في ظل الأحداث الحالية التي يشهدها العالم العربي والإسلامي قد يتساءل طفلكِ عن الأسباب التي أدت بالمسلمين لهذا الحال من الضعف والهوان، هنا لا بد من ربط قيمة الحق بحتمية الغلبة والانتصار لدى الطفل؛ مفهوم الحق بالنسبة له لابد أن يغرس في نفسه من خلال المثال الحي، الذي يجب أن يراه بداية في أسرته،
1 – دعي طفلك ينشأ في بيت الغلبة دومًا تكون للحق فيه. فمثلاً عندما تحدث مشاجرة انصري المظلوم على الظالم، واجعلي المخطئ يعتذر لصاحب الحق، هنا تنغرس هذه القيمة في نفس الطفل وتتأصل لديه.
2 – اسردي أسلوب القصص خصوصًا التي تتعلق بالتاريخ والسيرة النبوية، وكيف أنّ الصحابة كانوا يقولون الحق ولو على أنفسهم. مثل ما حدث في غزوة بدر، فهي مثال واضح على انتصار الحق على الباطل رغم قلة عدد جيش المسلمين.
3 - سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وسير صحابته هي خير مثال يحكي عن انتصار الحق على الباطل لكن بعد طول صبر وعناء؛ فالرسول بدأ دعوته بعدد قليل جدًا، وكان على الحق، ورغم ذلك ضرب وعذب وهُوجِم هو وصحابته، الذين تعرضوا لأشد أنواع القهر والظلم، فبلال بن رباح عذب بوضع الحجر على بطنه، وكان يصرخ من الألم: «أحدٌ.. أحدٌ». وبعد سنوات من العذاب هاجر المسلمون للمدينة المنورة، وأصبح بلال هو مؤذن الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي يصدح بصوت الحق.
4 – اشرحي له الأحاديث النبوية منها على سبيل المثال: عَنْ أبي يحيى صهيب بن سنان - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قال: قال رَسُول اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم-: «عجبًا لأمر المؤمن! إنّ أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمِن: إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له». وهذا الحديث يبين للطفل أنّ حياة المؤمن تتقلب بين الرخاء والشدة، الخير والشر؛ لأنّ الدنيا محنة، وليست دار نعيم مطلق، وأنّ المؤمن عليه أن يشكر الله على الخير، وأن يصبر على الشر؛ حتى يزول بأمر الله.