مصالحة انتهت والشعب لن يتقبل الجماعة مرة أخرى
الشيخ حافظ سلامة فى حوار لـ"فيتو": أحذر من مؤامرات إخوانية للقضاء على الجيش المصرى
- فات أوان المصالحة مع الجماعة بعد أن أصبح معظم قادتها فى السجن
- لم أشارك فى أى مظاهرة لعودة المعزول
- قرأت خبرًا بأننى أقود مسيرة فى رابعة وأنا جالس فى المسجد
- كل التيارات الإسلامية كانت تسير فى ركب الإخوان
- مراجعات الإخوان لن تكون صحيحة لأن هدفها البحث عن مخرج آمن
أثار الشيخ حافظ سلامة رئيس جمعية النور بمسجد النور بالعباسية، وأحد أبطال المقاومة الشعبية فى بورسعيد العديد من علامات الاستفهام خاصة خلال الفترة التى وصل فيها الرئيس المعزول محمد مرسى إلى كرسى الرئاسة حتى عزله الشعب المصرى ومعه جماعته الإرهابية.
وفى حوار أجرته معه "فيتو" قال: إننى لم أشارك فى أى مليونية لعودة المعزول وقرأت خبرا بأننى أقود مسيرة فى رابعة وأنا جالس فى المسجد.
وحذر حافظ سلامة من وجود مخططات ومؤامرات إخوانية للقضاء على الجيش المصرى وإعادة تقسيم المنطقة.
وقال: إن جماعة الاخوان أهدرت كل فرص إجراء المصالحة وفات أوانها بعد أن أصبح معظم قادة الجماعة فى السجون، مشيرا إلى أن ما يتردد عن مراجعات الإخوان لن تكون صحيحة لأن هدفها البحث عن مخرج آمن.
وإلى نص الحوار:
- فى البداية ما رأيك فى أعمال العنف التى يمارسها الإخوان الآن ؟
أولا ما تفعله جماعة الإخوان بعيد كل البعد عن حق التظاهر السلمى والتعبير عن الرأى وهذا الحق لا يمكن أن يصادره أحدلأنك لا يمكن أن تحاكم الفكر ولكن هذا التظاهر يكون بشرط هو عدم الإضرار بالآخرين مثل تعطيل مصالح الدولة والمواطنين وعدم ارتكاب أعمال تدمير وتخريب للمنشآت العامة والخاصة وارتكاب أعمال قتل وترويع ضد المواطنين ورجال الشرطة والجيش، وبالتالى ما تقوم به جماعة الإخوان هو تخريب وتدمير لمؤسسات الدولة وجرائم قتل تستحق المحاسبة وأحذر من وجود مخططات ومؤامرات داخلية وخارجية للقضاء على الجيش المصرى وإعادة تقسيم المنطقة وللأسف أفعال الإخوان تساهم فى تنفيذ هذا المخطط.
- ولكن البعض قال إنك شاركت فى العديد من المليونيات من مسجد النور لنصرة المعزول ؟
هذا الكلام غير صحيح فأنا عمرى 88 عاما قضيت منها 70 عاما فى الدعوة وما نشر عن خروجى فى مليونيات لنصرة الرئيس المعزول كلام عار تماما من الصحة، بعد أن تقدم بى السن ولا يمكننى فعل ما يفعله الشباب الآن بل الأغرب أننى قرأت خبرا بأننى أقود مسيرة فى رابعة وأنا جالس فى المسجد وبالتالى هذا الكلام غير صحيح.
- وما رأيك فى موقف حزب النور وانحيازه لإرادة الشعب المصرى ؟
لا بد أن ندرك حقيقة مهمة وهى أن كل التيارات الإسلامية كانت تسير فى ركب الإخوان بعد 25 يناير، ولكن الأخطاء التى ارتكبها الإخوان ومحاولتهم الاستئثار بالأمر دون الآخرين جعلت كل التيارات الإسلامية المساندة لهم تنفصل من حولهم وخاصة حزب النور الذى اتخذ موقفا معروفا من البداية بمشاركته فى اجتماعات الإنقاذ وإعلانه من البداية ضرورة الحوار للخروج من هذا المأزق، وبالتالى موقف السلفيين يعد انحيازا لإرادة الشعب من أجل تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة حتى يتحقق للمواطن المصرى حياة كريمة.
- كثرت الدعوات حول ضرورة إجراء مصالحة بين الشعب وجماعة الإخوان فما إمكانية حدوثها فى ظل الظروف الحالية ؟
جماعة الإخوان أهدرت كل فرص إجراء المصالحة وقد فات أوانها بعد أن أصبح معظم قادة الجماعة فى السجون حيث كانت البداية فى دعوة الفريق عبد الفتاح السيسى وأعطى فرصة أسبوعا وجدد الدعوة للمصالحة بفترة 48 ساعة إلا أن جماعة الإخوان رفضت كل الحلول اعتمادا على أن السلطة معهم ووصلوا لقمة التمسك بآرائهم بعد نزول الجيش فدخلوا فى التظاهرات والاعتصامات فى النهضة ورابعة العدوية والدعوة إلى المليونيات وتلى ذلك الصدامات مع أفراد المجتمع الذى انقسم إلى معسكرين أحدهما الإخوان والآخر الشعب المصرى وهذا كله يجعلنا نقول إن فرص المصالحة انتهت والشعب لن يتقبل الجماعة مرة أخرى بسهولة.
- يسعى شباب الإخوان لعمل مراجعات أشبه بمراجعات الجماعة الإسلامية في التسعينيات.. ما رأيك ؟
المراجعات التي جرت في التسعينيات كانت نتيجة قناعة أن الأفكار التي يتم اعتناقها تحتاج لمراجعات وتمت بدون شروط مسبقة، أما قيام جماعة الإخوان أو بعض قادتها بعمل مراجعات تشترط الابتعاد عن العمل السياسي فترة من الوقت مقابل الإفراج عن قيادات الجماعة والرئيس المعزول فإن الهدف أصبح واضحا وأن هذه المراجعات لن تكون صحيحة لأن هدفها البحث عن مخرج آمن.
- وكيف ترى مستقبل مصر في ظل هذه الأحداث ؟
- مسقبل مصر مبشر بالخير وسوف تعبر هذه المحنة أشد قوة وصلابة لأن عناية الله تحفظها، فهى أرض الرسالات النبوية وذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بالإضافة إلى التلاحم والترابط بين أبنائها وما يحدث من محاولات جر البلاد للعنف جميعها محاولات محكوم عليها بالفشل.
- ما موقفك مما يحدث في سوريا والتهديد الأمريكى بالحرب عليها ؟
ما يحدث في سوريا من قوات بشار الأسد أمر غير مقبول لسقوط العديد من الضحايا الأبرياء يوميا، وليس من المعقول أن نضحى بالآلاف في سوريا من أجل شخص هو بشار الأسد مثلما حدث سابقا من التضحية بالآلاف من أجل القذافى وصدام حسين ومن أجل مرسى أى أنه إذا كانت المشكلة في شخص بشار فليذهب بشار وتبقى سوريا، أما التهديدات الأمريكية فأمريكا لا يعنيها سوريا أو بشار وإنما تتآمر مع حلفائها من أجل تدمير الجيش السورى وصراعها مع روسيا وإيران لم يكن إلا من أجل إبادة سوريا مثلما كان هدفها من دعم الإخوان في مصر، لكن الله أفسد مؤامراتهم ضد جيش مصر.