع صحية بين المكونات الـ700 الطبيعية
الموجودة في بذور الكاكاو.
احد هذه المكونات الصحية هو مادة الثيوبرومين التي تعمل بطريقة مماثلة
للكافيين، وأيضا الفينيليثيلامين التي تعمل كمادة مكافحة للكآبة وتعتبر
«منشطا معروفا» وفق فراينز، مضيفا «يمكنك حفظها لصناعة شيكولاته سعيدة».
ومع تسابق معامل الشيكولاته نحو إنتاج أنواع جديدة، تحتفظ معظم الشركات
بأبحاثها في نطاق السرية. وفي هذا الإطار تقول «نستله» أكبر شركة مواد
غذائية في العالم «لا يمكننا لأسباب تتعلق بالمنافسة أن نكشف عن تفاصيل
الأبحاث الحالية ونشاطات تطوير (منتجاتنا)».
لكن سايمون روبرتسون مدير قسم الأبحاث والتطوير الخاص بالشيكولاته
والحلويات والبسكويت في «نستله»، أوضح أن الأولويات تشمل «متعة الشيكولاته،
خيارات أكثر صحية، فضلا عن تخفيض الأسعار في بعض الأسواق».
وأضاف روبرتسون في تأكيد أن الشيكولاته تمثل قطاع أعمال ضخما وفعليا، أن
«نستله» سوف تفتتح في الشهر المقبل مركزها الأول للأبحاث والتطوير، الذي
«سيخصص بالكامل لتطوير الشيكولاته الممتازة والفاخرة».
وتابع أن المركز «سيجمع مهارات خبراء صناعة الشيكولاته الدوليين من حيث
الشكل والمضمون، أي أهم الحلوانيين وخبراء المذاق ومصممي التغليف».
في هذه الأثناء، يتخذ بائعو الشيكولاته السويسرية موقف ترقب حيال مبادرات
مثل الشيكولاته المقاومة للحرارة. وقال روجر رور حفيد مؤسس شركة «رور
للشيكولاته» التي يعود تاريخها لعام 1936 في جنيف «احتاج للمزيد من
المعلومات في هذا الشأن. لن اشتري أي منتج لا اعرف مكوناته وكيفية صناعته
على وجه الدقة». وأوضح رور انه يخشى أن يؤدي ابتكار جديد كالشيكولاته
المقاومة للحرارة إلى «تشويه كامل» للشيكولاته الأصلية.
وأضاف بائع الشيكولاته العريقة «من المهم جدا بالنسبة لي أن أكون قادرا على
اطلاع زبائني على أن ما نقدمه لهم مصنوع من مكونات طبيعية قدر الإمكان».